فايز أيوب الشيخ-الرسالة نت
أرجعت حركة فتح قرار الدخول في المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي إلى الإجماع العربي ممثلاً بوزراء الخارجية العرب.
ومن المتوقع الإعلان قريباً جداً عن انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين سلطة فتح والكيان الصهيوني، بالتزامن مع زيارة المبعوث الأميركي جورج ميتشل للمنطقة.
وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور نبيل شعث في حديث خاص لـ"الرسالة نت"، أنه سيتم الرجوع إلى الجامعة العربية ووضع كل الشروط والرؤى للقرار ونتائجه بعد عرضه على المجلس الوطني الفلسطيني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
وأوضح " القرار ليس صادراً عن الجامعة العربية وإنما سيكون توصية منها، ولكن القرار الفلسطيني سيصدر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير".وأشار شعث أن ممثلي حركة فتح في تنفيذية المنظمة و محمود عباس سيطرحوا على الآخرين من ممثلي الفصائل الأخرى داخل المنظمة قرار الدخول بمفاوضات غير مباشرة بكل ديمقراطية وحرية.
وأضاف :"نحن لن نأخذ القرار بشكل مسبق وإنما سنناقش القرار الذي تخرج به اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وسنلتزم به "، حسب تعبيره.
وحول إعطاء فرصة من قبل السلطة والعرب لـ"إسرائيل" أربعة أشهر لإثبات جدوى المفاوضات من عدمها، قال شعث:"أنا أؤكد من الآن أنه لن يكون هناك جدوى من وراء المفاوضات مع الاحتلال ".
واعتبر أن قرار الذهاب للمفاوضات غير المباشرة اتخذ كإجراء دفاعي وقائي وليس قراراً نتوقع منه أي انجاز من الاحتلال"، مضيفاً:"على الأقل قد ينجز دعما دوليا يثبت أن الاحتلال غير راغب في السلام".
وحاول شعث التفريق بين المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، فزعم:" أن المثال الذي لدينا في المفاوضات غير المباشرة هو المفاوضات التي تجريها حركة حماس مع الاحتلال بشأن الإفراج عن الأسرى مقابل الجندي الأسير "جلعاد شاليط"، فهناك وسيط يسمع من حماس وبدوه يسمع أيضاً من الإسرائيليين"، لافتاً أن "جورج ميتشل" سيقوم بنفس الدور الذي تقوم به مصر وألمانيا في صفقة شاليط كوسيط بين السلطة والاحتلال.
ورفض القيادي بحركة حماس الدكتور صلاح البردويل، أن يكون هناك وجه للمقارنة بين ملف صفقة التبادل التي تجري بشكل غير مباشر ومن خلال وسطاء وبين المفاوضات العبثية الحالية.وأكد أن حركته لا تقبل بأي شكل من أشكال التفاوض مع العدو الصهيوني، ولا يوجد في برنامجها التفاوض على حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته ومقدراته وثرواته.
وشدد البردويل لـ"الرسالة نت"، على أن حركة حماس لديها هدف وطني وإنساني سامي في قضية الجندي الأسير"جلعاد شاليط" وهو الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، لافتاً أن مطالبها تُبلغها للمتكفلين بالوساطة في هذا الملف من أجل تحقيق أهدافها فقط.
وعلق البردويل على اعترافات شعث من عدم جدوى المفاوضات غير المباشرة المقررة مؤخراً قائلاً:" إذا كانت حركة فتح تعلم أن هذه المفاوضات المسماه زوراً وتزييفاً غير مباشرة أنه لا جدوى منها فتلك مصيبة، وإن كانت لا تُقدر ذلك فالمصيبة أعظم".
وأشارأن التجربة تؤكد أن القضية الفلسطينية على مدى سنوات التفاوض تآكلت وكانت المفاوضات فيها عبارة عن "غطاءً يأتى على الأخضر واليابس ومضيعة لحقوق الشعب الفلسطيني والمقدسات دون أن يلتفت أو يتعاطف معنا أحد من العالم".
يذكر أن الولايات المتحدة نفت إعطاء أية ضمانات مكتوبة إلى السلطة ورئيسها عباس قبل الانطلاق المحتمل لمحادثات غير مباشرة بينها وبين "إسرائيل"، تتعلق بجدية المفاوضات وإمكانية توصلها إلى إيجاد أرضية لقيام دولة فلسطينية، والتعهد بتسمية الطرف المعرقل للسلام.