"كتلة بيرزيت".. اعتصام وقوة رغم الملاحقة

اعتصام الكتلة الاسلامية في جامعة بيرزيت
اعتصام الكتلة الاسلامية في جامعة بيرزيت

رام الله- الرسالة نت

أغطية وكتب جامعية هي ما يملكه طلبة من جامعة بيرزيت شمال رام الله سلاحا في وجه الاعتقال السياسي، فهم آثروا أن يتركوا الدفء في منازلهم كي يوفروا حياة جامعية آمنة لزملائهم.

وقد لا نسمع عن هذا الأمر إلا في الضفة المحتلة؛ أن يعتصم طالب جامعي مطالبا بأن يفرج عن زميله المختطف منذ أشهر لدى أجهزة السلطة وألا يتحرك لأجل ذلك أحد لا من المستقلين ولا من اللجان المعنية ولا حتى من حركة الشبيبة التي تطرح نفسها كإطار واسع للطلبة.

الاعتصام مستمر

وهي المرة الرابعة التي تنفذ فيها الكتلة اعتصاما بنفس الطريقة والمضمون؛ في محاولة لإنهاء مهزلة الاعتقال السياسي المقيت، وفي كل مرة تقدم لها ضمانات بعدم ملاحقة طلبتها، وتخرقها بعد أيام فقط.

ويقول منسق الكتلة محمد أبو زيد لـ"الرسالة نت" إن أربعة طلاب من أبناء الكتلة ما زالوا معتقلين لدى أجهزة السلطة، وهم: توفيق أبو عرقوب، وقسام ربيع، وأحمد البرغوثي، ومؤمن حطاب، وأن ذوي المعتقل أبو عرقوب اعتصموا أمام مقر المخابرات بعد صدور قرار بالإفراج عنه، لكن عناصر الأجهزة الأمنية اعتدوا عليهم بالضرب وفضوا الاعتصام بالقوة؛ ما أدى إلى نقل والدته للمشفى.

ويشير أبو زيد إلى أن خطوات عدة تصعيدية تتخذها الكتلة؛ لتقوية الاعتصام كالإضراب لأيام محددة عن الطعام، إضافة إلى التواصل مع شخصيات سياسية حزبية ومستقلة، أبرزهم عضو لجنة الحريات العامة خليل عساف.

وحول إطار الحديث عن موقف الكتل الطلابية الأخرى من الاعتصام، يؤكد أبو زيد أن حركة الشبيبة تجاوزت الموضوع ولم تُصدر أي بيان يوضح موقفها من الاعتقال السياسي، أما القطب الطلابي ذراع الجبهة الشعبية فأعرب عن استنكاره لاستمرار الاعتقالات بحق الطلبة.

ورغم ما يتعرض له أبناء الكتلة من ملاحقة مستمرة إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تكمل عطاءها ونشاطاتها لخدمة الطلبة؛ فنفذت عدة نشاطات تزامنا مع تواصل الاعتصام, كتوزيع نماذج امتحانات سنوات سابقة لمساعدة الطلبة، وتوزيع "النسكافيه" المجاني قرب مكان الاعتصام، وإقامة مهرجان تاج الوقار لتكريم حافظات كتاب الله، وتنظيم محاضرات دعوية وتنمية بشرية، وتوزيع الصحف اليومية على طلبة كلية الإعلام وغيرها.

ويضيف أبو زيد:" الاعتقالات لا تزيدنا إلا نشاطا واندفاعا نحو خدمة زملائنا الطلبة، وقبل الاعتصام وبعده نُصرّ على تقديم الخدمات لطلبة الكليات المختلفة، حتى نؤكد بأن عملنا النقابي هو حق مشروع لنا وهو واجبنا تجاه طلبة الجامعة".

حماس لا تُقلع

خليل عساف عضو لجنة الحريات العامة عن حركة حماس يرى من جانبه ، أن كل قوى العالم لو اجتمعت لن تستطيع اقتلاع حركة حماس من جذورها بالضفة، في إشارة إلى استمرار الاعتقالات السياسية.

ويقول في حديث لـ"الرسالة نت" إن المشكلة تكمن في أن القضاء التابع للأجهزة الأمنية صاغ قوانين من أجل تشريع الاعتقال السياسي، وبالتالي لم يعد اسمه اعتقال سياسي في قواميسهم، مبينا أن النخب السياسية وصل صمتها إلى "الكفر" على استمرار هذه المهزلة.

ويضيف: "الاحتلال يعمل على اقتلاعنا من أرضنا ويطهر القدس والأغوار والريف عرقيا، ويقوم بكل الممارسات لتهجيرنا، وللأسف إقصاء الآخر هو نوع من التهجير وإلغاء الآخر هو نوع من التهجير وعدم قبوله كذلك، أخجل أن أقول أكثر من كلمة كفر لوصف الصمت المطبق من النخب السياسية وأنا يئست من القيادة وأملي في الشعب".

ويؤكد عساف أن الشعب الفلسطيني كالجسد الواحد، "إن كانت فتح هي الرأس فحماس هي القلب، ولا يمكن أن يعيش الجسد بدون قلب ولا بدون رأس، ومن يقوم بأفعال تضر شعبه سيكتب التاريخ بأحرف من شر أنه خان شعبه وأساء له "، وفق قوله.

وشدد على أن "الوقت ما زال متاحا لإعادة الحسابات؛ لأن الوحدة هي الخيار الوحيد أمامنا".

 

البث المباشر