مقال: "الصعود نحو الهاوية"

(صورة من الأرشيف)
(صورة من الأرشيف)

بقلم : ايناس ابو حمادة

منذ بدء الخليقة والصعود بطبيعة الحال يتجه نحو القمة لكن من جديد وفي عرف الرؤساء  أصبح الصعود نحو الهاوية حيث تبدأ القصة من لحظة الوقوف خلف من وقع الاتفاقيات مصفقاً مروراً بمشاركة الأطراف المعادية والمتآمرين في قتل من مثّل القضية ونفخ له في حبر القلم للتوقيع على الاتفاقيات بعد الفراغ من قراءة ما لا يتعدى عن صفحة المقدمة انتهاء بتولي زمام شطري الوطن ويظهر كالمنقذ للشعب وحامي الحمى لتبدأ بعدها سلسلة المفاوضات اللعينة التي لن يدرك الشعب حجمها إلا في وقت متأخر كما أدركنا سابقين عهده وحتى وإن فهم الشعب حجم المؤامرة مبكراً فقد استدرك المبجل الوقت أبكر منهم وعاجل بتحضير مخدر الدولة بين رصاصتين ليُسكت أو يُخفى حجم الخسائر التي تنزفها المفاوضات لكن قل للرئيس أدام الله دولته أن حجم التلميع في آخر زمانه سيكون بمثابة الصعود نحو الهاوية .

وهنا أقصد رفض مشروع كيري وما يترتب عليه من تحمل التبعات فقد طبّق الرئيس مقولة "دجاجة حرفت على رأسها عفرت" ولم يعد القلق من قبل الطبقات الواعية على من سيقف ويحمى الدولة "عضو المراقب" ويمثلها فهو معد مسبقاً في أروقة الشمبيت ولكن كل التخوف على ذاكرة الناس التي لا تعدو عن كونها ذاكرة حسية تنسى كمية النزف التي سببها كل من ألصق اسمه برئاسة الوطن وتتذكر فقط حجم التلميع الأخير لكل شخص أو ما سيسميه الشعب حينها المواقف البطولية للرئيس الراحل ولن يتوانوا عن استدعاء سيرته وذكر مآثره كأنه لم يتنازل ويوقع ويقتل ويسجن ويلعن قضية اللاجئ جهراً ومراوغة أرجوكم يا شعبي لا تساوموا على النسيان ولا تقدسوا الأشخاص كما فعل أسلافكم فدفعوا الثمن غالياً وتذكروا أن الضحية وقتئذ ستكون فقط أنتم والوطن. 

البث المباشر