قال ياسر عثمان السفير المصري لدى السلطة، إن بلاده ترغب بإرجاع قطاع غزة إلى الوضع السابق، الذي كان يشكل فيه بعدًا وضمانًا استراتيجيًا للأمن القومي المصري.
وأوضح عثمان في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" الأحد، أن العلاقات المتوترة الآن مع حماس؛ لأن مصر تريد الرجوع بالوضع للمربع الذي يكون فيه غزة بالفعل ضمانة للأمن القومي المصري، على أن تكون نظرة حماس للأوضاع المصرية كمصر وليس جماعة. وفق قوله.
واعتبر عثمان تصريحاته حول حماس في صحيفة "الوطن" المصرية، بأنها ردٌ لمضمون تصريحات قيادة حماس انتقدت فيها الاتهامات المصرية لها بالتورط في أحداث العنف بمصر، وهو ما وصفها بـ"تصريحات غير مقبولة من حماس تجاه القيادة المصرية".
ورأى أن رده يأتي من صميم عمله الدبلوماسي، نافيًا أن يكون قد تدخل خلال حواره في شأن حماس الداخلي أو في علاقتها مع الفصائل الفلسطينية الأخرى.
وانتقد عثمان خط حماس السياسي إزاء تعاملها مع الأحداث الجارية بمصر، بعد ما سميت بثورة " الثلاثين من يونيو".
ورأى أنه من حق الفلسطينيين انتقاد ما يجري بغزة، مضيفًا " هذا الأمر الذي لا يجوز أن يكون خلافًا بيننا فيه".
وأضاف السفير المصري إن ما يحدد علاقة بلاده مع أي طرف، يكمن في الاحترام المتبادل وصيانة المصالح المشتركة، وعدم التدخل في الشئون الداخلية، داعيًا حماس بالتوقف عما أسماه "التدخل في الشأن المصري".
ونفى أن تكون مصر قد تدخلت بأي شأن فلسطيني داخلي، "وإن شهدته في مراحل تاريخية"، مشددًا على أن القاهرة لن توظف طرفًا فلسطينيًا ضد طرف آخر.
وكانت حركة حماس، قد طالبت السفير المصري في رام الله ياسر عثمان، بأن يتوقف عن أي تحرض ضدها في الساحة الفلسطينية.
ورفض الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس في بيان وصل "الرسالة نت"، الأحد، اتهامات عثمان في تصريحاته لصحيفة الوطن المصرية، بالتدخل في شؤون بلاده.
وفي سياق متصل، وصف عثمان التهديد بشنّ ضربات من الجيش المصري ضد حماس بغزة، بأنه "ضرب من الخيال"، معتبرًا اجراءات الجيش على الحدود هو لضمان حماية الأمن القومي، وليس استفزازًا لأحد.
وقال إن مصر ترفض بشدة أي اعتداء على غزة أو حماس، وهو ما يفسر دور القاهرة بالقيام في دور التهدئة مع الاحتلال، مؤكدًا أن استقرار غزة هو استقرار لمصر وحدودها الشمالية.
وأشار إلى تواصل القناة الأمنية بين القاهرة وحماس، على الرغم مما تشهده العلاقة من توتر في الآونة الأخيرة.
ورفض عثمان اتهام مصر بمحاصرة المقاومة والعمل استهدافها، أو المزايدة على دور القاهرة، معتبرًا أن اجراءات الجيش على حدود غزة، من أجل تأمين الأمن المصري وحمايته، وليس عدوان على أحد أو استفزازه، وفق تعبيره.
وبين أن مصر تنظر إلى القضية الفلسطينية بمنظور شامل وتتعامل مع الشعب بكامله، مضيفًا "أمن واستقرار الفلسطينيين ونموهم، هو مصلحة مصرية".