قائد الطوفان قائد الطوفان

المصالحة الفلسطينية..تحركات عربية وبوادر حلحلة

الرسالة نت -ياسمين ساق الله

عادت من جديد عجلة جهود المصالحة الوطنية في محاولة لتذليل العقبات التي اعترضت الطريق منذ البداية.

وقد تكثفت هذه الجهود التي تبذلها جهة عربية لانجاز عملية المصالحة الفلسطينية قبل عقد القمة العربية نهاية الشهر الحالي في ليبيا أو خلال انعقاد هذه القمة, كما أبدت حماس استعدادها لعقد لقاء مع فتح من أجل مراجعة الورقة المصرية، وإضافة ما تم التفاهم بشأنه وتعديلها بما ينسجم مع التفاهمات السابقة بين الحركتين’.

كما رحبت حركة فتح بمواقف حركة حماس الأخيرة , ورغم أنها وصفت أجواء المصالحة بالإيجابية إلا أنها اعتبرتها غير كافية.

وفي ظل هذه الأجواء التي بدأت تطفو على السطح, هل يمكن القول بأن المصالحة باتت قريبة؟

 جهود حثيثة

من جانبه كشف القيادي في حماس في اتصال للرسالة د. صلاح البردويل عن وجود تحركات ليبية كثيفة في تلك الفترة تجاه بحث ملاحظات حماس بالقاهرة , قائلا:" لا يوجد جديد في المصالحة سوى التحركات والجهود الليبية المبذولة في بحث الملاحظات ".

وأعرب البردويل عن أمله بأن تكلل الجهود الليبية إضافة للجهود العربية بدفع المصالحة للأمام , قائلا:" لا نستطيع التحدث الآن عن قرب أو بعد توقيع حماس على الورقة فلا يوجد مؤشرات لدينا تتحدث عن اقتراب التوقيع أو دعوات مصرية لقاء وفد الحركة".

ويشير القيادي في حماس إلى أن وضع المصالحة يسير على نفس الوضع السابق برغم الحديث عن تطورات ايجابية في هذه الآونة , قائلا:" نحن بانتظار نجاح الوساطات الليبية والعربية لإنجاح المصالحة". 

يشار إلى أن الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس أكد على أن هناك محاولات فلسطينية داخلية لإحداث اختراق في الموقف المصري لأحد ملاحظات الحركة على الورقة المصرية للمصالحة بعين الاعتبار لإنهاء ذلك الملف قبل انعقاد القمة العربية , مشيرا في الوقت ذاته الي وجود تحركات فلسطينية داخلية لإتمام المصالحة الفلسطينية بتوقيع حماس على الورقة.

 ترحيب

وقالت فتح على لسان القيادي أمين مقبول في اتصال هاتفي للرسالة :"سمعنا في الآونة الأخيرة تصريحات ايجابية متعلقة بالمصالحة لكنها بحاجة لتطبيق عملي وواقعي ", آملا بتنفيذ التصريحات الأخيرة على الأرض من خلال ذهاب قيادات حماس للقاهرة للتوقيع على الورقة.

وتابع عضو المجلس الثوري لفتح مقبول حديثه قائلا:" نحن في فتح قدمنا كل ما يمكن للمصالحة فأجرينا اللقاءات مع حماس برفقة الوسيط المصري وحتى الآن لم نمتنع عن تلك اللقاءات بهدف إسراع المصالحة", مطالبا حماس بتنفيذ ما تصرح به إعلاميا بالتوقيع على الورقة .

وفي السياق ذاته أكدت حركة الجهاد الإسلامي على لسان عضو المكتب السياسي فيها نافذ عزام أن هناك تفاؤلا كبيرا بوجود تقدم في المصالحة الفلسطينية، مبينا أن حركة حماس أوشكت على التوقيع على الورقة المصرية.

أجواء ايجابية

وفي السياق ذاته وصف مختصون بالشأن السياسي الفلسطيني أجواء المصالحة في تلك الفترة بالإيجابية, معتبرين في أحاديث منفصلة للرسالة تصريحات قيادات حماس الأخيرة تندرج في إطار الجهود العربية الرامية لتحقيق المصالحة .

المحلل السياسي د. مخيمر أبو سعدة وصف الحراك المتعلق بملف المصالحة الوطنية بالايجابي , قائلا:" أجواء المصالحة باتت ايجابية لكنها لم تزل حالة التناقض على الساحة لاسيما في تصريحات قيادات الأخيرة وخاصة الزهار ونزال ".

بينما المحلل السياسي حسن عبدو أكد على وجود جهود عربية تسعى لتحقيق المصالحة قبل عقد القمة العربية في ليبيا نهاية الشهر الجاري , مشيرا الي أن تصريحات قيادات حماس الأخيرة تندرج في إطار الجهود العربية الرامية لتحقيق المصالحة .

في حين المحلل السياسي هاني حبيب تحدث عن المصالحة قائلا:" الأجواء الإيجابية باتت قريبة من المصالحة خاصة مع تصريحات الزهار الأخيرة حيث أعتقد أنه يرنو من التوقيع على الورقة ", مشيرا إلى عدم وجود إرادة حقيقية فعلية للتوقيع على الورقة قبيل عقد القمة العربية.

وقال أبو سعدة :" أعتقد أن المصالحة في يد حماس بدمشق وليس غزة وبالتالي ما لم يكن هناك تنسيق بين القياديتين فلن يذهب الفلسطينيون لمصالحة ", مستعبدا تحقيق المصالحة في الوقت قريبا لبقاء الخلافات بين مصر و حماس بشان قضية التوقيع .

وأكد عبدو على أن حماس جادة بالمصالحة , قائلا:"الحديث عن أجواء ايجابية يعين الأطراف العربية التي تعمل جاهدة لرأب الصدع الداخلي على الإسراع في انجاز ملف المصالحة ".

وقال حبيب :" رغم الحديث عن أجواء ايجابية للمصالحة إلا أنها ما زالت بحاجة  لجهد ووقت لإنجاحها حيث إن تمت فهي مجرد توقيع معربا عن اعتقاده أن آلية تنفيذ المصالحة  ستبرز المشكلات لعدم توفير أرضية صالحة لها منذ البداية ".

وأكد المحلل سعدة على أن ملف لمصالحة يقع في دوامة التوقيع , وقال:" حماس مصرة على تعديل الورقة في حين مصر تقول أن الورقة للتوقيع وليس للتعديل ", منوها الى أن أجواء المصالحة رغم ايجابيتها إلا أنها معقدة .

وأضاف عبدو :" يتطلب من القاهرة وحماس إبداء مرونة إضافية لإتمام المصالحة فبدون تلك المرونة لن يتحقق الوفاق الوطني الفلسطيني , فمصر تدرك أن الورقة بحاجة لتعديلات فعليها الأخذ بملاحظات حماس ", معتبرا الحديث عن أجواء المصالحة الإيجابية نتيجة للحراك العربي في ذات الملف . 

وأوضح أن الوضع الفلسطيني بات مرهون بتلك الفترة بمأزق التوقيع على الورقة  المصرية.

وتنص الورقة المصرية للمصالحة على إجراء انتخابات فلسطينية في منتصف عام 2010 وإعادة ترتيب الأجهزة الأمنية بإشراف عربي تتزعمه مصر وإجراء انتخابات للمجلس الوطني.

البث المباشر