انتصفت الشمس في كبد السماء والطالب معاذ عماد أمام مبنى القبول والتسجيل في الجامعة الإسلامية بمدينة غزة وملامح التذمر تبدو جلية على وجهه، لاسيما أن وقت انتهاء التسجيل للفصل الدراسي شارف على الانتهاء.
لم يستطيع معاذ (20 عاما) جلب الأموال المستحقة عليه للجامعة، كي يتمكن من الالتحاق بالفصل الدراسي كباقي زملائه، الذين شرعوا بتلقي المحاضرات.
ويدرس معاذ في قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية ويعيش في أسرة متوسطة الحال كما أن والده تقاعد عن العمل.
ويتساءل الطالب معاذ:" متى أستطيع اللحاق بالفصل الجديد، وأنا لا أملك المال اللازم للتسجيل؟".
يتابع: "توقف راتب والدي بعد التقاعد، والأمر يزداد سوءًا في العائلة، بسبب الضائقة المالية الحالية".
حال الطالب عبد الرحمن يونس، لا تختلف كثيرا عن الطالب معاذ، مؤكدا أنه يعيش في عائلة مكونة من ثمانية أفراد، ووالده المعُيل للأسرة من ذوي الدخل المحدود.
يدرس الطالب يونس في تخصص اللغة العربية بالجامعة الإسلامية، وسجل للفصل الدراسي الثاني بصعوبة بالغة بعد أن حفيت قدماه في التنقل بين مبنيي الإدارة وشئون الطلاب.
أما الطالبة إيمان أحمد أرادت أن تنقل معاناتها عبر منابر وسائل الإعلام، أملًا منها أن تصل لأصحاب الاختصاص.
مراسل "الرسالة نت" استمع للطالبة محاولا نقل المعاناة التي تعيشها الطالبة نتيجة عدم تسجيلها للفصل الدراسي الثاني.
ولم تتمكن الطالبة إيمان من التسجيل للفصل الثاني، بسبب قلة الأموال لدى أسرتها, التي فيها أكثر من طالب جامعي.
الكتلة تدعم
الكتلة الإسلامية بدورها، أخذت على عاتقها مساعدة طلاب الجامعات الفلسطينية في غزة وسعت لتقديم الأموال للطلبة غير القادرين على سد الرسوم الجامعية.
وأوضح محمود الشاويش عضو الهيئة الإدارية للكتلة في غزة، أن الكتلة وزعت مساعدات مالية بقيمة 20 ألف دولار على 20 ألف طالب وطالبة في جميع جامعات غزة، بالإضافة إلى الطلبة النازحين من سوريا.
وبيّن الشاويش في حديث لـ"الرسالة نت"، أن الكتلة شرعت بحملة لجمع التبرعات للطلبة المحتاجين على مستوى الجامعة الإسلامية، والكلية الجامعية بغزة، والكلية الجامعية في خانيونس.
وأشار إلى أنه تم جمع 18ألف دولار للجامعة الإسلامية، و5آلاف دولار للكلية الجامعية، و8آلاف دولار للكلية الجامعية بخانيونس، قائلًا: "سيتم توزيع التبرعات للطلبة المحتاجين الذين لم يسجلوا للفصل الدراسي الثاني".
ودعا الطلبة المحتاجين، للتوجه إلى مجلس الطلاب في الجامعة، لافتًا إلى المجلس يجمع الأسماء ومن ثم يرسلها إلى الكتلة، لمعرفة عدد الطلبة الذين ستقدم لهم المساعدة المالية.