عاد صباح اليوم الثلاثاء باقي الدفعة الأولى من معتمري غزة إلى القطاع، وقد بدت علامات الانهاك والاعياء جلية على ملاح كثير منهم بعد رحلة سفر واحتجاز قصري استمر يومًا كاملًا.
وروى معتمرون وصلوا للتو لـ"الرسالة نت" تفاصيل ليلة أمضوها في الصالة المصرية دون توفير أدنى متطلباتهم بعد رحلة سفرهم من مطار القاهرة إلى المعبر.
وعلى العشب الأخضر أمام صالة الوصول بمعبر رفح كان حسن عراجه (49 عاماً) يأخذ قسط من الراحة بانتظار استلام حقائب سفره، ويقول بصوت مخنوق "كانت ليلة موحشة ومؤلمة".
ويوضح أن الطائرة التي أقلت المعتمرين وصلت مطار القاهرة عند التاسعة من صباح أمس الاثنين، ثم نقل المعتمرون إلى حافلات أوصلتهم معبر رفح عند الساعة التاسعة مساءً.
ويشير الرجل إلى أن المعتمرين ظلوا نصف ساعة في الحافلات أمام المعبر بانتظار قرار السلطات المصرية السماح بالعودة إلى غزة.
وينبه عواجه إلى أن خلاف نشب بين المخابرات الحربية والجيش بضرورة إخلاء المعتمرين من أمام المعبر حيث تم الاتفاق في النهاية على أن يمضوا ليلتهم في الصالة المصرية.
وقال معتمرون إن السلطات المصرية لم تقدم لهم أي مساعدة خلال ساعات الليل خصوصاً في ظل انخفاض درجات الحرارة.
وصاحت السيدة سناء في العقد الخامس من العمر قائلة "الجندي المصري رفع السلاح بوجهي لأني فكرت أخرج من الصالة عند الفجر".
وكانت تلك السيدة مع ثلاثة من بناتها قد أدت مناسك العمرة ضمن الفوج الأول من معتمري غزة الذي غادر الشهر الماضي.
ولم تختلف رواية حسن حسان عن سابقيه بشأن تفاصيل رحلة عودتهم، سوى امتعاضه من إجراءات التفيش على الحواجز المصرية. ويقول الرجل "أول ما عبرنا القناة ودخلنا سيناء شعرت بأننا في دولة أخرى ..".
ويوضح حسان وهو من سكان مدينة رفح أن المعتمرين استقلوا ست حافلات كانت تمر على حواجز الجيش، وبعضها كان يقوم بفحص جوازات المعتمرين وأمتعتهم مما تسبب في زيادة ساعات الرحلة.
وتساءله حسان عن المسؤول عن معاناتهم خلال رحلة العودة وردد معتمرون حوله "البركة بالسفارة اللي ما غلبت نفسها بتنسيق رحلة سفرنا".
ويرفض الكثير من المعتمرين مغادرة المعبر في هذه الاثناء إلا بعد استلام أمتعتهم، خصوصاً أن كثيرًا منهم تركوا فيها أغراضًا شخصية.
وقال مسؤول فلسطيني على معبر رفح لـ"الرسالة نت" إن مئتي وخمسين معتمرًا وصلوا عند التاسعة صباحاً إلى الجانب الفلسطيني دون حقائبهم..
وأوضح المسؤول ذاته أن الجانب الفلسطيني يبذل جهودًا مكثفة مع نظيرة المصري من أجل السماح بإدخال حقائب المعتمرين إلى غزة في غضون الساعات المقبلة.
وخصصت السلطات المصرية يومي الأحد والاثنين أسبوعيًا، معبر رفح لسفر المعتمرين من غزة لكن مشاكل عدة تواجه هؤلاء في ظل الإجراءات الأمنية المصرية.
وتأخر سفر أعضاء الدفعة الثاني من المعتمرين لأكثر من أسبوع نظراً لعدم حجز السفارة الفلسطينية لدى القاهرة طائرة لسفرهم في ظل غياب الطيران بعد إغلاق مطار العريش.
وكان معتمرو غزة قد شهدوا انفراجه إبان فترة رئاسة محمد مرسي، إذ تم تخصيص مطار العريش للسفر إلى السعودية، إضافة إلى فتح المعبر على مدار الساعة لتسهيل خروجهم ودخولهم.