يشمرون عن سواعدهم, ويصطفون في طوابير, ويستجيبون لصيحات المدربين على قلب رجل واحد, هذه حال "طلائع التحرير" الفلسطينية في مخيمات الفتوة بقطاع غزة.
الدكتور زياد ثابت مدير عام الأنشطة في وزارة التربية والتعليم قال لـ"الرسالة نت" إن مخيمات الفتوة هذا العام شملت تطورا نوعيا من حيث أعداد المشاركين وطبيعة البرامج التدريبية.
وأطلقت وزارتي الداخلية, والتربية والتعليم صباح الثلاثاء مخيمات الفتوة للعام الثاني تحت شعار "طلائع التحرير" بمشاركة 13 ألف طالب من المرحلة الثانوية من 49 مدرسة في محافظات القطاع كافة.
وأوضح أن المخيمات تأتي تتويجا لجهود مدربين مادة الفتوة التي أضيفت للمنهاج الدراسي العام الماضي إلى جانب مادة التربية الرياضية.
وأضاف ثابت: "قسمنا درجة التربية الرياضية إلى نصفين مع مادة الفتوة التي تدرس للطلاب طوال العام على يد مدربين مختصين وترصد درجتها في الشهادة المدرسية".
وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم حثت الطلاب على المشاركة بالمخيمات عبر التعميم على جميع المدارس الثانوية في القطاع بشكل اختياري.
وشارك هذا العام 13 ألف طالب بينما شارك العام الماضي 5 آلاف فقط , وقد تضاعفت نسبة المشاركة170 % في تطور ملحوظ.
وأكد ثابت أن من أبرز أهداف مخيمات الفتوة صقل شخصية الطالب الفلسطيني المشارك وتعزيز مفاهيم المقاومة وحب الوطن لديه, وتعريفه بالمشروع الصهيوني وكيف يمكن مواجهته.
وستستمر المخيمات حتى الثالث عشر من الشهر الجاري, ويتلقى الطلبة تدريبات في المهارات العسكرية مثل المشية العسكرية والطابور وقفز الحواجز وبعض الألعاب القتالية, والدفاع المدني, والإسعاف والطوارئ.
وتبدأ برامج مخيمات الفتوة من الساعة التاسعة صباحا وتنتهي الساعة الثانية مساء, وقد تسلم كل مشارك زيا خاصا به, وتقدم له وجبة طعام يوميا.
ويرى ثابت أن هذه المخيمات تعزز مفاهيم الرجولة وتقوم السلوكيات السلبية للطلاب وتزيدهم قوة بدينة وفكرية من خلال التدريبات الرياضية والمحاضرات التعليمية ليكونوا رجال المستقبل.
وتابع: "نريد طالبا قادرا على إزالة المحتل الاسرائيلي جنبا إلى جنب مع المقاوم الفلسطيني في ظل التنكر الدولي للحقوق الفلسطينية".
الدكتور نعيم الغلبان الباحث في القضايا الاجتماعية رأى أن مرحلة الثانوية تعد أنسب مرحلة عمرية لاستثمار القدرات والملكات الموجود في الشاب لتوجيهها نحو كل ما هو إيجابي.
ويتفاعل الطلاب في مخيمات الفتوة بشكل إيجابي ويحرصون على تطبيق التدريبات بجدية عالية والاستماع للمحاضرات الرامية لتوعيتهم أمنيا وفكريا وثقافيا.
وقال في حديث لـ"الرسالة نت" إذا لم يجر توجيه الشاب للخير في هذه المرحلة قد يذهب للشر, وتضمحل طاقته الثمينة, واصفا الشباب بأنهم رأس المال في فلسطين.
وأضاف الغلبان: "مثل هذه المخيمات والبرامج التدريبية ضرورية لصقل الكيان الإنساني والنفسي والرجولي للشباب كما أنها مهمة لمواجهة الصعاب في الحياة وحماية الوطن من بعد قومي لأننا نعيش في بقعة حساسة من فلسطين".
وتمنى أن يستمر البناء الوطني للشاب الفلسطيني وليس الحزبي, قائلا: "مخيمات الفتوة من أروع الخطى التي اتخذت بعيدا عن الحزبية ليستمر البناء الأخلاقي والقيمي والوطني للشباب".
ودعا الغلبان لوضع تصور وطني فلسطيني لتعزيز مثل هذه المشاريع ودعمها خلال الأعوام القادمة للحفاظ على الجيل من السقوط في وحل المخدرات وحبال العدو "الاسرائيلي".
وطالب قيادات المجتمع والإعلام الفلسطيني على الدفع تجاه تنمية هذه الظاهرة لبناء الشخصية الفلسطينية القادرة على حماية الوطن بعيدا عن التعبئة السلبية ضد الآخر, وحث على استخدام البدائل الراقية والإبداع لتثقيف وتدريب الشباب.
الدكتور أسامة المزيني وزير التربية والتعليم العالي عد بدوره مخيمات الفتوة مشروعاً وطنياً بامتياز هدفه الوصول لجيل من الشباب الفلسطيني قادر على خوض معركة التحرير.
وقال المزيني في اليوم الأول لافتتاح المخيمات "نسعى لإيجاد جيل منتمي للوطن فاهم لطبيعة الصراع بينه وبين العدو دون أن يغتر في كثير من الشبهات".
وتهدف هذه المخيمات لصناعة جيل يصعب صهره تحت الحمم "الاسرائيلي" التي يقذف بها القطاع للقضاء على المقاومة الفلسطينية ووقف مشروع التحرير للأرض والمقدسات.
وزير الداخلية فتحي حماد أكد من جانبه, أن طلائع التحرير سيكون لها دور رئيسي في تحرير المسجد الأقصى المبارك من دنس الاحتلال.
وتابع خلال افتتاح المخيمات: "دورنا أن نبقى رأس الحربة في مواجهة الاحتلال, ونصمد في ساحة التدريب والرجولة والبطولة والتقدم لتحرير بلادنا".