قائمة الموقع

مقال: ارفعوا أيديكم عن اليرموك لتعود له الحياة

2014-02-06T07:49:43+02:00
مصطفى الصواف
بقلم/ مصطفى الصواف

اليرموك الجرح النازف في جسد لازالت جراحه مفتوحة، لا يكفيه المعاناة على مدى ما يزيد عن خمسة وستين عاما هي عمر النكبة المستمرة منذ ذلك الوقت الذي سلمت فيه فلسطين على أيدي جيوش عربية كانت تخضع للمستعمر البريطاني وتأتمر به حتى يتم تنفيذ قرار التقسيم على أرض الواقع بعد أن حالوا بين الفلسطيني ومقاومته للمستوطنين من خلال رفضهم تزويده بالسلاح الذي يمكنه من الدفاع عن نفسه وأرض فلم الفلسطيني إلا الهجرة قصرا وتحت وابل الرصاص والجرائم والمذابح ودير يا سين مثال، الأمر الذي أوجد اليرموك ونهر البارد والمية مية والجلزون والشاطئ وجباليا.

اليرموك اليوم يتعرض للذبح من الوريد للوريد بعد أن اختلط الحابل بالنابل بشكل متعمد وكان المراد أن يكون جزءا من معركة لا ناقته له فيها ولا جمل، زج باليرموك في أتون معركة داخلية بعد أن قام طرف محسوب مع الأسف على الشعب الفلسطيني ولكنه يعمل تحت إمرة النظام الذي يدك شعبه ليل نهار بالبراميل المتفجرة وبالصواريخ والطائرات والكيماوي وغيرها من أدوات القتل المختلفة ليس غريبا أن يقوم بمجازره في مخيم وديع ساكن يعيش بهدوء كضيف على ارض سوريا الشام ويُستأجر مع الأسف من يدعي فلسطينيته وهي بريئة منه فيحاصر ويقصف ويطلق النار ويغتال ويعتقل ويدمر ويجوع حتى الموت!!.

من كان يصدق أن الناس يموتون جوعا في بلاد الشام يوما ثم يحدث الأمر في القرن الحادي والعشرين أن يموت الناس في ربوع الشام جوعا وأي أناس؟.. إنهم الفلسطينيون اللاجئون لا لذنب ارتكبوه ولكن من أجل تمرير مؤامرة التهجير مرة ثانية من أرض الجوار لفلسطين إلى المنافي والشتات في أوروبا بعيدا عن رائحة الوطن وجواره، والعالم صامت صمت القبور ولا يحرك ساكنا لأنه يريد أن يخرج هؤلاء الفلسطينيون من جوار أرضهم لأنهم يشكلون خطرا أو قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في وجه (إسرائيل) يوما ما وعندها لن يستطيعوا أن يوقفوا هذا الانفجار الأمر الذي يرونه انه يهدد وجود هذا الكيان، ووجودهم أكثر خطرا من المواد الكيماوية التي أقاموا الدنيا ولم يقعدوها ليس حبا بالشعب السوري أو خوفا على حياته بعد أن استخدم النظام المجرم ذلك ضد السوريين ولا فرق بين الكيماوي عندما يقتل السوري به أو صاروخ جراد فهو الموت الواحد وإن تعددت الآلة، ولكن ما دفعهم إلى ذلك هو خشيتهم أن تستخدم هذه المواد ضد الاحتلال ومستوطنيه في فلسطين لو حدث تغيير في يوم من الأيام في سوريا لغير صالح حماية أمن الاحتلال كما هو حادث منذ أمد بعيد.

اليرموك يموت جوعا والكلاب في شوارع العرب تعيش بطرا من كثرة النعم التي تلقى في الحاويات بعد أن اتخمت كروش الحكام وأعوانهم ثم تتحرك بعض جيوشهم لمساعدة الأمريكان والفرنسيين في أفغانستان ومالي وتنفق الأموال لمحاربة الإسلام والإسلاميين ودعم الفساد والمفسدين والعمل على نشره حتى تبقى الشعوب مخدرة ليستمر بقائهم على عروشهم وإماراتهم، أما أن ينقذوا حياة البشر حياة أخوانهم وأبناء دينهم وجلدتهم فهذا أمر لا يتوافق مع من يسعى إلى إجبار الفلسطينيين في سوريا من الهجرة بعيدا عن فلسطين.

لا نملك لمن يموت جوعا أو يعاني الحصار والدمار والمرض في مخيم اليرموك إلا الدعاء بأن يفرج الله كربهم أو أن نكتب بعض الكلمات أو المشاركة في مسيرات تضامنية أو دعوة الناس من أجل تقديم يد العون والمساعدة لمن تحاصرهم "اللاإنسانية" التي يعيش فيها عالم فقد كل المشاعر والأحاسيس وتحول إلى مصاص للدماء يتغذى عليها ويعيش بها ويحقق مصالحه ويسعى إلى إطالة الحياة لهذا الكيان الغاصب.

ارفعوا أيديكم عن مخيم اليرموك، واتركوا أهله حتى يعودوا للحياة بكرامة بعيدا عن الموت لا جوعا ولا قتلا نتيجة الاستهداف المباشر لما تبقى من أشباه المساكن والبيوت، ندعو شعبنا الفلسطيني في كل مكان لتقديم ما يمكن تقديمه وتنظيم الحملات الاغاثية والإعلامية والعمل على تحشيد الرأي العام وتحريك المشاعر الإنسانية لفاقدي هذه المشاعر لإنقاذ الشيوخ والنساء والأطفال من الموت جوعا أو قتلا نتيجة جرائم النظام وأعوانه.

اخبار ذات صلة