قائد الطوفان قائد الطوفان

تحت مجهر

مكي: ديون البلدية 73 مليون شيكل للتأمين والمعاشات

رفيق مكي
رفيق مكي

الرسالة نت - أمل حبيب

كان لا بد من وضعه تحت مجهر "الرسالة" لإيضاح عدد من الملفات والكشف عن خفاياها بعد التزامه الصمت إعلاميا على الاتهامات الموجهة إليه بصفته رئيس بلدية غزة.

وُجهت أصابع الاتهام من بعض متضرري أليكسا صوب بلدية غزة ورئيسها المهندس رفيق مكي ومفادها تقصيره في الاستعداد لمواجهة المنخفض، بل وصلت حدتها إلى الحديث عن أنها أزمة مفتعلة!

ملف المنخفض الجوي لم يكن الوحيد الذي فتحته "الرسالة" مع مكي، فقد انهالت أسئلة الإعلاميين عن استقالته وحادثة (تبليط البحر) التي ترددت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء لقاء "الرسالة" مع مكي بعد مدة قصيرة من المنخفض الجوي الذي ضرب قطاع غزة وكانت بلدية غزة من أكثر البلديات تعاملا معه بناء على الأضرار الكبيرة التي خلفها.

بعضهم قال إن الإمكانات فاقت قدرات البلدية، كما أشادت جهاتٌ أخرى بالدور الذي نفذته في مواجهة "أليكسا" على عكس مواطنين ممن غرقت منازلهم فلاموها على الإهمال.

يقول مكي في السياق: "قبل المنخفض بأسبوع كانت هناك موجة أمطار غزيرة هطل فيها حوالي 60 ملم وتجمعت المياه في بركة الشيخ رضوان ما دفعنا إلى ضخها نحو البحر"، وتابع: "كانت المضخات تعمل على مدار 24 ساعة ولم تتوقف، وتم تصريف حوالي 250 ألف كوب إلى البحر قبل المنخفض علما أن البركة تستوعب 550 ألف كوب".

"

آلياتنا مهترئة وتتناوب على الصيانة

"

وأكد تواصل البلدية مع المقاولين والاستعانة بآليات وحفارات وزارة الأشغال أثناء المنخفض، "فتم حفر أرض خالية مقابلة للبركة لتجميع المياه لكن كمية المياه فاقت كل التوقعات والإمكانات فبدأت المياه تخرج من مصافي الصرف الصحي لمنطقة النفق حتى وصل منسوبها في المنازل إلى ارتفاع 3 أمتار".

ونبه إلى أن مضخات الصرف الصحي والأمطار الموجودة تحت الأرض (7 أمتار) ومولدات الكهرباء الاحتياطية غُمرت أيضا بالمياه.

فيما يخص مواجهة البلدية الكارثةَ بعد أن فاضت البركة، لفت إلى أن البلدية وضعت مولدات خارجية للكهرباء، "وتم تمديد كوابل للمحطة بعد الوصول إليها عبر "الحسكات" بالتعاون مع شركة الكهرباء"، منبها إلى أن البلدية عملت في حالة طوارئ ضمن إمكاناتها المتاحة لمنع حدوث كارثة.

"باكيت شيبس"!

البلدية أعلنت حالة الطوارئ وتوزيع عمالها من فنيين وسائقين ومديرين وميدانيين على المناطق، وهنا ذكر مكي أن جزءا من عمال البلدية اهتموا بتسليك "المصافي" من النفايات التي تتجمع عندها مياه الأمطار في الشوارع العامة.

ونوه إلى وجود مشكلة لدى المواطن في ثقافة النظافة، داعيا الأوقاف والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني إلى توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على النظافة العامة للمدينة ومرافقها.

وأكد مكي أن النفايات البسيطة كبقايا أكياس الشيبس والنايلون والرمال المستخدمة في الصناعات الإنشائية تؤثر كثيرا على تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي، "ما يؤدي إلى توقف المضخات بسبب الشوائب المتراكمة عليها أو حاجتها إلى الصيانة المكلفة".

وتطرق رئيس بلدية غزة خلال حديثه إلى توضيح عمل الشبكات، منوها إلى وجود شبكة خاصة بالأمطار وأخرى بمياه الصرف الصحي، ومشيرا إلى أن بعض المناطق يُربط بينها بطريقة عشوائية غير قانونية.

"

وصلت ديون البلدية 73 مليون شيكل للتأمين والمعاشات

"

وأكد أن شبكة الأمطار تستوعب المطر في الوضع العادي، "في حين لا تستوعب شبكة الصرف الصحي الأمطار والمياه العادمة معا".

وعزا مكي سبب تشديد البلدية فيما يتعلق بالمباني وإنشائها إلى أن البنية التحتية (شبكة الطرق والصرف الصحي وغيرها) لا تتحمل الزيادة في عدد السكان التي تفوق كل المقاييس العالمية مقارنة بمساحة الأرض.

وقال: "للأسف الشديد، تذهب مياه الأمطار في الجزء الغربي من المدينة إلى البحر، في حين تصب أمطار الجزء الشرقي في بركة الشيخ رضوان التي استوعبت الكميات على مدار عشرات السنين لأنها مصممة لاستيعاب كميات كبرى".

أما في منطقة الزيتون، فأكد مكي أنه حفرت أرض خالية بجوار بركة عسقولة لتخفيف المضخات ومنعا لفيضانها، "كما جرى إيقافها حتى لا تصب في الشيخ رضوان".

وأشار إلى أن البلدية ساعدت في تطهير وتعقيم البيوت قدر استطاعتها، مبينا أن إمكاناتهم قليلة ووضعهم صعب، "ولا يمكن لأحد تصوره"، مشيرا إلى أن كل آليات البلدية مهترئة وتتناوب على الصيانة بصورة شبه يومية.

واختتم حديثه عن "أليكسا" بالقول: "الشائعات التي تروج حول أن البلدية لم تسحب المياه من أجل جلب المساعدات غير صحيحة".

مكي والانتقادات!

تردد خلال السنوات الثلاثة الأخيرة اسم رفيق مكي عبر وسائل الإعلام بطريقة لافتة، ولاسيما بعد أن انتقده أعضاء المجلس البلدي وشخصيات حكومية، وهنا تساءل مدير صحيفة "الرسالة" رامي خريس عن الأسباب الخفية وراء ذلك، وهل لها علاقة بطبيعة عمله أو شخصيته؟، فأجاب مكي قائلا: "في كل مشكلة يلصق اسمي".

واسترجع بعض المواقف التي نقلها إليه أحد زملاؤه حين قال إن أحد السائقين أبدى امتعاضه من أعمال الصيانة التابعة للبلدية في الصباح، فسأل أحد العمال: "مين قلك تشتغل في هذا الوقت؟"، فأجاب الأخير دون تردد: "رئيس البلدية رفيق مكي".

وعزا مكي تصرفات عمال البلدية أو اتهامات بعض المواطنين ضده إلى غياب البلدية عن عقول الناس خلال السنوات السابقة، لافتا إلى وجود حالة فوضى في البناء وتوصيل المياه، فضلا على الاستهتار بالفواتير قبل توليه.

وكشف خلال "تحت مجهر الرسالة" عن تراكم الديون على البلدية التي وصلت إلى 73 مليون شيكل للتأمين والمعاشات، "في حين أن هناك 5 ملايين شيكل ديون خاصة برواتب الموظفين".

وقال: "لا شك أن لظروف الحصار تأثيرا لكن الثقافة لدينا ليس لها ارتباط بالحصار (...) فاتورة البلدية بالنسبة إلى المواطن لا تمثل إلا آخر همه".

وأضاف: "الحكومة ساهمت قبل مدة في جزء من الرواتب لكنها لم تغط جميعها، كما لدينا نفقات يومية للمعدات والآليات والسولار والصيانة ولا يوجد أي جهة مانحة تشارك في النفقات اليومية إلا جزئيا في بندي السولار والرواتب".

"

احتجاج الموظفين على استقالتي جعلني في وضع صعب

"

ونبه مكي إلى أن 5 آلاف مشترك من 55 ألفا مسجلون ضمن من يدفع للبلدية "ناهيكم عن عدد كبير ممن تصلهم خدمات المياه والنظافة وهم غير مسجلين"، مؤكدا أن البلدية لجأت بكل الطرق إلى التنبيه إلى ضرورة الدفع وذلك بالتقسيط وتخفيض الأسعار لإقناع المواطن بإيفاء تلك المستحقات.

وشدد على أن البلدية مؤسسة خدماتية يقابل أعمالها ثمن، منبها إلى أن الرسوم والضرائب وعوائدها أقل من القيمة الحقيقية للاستهلاك.

الاستقالة وتبليط البحر!

فيما يخص المجلس البلدي، بدأ حديثه بالقول: "الله يسامحهم.. هل يعقل أن أكون عضوا في المجلس لخمس سنوات وبعد ذلك يقدمون استقالاتهم بسبب تجاوزات مكي؟!".

ونوه إلى أنه لم يتجاوزهم في اتخاذ القرارات، مؤكدا أن الأوراق تثبت أنه لم يرفع الأسعار، في حين نبه إلى أن أعضاء المجلس البلدي شاركوا في موضوع ضريبة الحرفة "ثم تنصل معظمهم".

"الرسالة" وضعت ملف استقالة رئيس البلدية تحت مجهرها، فاسترجع الأخير تفاصيل عمله نقيبا للمهندسين وفوزه طوال 8 دورات انتخابية في النقابة، وشدد على أنه رفض العمل رئيسا للبلدية، مازحا بالقول: "البلدية محرقة كما يقولون".

وأوضح أنه خلال السنوات الأربعة الأولى قدم استقالة مكتوبة ثلاث مرات إلى وزير الحكم المحلي آنذاك زياد الظاظا، وصرح بالقول: "الشغل ما بتعب لكن المناكفات هي التي تتعب"، وتابع: "بدأت الأمور تأخذ منحى ثانيا وتولد نوعا من التنافر لأسباب شخصية".

وأكد أنه قبل تغيير المجلس البلدي طلب إيجاد بديل عنه إلى أن قدم استقالته الخطية في شهر نوفمبر من العام الماضي إلى وزير الحكم المحلي الذي شعر بجدية التعامل معها.

وقوبل خبر استقالة مكي برفض الموظفين وعمال البلدية، وخلال زيارة له تفاجأ بإحاطة الموظفين والعمال به ومطالبته بالعدول عن استقالته بالتزامن مع بعض المستجدات، فقدم إليهم وعدا بالبقاء.

وشدد رئيس البلدية على أنه لا علاقة لغرق شارع النفق باستقالته أو كذبة "تبليط البحر" التي راجت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفيما يخص أصل حكاية تبليط البحر بين مكي أنه استضيف خلال لقاء يعقده ديوان مجلس البلدية تحت عنوان "وضع المياه: حلول ومشكلات".

وخلال النقاش علق أحد الحاضرين من مخيم الشاطئ على أن كل كلام رئيس البلدية غير صحيح، في حين بدأ شاب آخر ضرب الطاولة بيده وبات يهدد مكي ويتوعده.

ويضيف مكي: "بعد رفع الجلسة حتى صلاة المغرب استمر الشاب بتهديدي فما كان مني إلا أن قلت له: مش رفيق مكي الي بتهدد.. روح بلط البحر".

بعد ذلك تسربت حكاية تبليط البحر على أن مكي يخاطب بها سكان الشاطئ من جهة التعامل مع أزمة المياه المتكررة في المخيم، وهنا يبدي مكي استغرابه من تلك الكذبة، مشيرا إلى أنه جرى الاعتذار له.

"

الضرائب والرسوم أقل من القيمة الحقيقية للاستهلاك

"

عند سؤاله عن تجبنه الرد أو شرح الحادثة عبر وسائل الإعلام، أجاب: "أنا أمثل حكومة وحركة وبلدية وليس من المفروض أن أدافع عن نفسي بل كان الأولى أن تقف الحكومة والحركة لتدافعا عني وتحاسبا المسيء"، وأضاف: "قد يكون ردهم تأخر فانساق المواطنون نحو ما حدث".

تساؤلات الرسالة

"الرسالة" فتحت باب التساؤلات لموظفيها من أجل عرضها على مكي، وردا على سؤال الصحافي زاهر البيك فيما يخص استعدادات البلدية لاستقبال منخفض جديد وغياب برك تجميع المياه الفائضة، بين مكي أنه لا يمكن مصادرة أراضي المواطنين لإقامة مشاريع برك تجميع، "لأنها احتياطية في أوقات الطوارئ ولن يقتنع بها أحد".

وأكد أن كل تصميم هندسي معد وفق دراسات وليس لحالات شاذة، منوها إلى أنه وفق المعدل المتوقع لسقوط الأمطار في المنطقة المعينة يجري إنشاء البرك التجميعية.

فيما يخص تساؤل المذيعة رشا فرحات عن طبيعة الأموال الممنوحة، أجاب: "في بعض المنح لنا حرية التصرف بها لكن الجزء الأكبر منها موجه وليس ضمن أولوياتنا.. كبناء حديقة في حين أن الحي المقابل بحاجة إلى المياه".

وحول شكاوى أهالي النفق واتهامهم البلدية بإهمال تنظيف بركة الشيخ رضوان قبل المنخفض، وصف اتهاماتهم بأنها غير صحيحة، مؤكدا أن البلدية تفرغ الرواسب من البركة كل ثلاث سنوات.

في ختام "تحت مجهر الرسالة" فإن رئيس التحرير وسام عفيفة تساءل عن أبرز مشاريع البلدية بعد "أليكسا"، فأجاب مكي: "سننفذ عدة مشاريع منها مد خط مع محطة البحر"، مبينا أنهم حصلوا على تمويل لمشروع وضع مصائد للمطر في الطرق التي تتجمع فيها مياه الأمطار ثم حقنها بالخزان الجوفي.

وتابع: "من ضمن المشاريع أيضا إعداد بركة عسقولة، وهو في انتظار تمويله (...) هناك محطة بحاجة إلى صيانة وسنعمل لها خطا إلى جنوب المدينة عند شارع رقم عشرة ثم إلى أحواض كانت تابعة لري البساتين حتى تنقل مياه الأمطار لحقنها والاستفادة منها".

البث المباشر