يعدّ الجمهور اللاعب رقم 12، وقد يعتبره البعض رقم "1" لما له من تأثير كبير في المباريات، كونه العامل الرئيسي في نجاح اللعبة الشعبية الأولى في العالم "كرة القدم".
في قطاع غزة عادة ما تمتلئ مدرجات الملاعب بالجماهير "فاكهة الملاعب" التي تشعل المباريات بالأناشيد الحماسية, لتلهب مشاعر اللاعبين وتجعلهم يقدمون الأفضل داخل المستطيل الأخضر.
ولكن جماهير دوري غزة هذا الموسم بدأت تخرج عن النص "مؤخرا", بمعنى أنها أضحت تتدخل في كل كبيرة وصغيرة في أنديتها, بل طال الأمر لتطالب بإقالة المدربين وطرد بعض اللاعبين, مما يعني أن ناقوس "الخطر" بدأ يدق أجراسه في المنظومة الرياضية الكروية.
بحاجة إلى توعية
نايف عبد الهادي المدير الفني للأهلي, أكد أن كرة القدم فيها الربح والخسارة, إلا أن الجماهير تطالب أنديتها بالفوز فقط, ولا تعترف بالخسارة, مما ينعكس بشكل سلبي على الفريق في المباريات, ويجعله يلعب تحت ضغوطات كبيرة لخطف النقاط الثلاث, مشيرا إلى أن الجماهير بحاجة إلى توعية بشكل أكبر.
وتعرض عبد الهادي لانتقادات كبيرة على يد جماهير الأهلي, لعدم نجاحه بإحراز الفوز مع الفريق في أي مباراة بالدوري, قبل أن تعتذر الجماهير عمّا بدر منها "مؤخرا".
وأوضح مدرب الأهلي أن منظومة كرة القدم تضم أكثر من عنصر, إلا أن الجماهير ترى المدراء الفنيين أضعف العناصر, لذلك تطالب بإقالتهم حال أي خسارة يتعرض إليها الفريق, شاكرا أعضاء مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة د. معتصم صلاح على وقوفهم بجانبه في الفترة الجارية.
دعم المدربين!
جمال الحولي المدير الفني لشباب رفح "الزعيم" تحدث بدوره, عن معاناة المدربين وغياب الدعم الإداري لهم, حال تلقى الفريق أي خسارة في الدوري, مطالبا مجالس إدارات الأندية بالوقوف بجانب المدربين كونهم أدرى بعملهم من الجماهير.
وكان الحولي قد واجه انتقادات عديدة من قبل جماهير "الزعيم" أواخر الدور الأول, وقدّم استقالته أكثر من مرة, إلا أن مجلس الإدارة رفضها جملة وتفصيلا.
وقال: "نعاني من غضب الجماهير عند الخسارة, صحيح أن لهم دور كبير في تحفيز اللاعبين, لكنهم قد ينقلبون على الفريق عند تعثره في المسابقة", متمنيا من "فاكهة الملاعب" أن تصبر على المدربين ولا تحملهم مسئولية الهزيمة دوما.
وأضاف: "تدريب الفرق الجماهيرية أصعب بكثير من الفرق العادية, لأن المدرب يكون فيها معرضا للضغوطات دوما في حال التعثّر", آملا أن يُسعد جماهير "الزعيم" بإحراز لقب الدرجة الممتازة في نهاية الموسم الجاري.
تصفية حسابات
أما طه كلاب المدير الفني السابق لشباب خانيونس "النشامى", فقد ذكر أن هتافات الجماهير بحق المدربين قد تكون مدروسة ومخطط لها مسبقا, مؤكدا أن بعضهم يستغل المدرجات لأمور شخصية وتصفية حساباته القديمة مع الجهاز الفني للفريق.
وتعجب كلاب من مسألة مقارنة المدرب بالجماهير, منوها إلى أن أغلب المتواجدين في المدرجات هم من الفئة الغير متعلمة وبالتالي فإن تصرفاتهم تكون طائشة أحيانا.
وأكد أن مجلس إدارة النادي هو الوحيد الذي من حقه محاسبة المدرب حال إخفاقه في المباريات, داعيا الجمهور للتشجيع بشكل حضاري, بما ينعكس بشكل إيجابي على اللاعبين داخل المستطيل الأخضر.