قائمة الموقع

مقال: "كذب المُتشدّقون بالحيادية ولو صدقوا"

2014-02-09T10:33:52+02:00
ايناس ابو حمادة
بقلم : ايناس ابو حمادة

وقف الشعب حيث أراد، كل شخص إلى فئة يؤيدها ويرى كل ما هو صحيح من أفكار في هذه الفئة التي من أجلها انتمى ودافع، منهم مؤيد وآخر معارض، أحدهم مع والآخر ضد وكلٌ له أفكاره التي يدافع عنها بقناعة وكوجهة نظر أخرى أرى أن الانتماء ظاهرة صحية كما الاختلاف من منطلق أنّ على كل شخص أن يرفع لافتته الفكرية وأن يكون له موقفاَ ونمطاً فكرياً في المجتمع الذي أعلن انتماؤه إليه، فعليه أن يحدد القاعدة التي ينتمي إليها، لكن نجد هنا بعض الأشخاص الذين لا قالب لهم من بين القوالب الموجودة في المجتمع ولا ينطلقون في اتجاه معين، فنجد أحدهم يعارض فئة مع كونه كان من أشد المؤيدين السوابق لها، وتارة أخرى يقف وقفة رجل واحد ضدّ كل شخص لا يحمل مفاهيمه مع العلم أنه شخصياً ليس له مفاهيم محددة ينتصر لها ويرى جميع الأمور يجب أن تأتى على هواه، لذلك تجده تائه بين الأفكار والمعارضات وأحياناً كثيرة يعارض أفكاره في ذات النقاش الذي يظن بأنه يدافع عن أفكاره فيه وهنا أتحدث عن مشروع الأشخاص الذين يتشدقون بمفهوم "الحيادية"

وأعتقد بأنه لا مفهوم للحيادية في مجتمع كله مناهج وأيديولوجيات فكرية، أرى بأن أي شخص مثقف وواعي لما يدور حوله يجب أن تكون لديه ايدولوجيا فكرية وقاعدة اجتماعية تكون له مرجع ويدافع عنها بأفكارها الصحيحة ويكون عليها حسيباً إن هي حادت عن تلك الأفكار، أما الشخوص التي ترفع شعار الحيادية أو ما يسمى ب "المستقل" فاعتبرهم فارغين فكرياً وبدون هدف وغالباً ما سينعتهم المجتمع بالغرباء أو على الأقل سيُسيء فهمهم من جانب أن الحيادية لا مكان لها في زمن المنهاج الفكري المكتظ بكل ما هو مقنع ومُسيطر على العقل، لذلك كن صاحب فكرة ومنهج حتى تؤمن بأن ما يحدث حولك من حركات سيؤدي إلى خير لا محالة وأنظر بمنظار المتفائل لواقع أفضل وليس بعين ضيق الأفق لا تقع إلا على كل ما هو مسيء وأقصد عزيزي الحيادي "لا تُسقط ميزاجيتك المفرطة على كل ما يدور حولك "

 

اخبار ذات صلة