رام الله -الرسالة نت
نقلت ’القدس العربي’ عن مصادر فلسطينية مطلعة جدا في بيروت الأربعاء عن تصاعد التوتر الفتحاوي في لبنان جراء قرار رئيس الحركة محمود عباس باستبعاد العميد منير مقدح عن قيادة جهاز الكفاح المسلح الفلسطيني الذي يقوم بدور الشرطة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وبدأت أوساط فتحاوية تحركات لاحتواء الموقف قبل انفجاره وإعلان مقدح رفضه لنص المرسوم الرئاسي.
وحسب المصادر فان اللجنة المركزية لحركة فتح من المقرر ان تعقد اجتماعا لبحث الوضع الفلسطيني في لبنان، وتشكيل لجنة لمتابعة الاوضاع هناك خاصة وان موفد عباس للبنان اللواء جبريل الرجوب نقل تذمر الحكومة اللبنانية من تأجيل ترتيب الاوضاع الفلسطينية في لبنان وابعاد سلطان ابو العينين عن الساحة اللبنانية كونه غير مرغوب فيه لبنانيا.
وعلمت ’القدس العربي’ من مصدر موثوق بأن مقدح رفض عرضا من الرئيس الفلسطيني بمغادرة لبنان الى اي بلد يراه مناسبا له ولجماعته (حراسه واتباعه). وقال المصدر ان مقدح يعقد سلسلة من الاجتماعات مع عسكرييه للاتفاق على خططهم المستقبلية، وانه سوف يعلن للجميع نتائجها.
وحسب مصادر فلسطينية فان عباس أصدر مرسوماً رئاسياً وقراراً للقيادة العسكرية لحركة ’فتح’ و’الكفاح المسلح’ في لبنان. وأشارت المصادر الى أن المرسوم الرئاسي يقضي بتعيين عضو اللجنة المركزية لحركة ’فتح’ اللواء سلطان أبو العينين مستشاراً لشؤون اللاجئين برتبة وزير.
وجاء تعيين أبو العينين للمنصب الجديد في اطار سعي عباس لابعاده عن لبنان وفقا للرغبة اللبنانية، وذلك بعد تعيين فتحي ابوالعردات امينا لسر حركة فتح هناك.
واشارت المصادر الى ان استبعاد العميد منير مقدح من التشكيلة الامنية، واستبعاده عن جهاز الكفاح المسلح وعدم تعيينه في اي منصب يعتبر الامر الابرز والذي يخشى من ان يفجر الاوضاع الفلسطينية في لبنان.
وحسب المصادر فانه تم تعيين احمد صالح رئيسا لجهاز الكفاح المسلح، وتعيين العميد محمد علي عبيد نائباً لقائد ’الكفاح المسلح’، في حين جرى تثبيت العميد صبحي أبو عرب مسيِّرا للأمن الوطني، بعدما كان تمّ تكليفه بالمهمة في 22 كانون الاول (ديسمبر) الماضي بدلاً من العميد أديب الحصان، وتعيين العميد محسن الحلاق نائباً لمسيِّر الامن الوطني.
وجرى تكليف العميد مطيع أبو الليل مسؤولا للاستخبارات العسكرية الفلسطينية بدلا من العميد معين كعوش، وتعيين العقيد محمود عيسى ’اللينو’ قائداً لمنطقة صيدا، وتعيين العميد فضل مصطفى قائداً لمنطقة صور، وتعيين العقيد أبو أياد شعلان قائداً لمنطقة بيروت، وتعيين المقدم أبو محمد فخري طيراوية قائداً لمنطقة الشمال.
وعلمت ’القدس العربي’ ان قرار التعيين لهؤلاء المسؤولين من قبل عباس جاء بناء على توصية اللواء توفيق الطيراوي الذي كلف بالساحة اللبنانية قبل اشهر قبل ان يعود عباس لتنحيته وتكليف اللواء جبريل الرجوب بملف لبنان، والذي زار بيروت مؤخرا ونقل غضب الحكومة اللبنانية من الاوضاع الفلسطينية في لبنان بسبب الصراعات الداخلية في اوساط فتح.
كما علم ان الحكومة اللبنانية ما زالت تنتظر رد عباس على اتفاق تم خلال زيارة الاخير الى بيروت يقضي بتشكيل قوة امنية فلسطينية لبنانية لحفظ امن المخيمات الفلسطينية في لبنان.
ومن المقرر ان تعقد اللجنة المركزية اجتماعا لبحث الملف الفلسطيني في لبنان والاستماع من الرجوب عن تقييمه للاوضاع هناك والسماع منه ’للملاحظات الغاضبة للحكومة اللبنانية حول ما يجري من صراعات داخل فتح واجراء تعيينات عسكرية فلسطينية على الساحة اللبنانية دون التشاور مع الجهات الرسمية اللبنانية’.
وعبرت اوساط فلسطينية لـ’القدس العربي’ ان هذه التعيينات التي جرت وفق توصية الطيراوي اثارت غضب الرجوب الذي كلف بملف لبنان، مشيرة الى ان هناك حالة انفعال في الساحة الفلسطينية بلبنان يخشى من ان تشهد تصعيدا للتوتر.
وعلم أن هذه التشكيلة القيادية الفلسطينية الجديدة جاءت في ضوء التوصيات التي رفعتها اللجنة العسكرية التي أوفدها عباس الى لبنان خلال شهر كانون الثاني (يناير) الماضي برئاسة اللواء يونس العاص مع ثلاثة ضباط، والتي اجتمعت على مدى 18 يوماً هناك مع مختلف الكوادر الفتحاوية