قائد الطوفان قائد الطوفان

نزار حجازي لــ "الرسالة"

رئيس بلدية غزة: سددنا ديون متراكمة قيمتها 78 مليون شيكل

جانب من لقاء رئيس بلدية غزة المهندس نزار حجازي
جانب من لقاء رئيس بلدية غزة المهندس نزار حجازي

الرسالة- محمود هنية

رغم ظروف الحصار والمقاطعة الدولية والإقليمية، وسلوك السلطة الفلسطينية المعادي لها، تمكنت أكبر بلدية في ربوع فلسطين، وثاني بلدية أُنشئت في الأراضي الفلسطينية، بلدية غزة، من تحقيق اختراقات نوعية بلغة الأرقام خلال عشر سنوات من عملها، وفقًا لرئيس البلدية المهندس نزار حجازي.

وأوضح حجازي في حديث خاص بـ"الرسالة"، أن البلدية التي أنشأها العثمانيون قبل 120 عامًا تخدم في الوقت الحالي حوالي 700 ألف مواطن يقطنون على حوالي 56 مليون كم مربع، ويصل عدد المستفيدين من جهودها حوالي مليون مواطن تقريبًا بشكل يومي، لا سيما وأن المدينة تعد المركز الأهم في قطاع غزة.

مجمل ما يتم تحصيله من جبايات لا يغطي نفقات البلدية الشهرية

وقال حجازي، إنه تم تسلم البلدية عام 2008م، مكدسة بالديون وتعاني من ترهل إداري كبير ووجود أعداد كبيرة في داخلها من البطالة المقنعة، وعليها مديونية متراكمة، خاصة وأن السلطة تعمدت تعيين 300 شخص بدون طرق قانونية بعد الانتخابات التشريعية عام 2006م، ما انعكس سلبًا على أداء البلدية في القطاع، كما يقول.

وأشار إلى أن مديونية البلدية وصلت لـ78 مليون شيكل لصالح البنوك والموردين وقطع الغيار، واستطاعت البلدية بعد تسلمها عام 2008م، تسديدها بالكامل باستثناء مليونين ستسدد كاملة في غضون الشهر المقبل، كي لا يتبقى أي مديونية على البلدية لأي جهة كانت.

وبيّن أن قيمة ما أنفقته البلدية من مشاريع حوالي 250 مليون دولار، في مشاريع البنى التحتية والنظافة والصرف الصحي، وهي أكبر بكثير من الأموال التي دفعتها البلديات السابقة والتي كانت تصل لـ 50 مليون فقط.

وأوضح أن البلدية كانت تنفق قبل عام 2008م 50 مليون شيكل، ليصل مجمل ما يتم صرفه من موازنة البلدية لـ 300 مليون شيكل، رغم توقف الدول المانحة عن ضخ الأموال على أبناء القطاع. وأكدّ حجازي أن صندوق إقراض البلديات التابع لوزارة الحكم المحلي في رام الله، امتنع عن صرف مستحقات البلدية خلال الأعوام من 2008-2010م، وعمل لاحقًا على إعادة التعاون بخطى بطيئة.

وقدّر مجمل ما ساهمت به حكومة رام الله خلال الفترة السابقة بـ 10% فقط، من مجمل ما دفعته البلدية والتي وصلت موازنتها لـ 250 مليون شيكل، مستدركًا "أن هذا الدعم أيضًا لم يكن من الوزارة، بل كان من دول مانحة".

صندوق دعم البلديات التابع للوزارة برام الله امتنع عن التعامل معنا عدة سنوات

وأشار حجازي إلى أن الحكومة أعاقت تمرير بعض المشاريع، وسعت لتخريب وصول عملية الدعم، كما فعلت مع المانيا عندما تم التواصل معها لإمداد البلدية بمليون دولار لشراء السولار والبنزين للبلدية، وعارضت رام الله الخطوة وخاطب وزير المالية قنصل المانيا بالقدس مستهجنًا دعمه لجهة معادية للسلطة، وفق قوله. وأوضح حجازي أن قنصل المانيا رد بأن دعمه مقدم للشعب في غزة، وتم صرف المبلغ فعلاً رغم معارضة السلطة لها.

الابار

وفي مجال الآبار، قال رئيس البلدية، إن مجمل ما تم حفره من آبار قبل عام 2008 لم يتعد وجود 25 بئر مياه في غزة عام 2008م، أغلبها كانت معطلة، وتمكنت البلدية بعد ذلك من تدشين 75 بئر مياه تعمل بكفاءة عالية. ولفت حجازي إلى أن البلدية نجحت في إعادة ترميم حوالي 70كم من شبكة مياه المدينة، للمساعدة في تحسين إيصال المياه بكميات أكبر للمواطنين.

وأوضح أن البلدية تضخ 3.5 مليون كوب شهريًا من المياه المحلاة لمدينة غزة، مبيناً أن البلدية توفر 15 ألف كوب يوميًا من المياه المحلاة الصالحة للاستخدام البشري، وتابع "من المتوقع أن ترتفع لـ25 ألف كوب مع نهاية العام".

وأشار إلى انجاز البلدية لمشروع تحلية المياه شمال غرب المدينة، مبيناً أنه "يساعد في توفير عشرة آلاف كوب يوميًا من مياه البحر للمناطق الغربية، وسترتفع لـ20 ألف كوب يومياً"، ومضى يقول: "أنه يجري العمل على إنشاء محطة معالجة الصرف الصحي جنوب المدينة بالتعاون مع مصلحة مياه الساحل، وبلغت قيمة إنشائها 11 مليون يورو".

البنية التحتية

أمّا في مجال البنية التحتية، فأوضح حجازي أن البلدية تمكنت من تعبيد حوالي 80% من شوارع مدينة غزة خلال عشر سنوات من عملها، مضيفاً أن أكثر من 30% من مدينة غزة لم يكن صالحاً للسكن بعد عدوان عام 2008م، وتمكنت البلدية من إعادة بناء حوالي 90% من الشوارع التي دمرت في المدينة.

جاري العمل على إنشاء محطة معالجة الصرف الصحي جنوب المدينة

وأشار أن مجمل ما تم تعبيده من شوارع المدينة وصل لحوالي 1.5 مليون كم مربع، وهي قيمة مساحة الشوارع الجديدة التي أنشئت في عهد البلدية، من أبرزها شارع الكورنيش وصلاح الدين وبغداد وأحمد ياسين وغيرها من الشوارع التي تربط المدينة شرقًا وغربًا من جهة وشمالا وجنوبًا من جهة أخرى.

وقال حجازي: "إن العمل جار لتمويل مشروع خاص بقيمة 3 ملايين دولار في منطقة القبة شرق مدينة غزة لإعادة تأهيلها بعد العدوان الإسرائيلي، وقد تم إدراجه ضمن المنحة الكويتية للاعمار، ومن المتوقع أن يبدأ العمل به نهاية أغسطس"، منبهاً إلى أنه تم صرف 7 ملايين دولار لإعادة تأهيل عدة شوارع في مناطق مهمشة بالمدينة.

ولفت إلى وجود حوالي 37 مشروعًا قائمًا في الوقت الحالي بقيمة 25 مليون دولار، في مجالات الصرف الصحي والمياه وتعبيد الطرق، وتابع قائلاً: "تم إنشاء العديد من الحدائق والمتنزهات وتطوير شارع الكورنيش البحر، وإصدار 11 ألف رخصة بناء بشكل سنوي".

مشاريع أخرى

وبيّن حجازي أن انجاز البلدية لمشروع توسيع بركتي الشيخ رضوان وعسقولة، كان من أجل تفادي حالات غرق المناطق التي تحيط بها في فصل الشتاء، وقال: "تمكنت البلدية من استبدال خطوط الصرف في بركة الشيخ رضوان بأخرى أكبر ومد خط للبحر مباشرة لتدارك وقوع كوارث"، موضحاً أن البلدية بصدد توسعة بركة عسقولة من القاع، وانشاء خط تصريف مياه إلى محطة المعالجة جنوب غزة.

أمّا بشأن نظافة المدينة، فلفت إلى أن البلدية ترفع يوميا 700 طن يوميًا، وأكثر من ألفي طن من الرمال، إذ تمكنت البلدية من تشغيل 300 عربة، لتفادي انقطاع السولار والبنزين بعد فرض الأطراف الدولية والإقليمية حصارًا مطبقًا على غزة.

تعبيد حوالي 80% من شوارع مدينة غزة خلال عشر سنوات من عملها

وقال حجازي إنه تم انجاز مشروع بقيمة 5 ملايين دولار لتوسعة مكب النفايات في مدينة غزة، من خلال شراء 56 دونم من ميزانية البلدية. وأضاف أن البلدية أنشأت مشروع صرف صحي بقيمة 5 ملايين دولار، تخدم المنطقة الجنوبية، وسيجرى تشغيلها الشهر القادم.

وأخيرًا بشأن قضية الإيرادات والجبابة التي تحصل عليها البلدية من المواطنين، فذكر حجازي أن عدد من كان يسدد فواتيره من المواطنين هم 5 آلاف فقط، والآن وصل من 15-20 ألف مواطن، رغم ظروف الحصار وانقطاع رواتب. وأشار حجازي إلى أن عدد موظفي البلدية يصل لـ1500 موظف، وهي تحتاج لمصاريف تشغيلية تصل لمليون دولار شهرياً، وما يتم جبايته هو أقل بكثير من هذا المبلغ، ويذهب كرواتب لمن يعملون على مدار الساعة من أجل تقديم المياه ومعالجة الصرف الصحي والمساهمة في نظافة شوارع القطاع.

info-jar1

البث المباشر