قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن العمليات العسكرية في محافظة الأنبار ستستمر، متراجعا عن قراره سحب قوات الجيش من الأنبار، كما أعلن إرسال قوات إضافية إلى هذه المحافظة التي تشهد مدينتاها الرئيسيتان مواجهات متواصلة بين قوات الجيش ومسلحي العشائر الذين سيطروا الثلاثاء على مواقع حكومية رئيسية بمدينتي الرمادي والفلوجة.
ونقل التلفزيون العراقي الرسمي عن المالكي قوله "لن نسحب الجيش بل سندفع بقوات إضافية، وذلك استجابة لمناشدات أهالي الأنبار وحكومتها".
وكان المالكي قد دعا الاثنين قوات الجيش للانسحاب من مدينتي الرمادي والفلوجة، في محاولة لنزع فتيل التوتر الأمني الذي تفجر بعد يوم من فض اعتصام مناهض له واستمر لنحو عام.
كما أن المالكي وجه قبل ساعات قليلة دعوة إلى التفاوض خص بها من أسماهم "أهل الأنبار الحقيقيين"، وأكد أنه لن يتفاوض مع من خلقوا الأزمة أو مع السياسيين الذين يسعون لاستغلالها لأغراض انتخابية، وفق تعبيره.
وشدد على أنه لن يُسمَح لأحد بالخروج على النظام العام، وأن ذلك ينطبق على المحافظات كافة وليس الأنبار وحدها، وتعهد بملاحقة "المليشيات المسلحة الخارجة على القانون" في عموم البلاد، ومواصلة الحرب على الإرهاب في محافظة الأنبار.
وقال إن حكومته تأخرت في رفع خيم ساحة اعتصام محافظة الأنبار، مؤكدا أن الجيش للعراق كله وليس لشخص بعينه أو لطائفة بذاتها.
سيطرة لمسلحي القبائل
وجاءت مواقف المالكي بعيد إعلان مسلحي العشائر سيطرتهم على مقار حكومية مهمة في كل من مدينتي الرمادي والفلوجة.
وأعلن المسلحون سيطرتهم على المجمع الحكومي وسط مدينة الرمادي وأوقفوا بث قناة الأنبار الفضائية، كما أعلنوا سيطرتهم على المجمع الحكومي في الفلوجة، الذي يضم عددا من الدوائر والمؤسسات بينها مبنى القائمقامية والمجلس المحلي ودائرة الكهرباء ومديرية الشرطة، وأكدوا أنهم أطلقوا سراح عدد من السجناء.
وأفاد شهود عيان بأن المسلحين أحرقوا بعض مباني مديرية الشرطة واستولوا على عدد من الأسلحة، كما استولوا على مقر لقوات التدخل السريع التابعة للجيش الحكومي في منطقة النعيمية جنوب الفلوجة، وحصلوا على عدة آليات للفرقة الأولى من الجيش قبل أن يحرقوا المقر.
وفي الكرمة شرقي الفلوجة، أفادت مصادر طبية بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 14 آخرين من المسلحين والمدنيين، في حين قتل عدد من عناصر الجيش في اشتباكات عنيفة تشهدها المنطقة تسببت أيضا في نزوح مئات العائلات من منازلها.
وفي تطور ذي صلة قالت مصادر إن عددا من أفراد فوج طوارئ واسط سلموا أنفسهم لمسلحي العشائر في الرمادي أثناء هجومهم على مركز شرطة الملعب.
وأظهرت صور -حصلت عليها الجزيرة- جنودا يقولون إنهم سلموا أنفسهم كي لا يكونوا طرفا بمعركة يقتل فيها عراقي عراقيا آخر، فوزَّعهم مسلحو العشائر على عدد من المنازل، وأعطوهم ملابس مدنية بانتظار تسليمهم إلى عشائرهم.
الجزيرة نت