قائمة الموقع

مقال: حوار الملوخية

2014-01-20T07:10:41+02:00
أ. وسام عفيفة
بقلم رئيس التحرير/ وسام عفيفة

لا توجد مساحة من التبادل الإخباري أو النقاش السياسي أكبر مما تتوفر في جلسة نسائية خلال المشاركة في ورشة غذائية لتحضير المفتول, أو الفطائر, وتزيد سخونة "الجلسة" عندما يضم التجمع النسوي آراء وانتماءات سياسية مختلفة.

خلال جلسة موسعة في الحارة شاركت فيها أم محمود قررت أن تستغل جاراتها وسلفاتها لمساعدتها في قطف الملوخية, وعلى خلفية بكاء وصراخ أطفال يشعرون بتجاهل الأمهات لانشغالهن بمتابعة التقديرات المالية من خلال حساب الرواتب والمدخولات المالية لجيران في الحارة, كان القهر يأكل قلوب بعض المشاركات اللاتي يتعرضن لأزمة مالية حادة بفعل تلقي أزواجهن رواتبهم من حكومة غزة التي تواجه "أزمة مالية" أو قل "ضائقة مالية, "حتى ما يزعل منا أحد".

المستفيد الأول من هذه النميمة المالية, كانت أم محمود, لأن المشاركات يقطفن الملوخية بسرعة وعصبية, وخلال دقائق تستطيع أن "تخرطها", وربما تنصح إحدى الجارات الغاضبات "خرطها" حتى "تفش خلقها" في الملوخية بدل ما "تنفش", في زوجها والحكومة والحصار.

تفاعلات الموضوع الاقتصادي تواصلت, بشكوى بعضهن من عدم تمكنها من زيارة السوق لأسابيع, وأخرى توقفت عن مجاملة أقاربها, في مناسباتهم بسبب أنصاف الرواتب, وثالثة "تجوح وتنوح" وهي تصف عودة زوجها من البنك مسودّ الوجه, يكاد ينفجر بعدما أخبره الموظف أن نصف الراتب تم التحفظ عليه, لتسديد قروض مستحقة, بل وطالبه بدفع 100 شيكل لتسديد ما تبقى من القرض.

عندما انتهين من قطف الملوخية, غيرت أم محمود مسار الحوار وألقت بسؤال مثير: "فكركم يا نسوان, البلد رايحة على حرب ولا مصالحة؟", السؤال فتح نقاشا جديدا دفع إحداهن للتطوع وجمع كومة الملوخية: "هاتي عنك يا أم محمود أنا شاطرة في خرط الملوخية", وتصاعد النقاش والتحليل السياسي والعسكري حول الخيارات التي يمكن أن يواجهها الفلسطينيون في ظل معطيات الواقع, ولم يسلم الأمر من "الخرط" لأن بعضهن يفتين دون علم أو فهم, وهكذا احتدم الحوار بين الحمساويات والفتحاويات و"الشبّاكات" لدرجة أن "المتطوعة" كادت تخرط إصبعها نتيجة انفعالها,  إلى أن قررت أم محمود حسم السجال بطريقتها.

فقد اختارت عود ملوخية لم يتم قطفه وقالت: الآن سنعرف هل هناك مصالحة أم حرب مع الاحتلال..

بدأت أم محمود بالقطف ورقة, ورقة, وتردد بصوت عال: مصالحة , حرب, مصالحة , حرب.. فيما تركزت أنظار النسوة على عود الملوخية, وسط صمت لا يقطعه سوى إعلان أم محمود نتيجة قطف الملوخية وصولا لآخر ورقة: مصالحة, حرب.

اخبار ذات صلة