طالعت صباح أمس على موقع المركز الفلسطيني للإعلام تصريحا لمانويل مسلم عضو الهيئة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس حول مطالبته بضرورة الدفاع عن حركة المقاومة الإسلامية حماس ورفضه للاتهامات المصرية لحركة حماس واستنكاره للزج بها في قضايا داخلية وخاصة قصة حرق الكنائس في مصر، مؤكدا في نفس الوقت على رفضه استخدام الديانة المسيحية في تشويه حماس والتحريض عليها، مشددا على أنها كانت الحامية للكنائس والمعابد والرهبان وقال "نحن المسيحيين الفلسطينيين نشهد أن حماس حمت كنائسنا ورهباننا وصوامعنا، ولم نجد اضطهادًا منها لا في غزة التي تحكم بها، ولا في خارجها، ولم نجد سوى التسامح والوجه الحسن والتعامل الإيجابي".
وهذه شهادة ليست من منتم لحركة حماس أو احد ناطقيها دفاعا عن حماس بل هي جاءت من شخصية مسيحية عاشت في قطاع غزة سنوات وعرفت حماس عن قرب وتعاملت مع قيادات حماس والتيار الإسلامي فقالت شهادة حق بحق حركة وطنية إسلامية حملت البندقية من أجل الدفاع عن حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني وعندما نقول الشعب الفلسطيني نقول مسلميه ومسيحيه لا فرق في الحقوق والواجبات.
لكن الغريب في الموضوع هو من يحمل في شهادة ميلاده بأنه مسلم وأنه فلسطيني وأنه وطني وفي وصفه أنه قيادي في هذا التنظيم أو ذاك ثم تجده يحرض ويشارك في التحريض ويروج لكل الأكاذيب والافتراءات التي يسوقها الإعلام المصري وبعض السياسيين والجهات القضائية والعسكرية ويرى أنها مسلمات دون أن يكون لديه أو لدى المصريين ما يؤيد هذه المزاعم إلا النكاية والتشويه المتعمد النبع من أحقاد وخلافات وكراهية للنهج الإسلامي وأصحاب الفكر الإسلامي تساوقا مع ما يسعى إليه حكام مصر الجدد الذي يريدون إقصاء وتغييب التيار الإسلامي برمته حتى لو أدى ذلك إلى قتل الآلاف وربما الملايين واعتقال من يتبقى على قيد الحياة.
ألا يخجل هؤلاء الفلسطينيون عندما يسمعون رجلا مسيحيا يدعو إلى الدفاع عن حماس وليس فقط حماس بل وكل من يتعرض للظلم من الفلسطينيين، ألا يراجعون مواقفهم وحساباتهم أم أن حقدهم أعماهم عن الدفاع عن أبناء شعبهم والتساوق مع المحرضين والظالمين والكارهين لفلسطين شعبا وأرضا من أجل مصلحة أو إقامة في القاهرة أو بناء على كراهية وأحقاد فكرية وسياسية يبيع صاحبها نفسه لنيل رضا الجهة التي يطمح أن تحقق له مصالحه بعيدا عن وطن أو وطنية.
إذا كان ذلك بخصوص المقيم في القاهرة ويعيش على حساب الشعب الفلسطيني ويتساوق مع التحريض ويشارك فيه سواء في كتاباته أو مراسلاته أو مشاركاته في الندوات السياسية والذي انتقل من هذا التنظيم إلى ذلك وهكذا هي حياته ، فكيف بالمسؤول والمستشار السياسي لمحمود عباس الذي يخرج علينا ليؤكد أن كل التحريض والتشويه والشيطنة التي تصدر عن وسائل الإعلام هي عنده حقيقية ومصدقة ويدعو حماس للكف عن التدخل في الشأن الداخلي المصري، وسؤالي لهذا الرجل: هل قرأت تقرير صحيفة الأخبار المصرية الذي صدر الثلاثاء الماضي؟ وهل هذا التقرير أيضا صادق وصحيح؟، إذا كان الأمر كذلك أجزم أنك لا تمت لفلسطين والشعب الفلسطيني بصلة رغم أنك تحمل في شهادة ميلادك وجواز سفرك وأوراقك الثبوتية أنك فلسطيني وتدين بالديانة الإسلامية.
شكرا أب مانويل مسلم على موقفك الوطني الذي أبديته في التصريح وهذا الموقف يجب أن يكون عليه كل فلسطيني حر، ليس لأنك دافعت عن حماس، لا ولكن لكونك دافعت عن الحق وعن فلسطين وشعب فلسطين، أما العبيد فلا غرابة في مواقفهم المخزية والبعيدة عن الوطنية والانتماء لهذا الوطن وهذا الشعب، والاتجار الرخيص بالمبادئ والأخلاق والقيم.