أعطى رئيس الوزارء إسماعيل هنية إشارة البدء بالاستعراض العسكري لوزارة الداخلية في غزة، الاثنين، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لمعركة الفرقان (العدوان الإسرائيلي 2008)، واستشهاد الوزير السابق سعيد صيام.
على طول شارع الرشيد الساحلي الذي أنشئ حديثا بطول 2 كيلومتر غرب مدينة غزة، رصّ عساكر الداخلية أنفسهم، وأخذوا يتوافدون من أمام منصة حملت هنية ووزراء الحكومة وقادة الفصائل، ومن خلفهم صورة للوزير الشهيد صيام يتوسط الشهيدين قائد الشرطة اللواء توفيق جبر، ومسؤول الأمن والحماية في غزة العقيد إسماعيل الجعبري، الذين ارتقوا في الفرقان.
وعلى جانبي الطريق، تكدّس مئات المواطنين الذين لوّحوا بأعلام فلسطين، وأطلّ مثلهم من نوافذ وشرفات الأبنية المحيطة، في لوحة فنية عكست التفاف وثقة الناس بالأجهزة الأمنية.
قُرعت الطبول، وتقدمت القوات الأمنية المحمولة يتبعها القوات الراجلة، من مختلف الأجهزة الأمنية، والكل يمتشق سلاحه ويؤدي التحية للوزارء، وعلى رأسهم وزير الداخلية فتحي حماد، الذي كانت إسرائيل تقدمت بشكوى ضده إلى مصر؛ بزعم التخطيط لتنفيذ عمليات مسلحة تستهدفها.
ذيل الطابور العسكري الذي شدّ أنظار الجميع، كان لأطفال صغار بزي عسكري حملوا لافتات لأسماء مدن فلسطينية محتلة، وصورا لشهداء قضوا في عدوان 2008، الذي امتد لـ22 يوما، استعانت إسرائيل خلاله بما لا يقل عن 80 طائرة حربية (وفق ويكبيديا)، وانتهى بارتقاء 1500 شهيد، وأكثر من ألفي جريح.
الاستعراض العسكري الذي حمل شعار (الفرقان.. صمود وانتصار) هو الأول من نوعه الذي يجري بمشاركة جميع الأجهزة الأمنية في قطاع غزة.
وكان أكثر ما أشاد به مواطنون، استطلعت "الرسالة نت" آراءهم، هي المناورة العسكرية للشرطة البحرية، التي حاكت ملاحقة قوارب مهربين في البحر، استُخدم خلالها أعيرة نارية وتفجير ألغام بحرية، وضفادع بشرية.
ولم تقل مناورة الإنقاذ التي أجراها الدفاع المدني إثارة عن مثيلاتها، فقد عَمِدَ المنظمون إلى محاكاة استهداف سيارة مدنية عبر تفجيرها على شاطئ بحر غزة، وإبراز قدرات رجال الإطفاء والإنقاذ في السيطرة على الموقف.
وكان لأفراد الأمن الداخلي بصمة بارزة في الاستعراض، بعرض مسدسات، أجبر الجمهور على النهوض عن مقاعدهم، للظفر برؤية رجال الجهاز الأمني الأكثر حساسية في غزة؛ نظرا لدوره بالغ الخطورة في حماية الجبهة الداخلية، ومواجهة محاولات الاختراق الإسرائيلية.
كل ذلك جرى في الوقت الذي توافد فيه قادة إسرائيل إلى جنوب فلسطين المحتلة، ليواروا جثة رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون، الذي انسحب -يجر أذيال الخيبة- من قطاع غزة في العام 2005.
ومن بين الحشد الكبير، أطل إسلام شهوان المتحدث باسم الداخلية برأسه، ليؤكد لـ"الرسالة نت" أن الاستعراض العسكري يحمل ثلاث رسائل، الأولى موجهة لأبناء الداخلية وقادتها الشهداء "بأننا على العهد"، والثانية للشعب الفلسطيني مفادها "أن الداخلية في تطور مستمر".
والرسالة الثالثة قال شهوان إنها موجهة للاحتلال الإسرائيلي، ومضمونها "أصبحنا أكثر قوة وصلابة، وما ترونه –الاستعراض العسكري- صناعة محلية بأيدٍ فلسطينية".
الكلمات في الاستعراض كانت لاثنين وازنيْن، الأول وزير الداخلية حمّاد، الذي وضع مدى زمني لنهاية عمر إسرائيل قدّره بثمانية سنوات، والثاني هنية، الذي اعتبر قوة الحكومة والمقاومة "السيف المسلّط على الاحتلال".
الداخلية تراهن على أن الاستعراض العسكري من شأنه رفْع معنويات الفلسطينيين في غزة، وإرساء الطمأنينة لديهم، لكنها أرادت أيضا إظهار الوفاء لـ"الرجل الحديدي"، أول وزير داخلية في حكومة حماس، الشهيد سعيد صيام.