قائمة الموقع

مقال: في شوارعنا لوحات تشكيلية

2014-01-02T06:47:20+02:00
أ. وسام عفيفة
بقلم رئيس التحرير/ وسام عفيفة

تحدث بانفعال وغضب: يا رجل النسوان في الشارع كأنهن لوحات تشكيلية, يجب أن يكون هناك تحرك للحفاظ على ما تبقى لنا في غزة من سلوك محافظ  وحشمة والتزام ديني.

هذا الصديق "نقحت عليه" الغيرة, وأراد ان يستفز فينا النخوة كي نصرخ معه وندق ناقوس الخطر.

لكن الرجل لا يعلم أنه بذلك يورطنا بعدما تمكنت غزة بحكومتها وإدارتها التخلص من تهم "الطلبنة" و"الإمارة السوداء" التي رسمها خصومها في الداخل والخارج, ونستطيع أن نعلن للضيوف والمراقبين من الخارج بكل بثقة: "زورونا تجدوا ما يسركم".. واللوحات التشكيلية المتحركة في الشوارع تعكس مستوى الحريات, كما أن المنظمات الأهلية والحقوقية, راضية وتشيد في مناسبات عديدة بتفهم الحكومة, "ويا ويلي" إذا أطلقت جهة إسلامية أو شرطية مشروع حشمة أو عفاف, حينها ستقوم الدنيا ولا تقعد, وستشتبك مع متضمني الحريات والحداثة في البلد.

 لهذا تبدو مساحة الحريات الجسدية و"التفاريح" والانفتاح في اتساع, ما يلبي رغبات أصحاب شعار "والله لنكيف", كما أن الخط البياني للموضات في تصاعد وهي تطال الجميع: مراهقات, طالبات, موظفات, حتى المحجبات, ومع تزايد انتعاش سوق الموضة العالمية في عدة عواصم أوروبية، اشتهرت بإطلاق آخر صيحات الأزياء النسائية، توجهت بعض الدول الإسلامية، مثل إندونيسيا وماليزيا وتركيا إلى فتح سوق جديدة للموضة الإسلامية، عبر استعراض أزياء نسائية تتميز بتصاميمها الخاصة ومسايرتها لآخر صيحات الموضة في العالم.

 آخر معارض الأزياء الإسلامية أقيم بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث سهرت العائلة الملكية بماليزيا على تنظيم مهرجان بأفخم الفنادق الباريسية، يتم من خلاله عرض آخر صيحات اللباس الإسلامي النسائي, يعني: "لكل منفتح نصيب".

الأمر لم يقتصر على المظهر وانتقلت الموضة من الوجه والملبس الى اللسان, فبتنا نسمع فلسطينيات يتحدثن باللهجة السورية, ومع زيادة لي اللسان وبعض الغنج, تصبح لهجة لبنانية, لكن بسبب الخلط والخربطة, يصبح الحديث "ماسخ" مثل الطبيخ "الدلع" ابتداء من "هوني وهونيك" وصولا لـ"كمينا" و"إشيا", والنتيجة: "يا شايف الزول يا خايب الرجا".

لهذا نقول للصديق العزيز, قصتنا حلها في حشمة العقول والنفوس قبل حشمة الأجساد, والله يسترنا من "اللي جاي" ويرحم أجدادنا قالوها زمان: "لبس بنتك عباة ودخلها بيت الضباع".

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00