أكد راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية أنه لا يطمح في أن يقود العمل السياسي، معللا ذلك بكبر السن ولرغبته في أن يترك المجال للشباب "لأنهم أصحاب الثورة"، وفق قوله.
وتحدث الغنوشي في حلقة الأربعاء 19/2 من برنامج "بلا حدود" عن تجربة الحركة في الحكم وأخطائها وإنجازاتها، ومستقبل تونس في ظل التحديات الراهنة.
ورغم مجيء حركة النهضة للحكم في تونس عبر الانتخابات فإن زعيمها أبان أن تنازلهم عن الحكم جاء عندما وجدت الحركة أن مردود وجودها في السلطة يمكن أن يمنع وجود دستور لكل التونسيين ويمكن أن يقود لتعثر المسار الديمقراطي، فلذلك تنازلت عن الحكم واختارت الديمقراطية.
وأشار إلى الفرح العام الذي يعم البلاد الآن لحصولها على أعظم دستور في تاريخها، وإذا خسرنا الحكم وربحت تونس الديمقراطية فهذا مكسب كبير لنا.
وأكد أن الذي انتصر هو الحوار بين الفرقاء السياسيين، نافيا أن تكون الحركة تنازلت عن السلطة استجابة لأي ضغط.
واعترف بأخطاء الحركة خلال فترة حكمها التي دامت سنتين، وأنها بصدد تقييمها الآن للتعلم منها.
وأوضح أن القوى السياسية نجحت في وضع قاطرة الديمقراطية في المسار الصحيح، نافيا إمكانية تكرار التجربة المصرية في تونس لاختلافات كثيرة تدعم انسجام المجتمع التونسي، ويمكن أن يلاحظ المرء أن الخطاب السياسي في البلاد يتخذ الإسلام أرضية مشتركة.
وأبان أن التدخلات الخارجية في الدول تحكمها خصوصية الجغرافيا، حيث إن دور مصر القيادي في الأمة العربية والعالم جعلها تدفع الثمن الأكبر، مبينا أن التدخل في شؤون الدول هو شيء نسبي.
ورغم أن أكثر من 80% من الشعب التونسي يعيش على الساحل مما يجعله منفتحا على العالم، فإنه يتمسك بدينه الإسلامي ويعتز بعروبته ساعيا نحو العدالة الاجتماعية.
وتعلل الغنوشي بكبر السن ليترك المجال للشباب لأن الشباب هم أصحاب الثورة، مشيرا إلى تقدم عدد منهم في الأجهزة القيادية وهم يطمحون لتقديم المزيد، نافيا أن يكون له طموح في أن يقود العمل السياسي، مبينا أن القيادات القديمة تحتاج أن تتخلص من آثار مرحلة العمل السري و"تشوهاتها النفسية" حتى يتمكنوا من الثقة في الناس مجددا.
ونفى أن توصف حركة النهضة بـ"الجمود"، مشيرا إلى استعدادهم لقبول حكم الحزب الشيوعي إن اختاره الشعب، مبينا أن الحركة هي الكتلة الوحيدة التي يتكون نصفها من النساء.
وأبان أن التيار الوسطي الذي تنتمي إليه الحركة يرفض العنف ويعترف بالتعددية السياسية ويراهن على حكم القانون ويؤمن بوطن يتسع للجميع دون إقصاء.
وأشار إلى أن مهمة الدولة ليست أن تفرض الإسلام، وخلال سنتين لم يفرض على شخص نمط معين من الحياة، ومهمة الدولة أن تقدم الخدمات، والحرية الدينية وعدم الإكراه والقمع من أهم صفات حركة النهضة.
وبيّن أن كل عمل لا ينطلق من حرية الإنسان لا قيمة له عند الله، حيث لا قيمة لحجاب ولا زكاة ولا صلاة إن فرضت من السلطة ولم تمارس تقربا لله تعالى.
الجزيرة نت