قائد الطوفان قائد الطوفان

"سلة عنب الضفة".. تحت معاول الاستيطان

عنب الضفة (أرشيف)
عنب الضفة (أرشيف)

سلفيت – الرسالة نت

طالما تباهت مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة بتلالها الخضراء، وبأشجارها المثمرة وكروم العنب، حتى باتت تعرف بسلة الفواكه، وفي أحيان أخرى كان يطلق عليها القدماء "الغرفة الصالحة".

إلا أن صلاح تلك الغرفة لم يدم، بعد أن جثمت على أراضيها ثلاثة عشرة مستوطنة (إسرائيلية) من بينها أكبر مستوطنة بالضفة المحتلة (أريئيل)، لتبلغ نسبة المساحة المصادرة من أراضيها 70% لصالح التوسع الاستعماري في سلفيت.

كما كان لإقامة جدار الفصل العنصري على أراضي المدينة الدور الأكبر في تقطيع أوصالها وقراها، وفصل التجمعات السكنية عن بعضها بفعل شق الطرق الاستيطانية والالتفافية التي تصل بين المستوطنات السبعة المقامة على أراضيها.

الكاتب والخبير في قضايا الاستيطان خالد معالي، أشار إلى أن المواطن الفلسطيني في سلفيت بات مدمرا اقتصاديا بسبب مصادرة الأراضي ومنع الزراعة في الأراضي المحاذية للمستوطنات.

وقال معالي في تصريح لـ"الرسالة نت ":" وصلت نسبة الأراضي المصادرة لصالح الاستيطان في سلفيت إلى 70%، وعاث المستوطنون بما تبقى من أراض لم تصادر خرابا وتجريفا، وحرم أصحابها الوصول إليها والعناية بها".

وخلال العام الماضي، أعلنت سلطات الاحتلال إقامة مستوطنة (ليشم) على أراضي سلفيت، وهي أصغر المستوطنات المقامة على اراضي المدينة.

وحسب معالي فإن عدد المغتصبين الصهاينة في المستوطنات الـ13 يتراوح بين 25 إلى 30 ألفا منهم 15 طالبا في جامعة (أرئيل).

ويعرف المستوطنون في تلك المنطقة بكرههم وعدائهم للفلسطينيين وشدة تطرفهم، وشنهم هجمات متكررة على ممتلكات المواطنين، ولا سيما في القرى المحاذية لمستوطناتهم، كقرى كفل حارس وحارس، ودير استيا ووادي قانا وغيرها من القرى.

تلوث بيئي

ولم يكتف الاحتلال بتشويه الأرض وسلبها من أصحابها، بل سعى لتدمير البيئة في سلفيت، حتى وصلت بعض المناطق الزراعية فيها لمرحلة الاحتضار نتيجة مخلفات المستوطنات الصناعية، إضافة لتدفق المياه العادمة منها باتجاه الأراضي الزراعية والآبار الارتوازية بالمنطقة.

فعلى سبيل المثال، تضم مستوطنة (بركان)، إحدى أكبر المستوطنات الصناعية في الضفة، حوالي 100 مصنع، بعضها متخصص بالصناعات الثقيلة والصناعات الإلكترونية، والألمنيوم، وصناعة البلاستيك، والأسمدة والزيوت، إضافة لوجود منطقة صناعية أخرى غرب مستوطنة أرئيل.

وعن ذلك يقول معالي :"الأضرار التي تسببها المستوطنات الصناعية في سلفيت تهدد الأرض والإنسان".

ولفت الخبير بقضايا الاستيطان إلى أن وزارة صحة رام الله أشارت في تقاريرها إلى انتشار الأمراض بين المواطنين في تلك المناطق بسبب إلقاء مخلفات المصانع (الإسرائيلية) بالقرب من المناطق السكانية الفلسطينية".

ولكونها تقع على أكبر الأحواض المائية في فلسطين، وفي موقع استراتيجي بالضفة المحتلة، أضحت سلفيت من أبرز الأهداف (الإسرائيلية)، ففي تصريح سابق لرئيس الحكومة (الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو، أكد أن أهمية سلفيت تعادل أهمية القدس بالنسبة لـ(إسرائيل).

وكانت سلطات الاحتلال قد هدمت خلال السنوات الأخيرة أكثر من عشرة آبار ارتوازية كان يستخدمها المواطنون لري أراضيهم الزراعية.

كما هدد الاحتلال عشرات المباني في سلفيت بالهدم، بحجة البناء دون ترخيص في مناطق (c) التابعة للسيطرة (الإسرائيلية) حسب اتفاق أوسلو، ولا سيما المباني القريبة من المستوطنات والطرق الاستيطانية.

وحسب تأكيدات نشطاء في مقاومة الاستيطان في سلفيت، فإن معاول الاستيطان تنهش في أراضي سلفيت على مدار الساعة، لإقامة وتوسعة البؤر الاستيطانية فيها، ومصادرة المزيد من أراضي المواطنين.

وقال نشطاء لـ"الرسالة" إن سلطات الاحتلال تقوم بأعمال توسعة في مستوطنة (رفافا) وبناء شقق جديدة في مستوطنة (اريئيل) و(بروخين) و(ليشم) وكل المستوطنات الأخرى، بالإضافة الى بناء مصانع جديدة في بعض المستوطنات.

ونتيجة للتوسع الاستيطاني المحموم في سلفيت، يحرم أصحاب الأراضي المحاذية للمستوطنات الوصول لأراضيهم والاعتناء بها وزراعتها أو جني محاصيلها، مما يعني حرمانهم مصدر رزقهم والتهديد بمصادرة ما تبقى من أراضيهم.

البث المباشر