موقع اليوتيوب هو من أهم المواقع الاجتماعية التفاعلية أثرا وتأثيرا في عالم الميديا الجديد، فقد حول نشر الفيديو ونقله ونشره لأمر بسيط يمكن لأي منا ان يقوم به، ففي السابق كنت تحتاج ملايين الدولارات لتنشئ فضائية تستعرض فيها خطاباتك وتبث من خلالها أفكارك وأقوالك واحتفالاتك وما تريد، اليوم وببساطة تستطيع خلال جوال بسيط وحساب على اليوتيوب ان تبث للعالم بالصوت والصورة أي مادة التقطها عبر كاميرتك الشخصية أو حتى من خلال هاتفك النقال لتصبح ملئ السمع والبصر. فاليوتيوب سلاح ماض لمن يحسن استخدامه ويستطيع التأثير على الناس، ولقد ابدع الشباب باستثمار هذه الميزة فاغرقوا النت بالكثير من البرامج الشبابية الناجحة التي تحظى بإقبال ومشاهدة. تأسس موقع يوتيوب بواسطة ثلاثة موظفين شباب في شركة PayPal حيث فكروا بداية عام 2005 في إنشاء موقع لمشاركة الفيديوهات، حيث كانوا في حفلة عشاء والتقطوا بعض الفيديوهات لكنهم واجهوا مشكلة في نشر تلك الفيديوهات ومن هنا جاءت فكرة الموقع. وقد تلقى المشروع في بدايته تمويلاً قدره 11.5 مليون دولار كاستثمار، وكان أول مقر للموقع في مكتب مؤقت في أحد الجراجات. في مايو 2005 تم إطلاق النسخة التجريبية من الموقع وبعد 6 شهور وفي نوفمبر 2005 تم إطلاق النسخة الرسمية. وفى أكتوبر 2006 كانت أهم اللحظات في تاريخ الموقع حيث قامت شركة جوجل بالاستحواذ على موقع يوتيوب بصفقة ضخمة بلغت قيمتها 1.65 مليار دولار، والآن يقدم الموقع خدماته كأحد الخدمات الفرعية لشركة جوجل. من المؤكد انه لولا موقع اليوتيوب وعرض الفيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي لما نجحت الثورات العربية، فالإعلام أهم سلاح هذه الثورات وما كان ينشر على اليوتيوب من تظاهرات وحشود ضخمة كان يحقق اكثر من هدف ككسر حاجز الخوف، ونقل التجارب للمدن الأخرى، وبث الحماسة للثوار، وشن الحرب النفسية على رجال الانظمة. المهارة اليوم ان تستخدم الوسائل المتاحة بما يخدم هدفنا ومشروعنا ويعلي من قيمة فكرتنا، لنستطيع المنافسة بتقديم جودة عالية، فالانترنت يضج بملايين الفيديوهات وهذا يوجد بيئة منافسة صعبة وقاسية تتطلب منك عملا احترافيا ومجهودا كبيرا لجلب المشاهدين والتأثير عليهم. اليوتيوب هو فضائية الشعوب بعدما احتكرت انظمة الاستكبار الاعلام والفضائيات ردها من الزمن، وقضيتنا الفلسطينية تحتاج مجهودا اعلاميا جماعيا واستثمار هذه الوسائل لعرض ما يكشف مخاطر المشروع (الإسرائيلي) وما يعلي حقنا، في السابق كنا نعيب على الاعلام انه ينقل الرواية (الإسرائيلية) ويزيف الحقائق، بوجود اليوتيوب واخواته من المواقع الاجتماعية لا عذر لنا، فالمجال مفتوح لنقل رؤيتنا وروايتنا وحقائقنا، وهذا يتطلب فقط اخلاصا ومهنية ورؤية ومثابرة وتعلم القليل من المهارات لمخاطبة العالم بوجهة نظرنا.