شمعة: كانت المنبر الوحيد للإسلاميين للتعبير عن آرائهم
م.الأشقر: وقفت شامخة أمام التحديات
البردويل: كانت الوحيدة على مكتب الرئيس عرفات ليقرأها
موسى: ما كان لمجهودها أن يرى النور لولا دور إعلامييها
الرسالة نت - رائد أبو جراد
أجمع عدد من مؤسسي وكتاب صحيفة الرسالة على أنها لعبت دوراً متميزاً في الإعلام الفلسطيني كان له أثره في هذا الثبات والنصر، مؤكدين على أنها صدحت بالحق وتحدت الظلم وبطش المحتل وإرهابه ودافعت عن الحقوق والثوابت.
**واصلوا الطريق
ورأى هؤلاء أن مؤسسيها الأوائل واصلوا الطريق واستمروا في دورهم الرائد رغم ظروف العمل الصعبة عبر الملاحقات والتهديدات والاعتقالات، مبينين أن هذا المجهود لـ"الرسالة نت " ما كان له أن ينطلق ولا أن يرى النور دون جهود إعلامييها.
بدوره، قال ضيف اللقاء الأستاذ محمد شمعة القيادي والمؤسس في حركة حماس :"أتشرف بلقاء رجال الإعلام الذين برزوا في معركتنا الأخيرة التي لعب فيها الإعلام دوراً متميزاً كان له أثره في هذا الثبات والنصر الذي من أهم منجزاته أن انتقلت قضية شعبنا التي حاول العدو لمدة عقود ستة أن يخفي الحقيقة التي وصلت للعالم لتظهر همجية هذا العدو".
وأكد على دور صحيفة الرسالة البارز منذ صدورها عام 96 في ظروف صعبة تمت خلالها ملاحقة وكتم الحريات، مضيفاً:" كانت هي الصوت الوحيد الذي يعتبر منبرا للإسلاميين ليقولوا عبرها كلمتهم ويبينوا رأيهم".
وبين الدور الهام الذي شغلته صحيفة الرسالة في سد الفراغ، مستطرداً:" إذا كنا اليوم نقارن ما وصلت إليه حركة حماس من وسائل متعددة في الدور الإعلامي فإننا نستذكر قبل صدور الرسالة لم يكن أمام الإسلاميين أي مجال لتوضيح وجهة نظرهم إلا عبر الأئمة في منابر المساجد أو المنشورات التي كانت توزع سراً".
وتابع شمعة:" إذا كنا نستذكر الدور الذي شغلته فإننا نستذكر ما تعرضت له لكثير من العقبات يوم أن حجبت ومنعت وسرقت كل أجهزتها من قبل أجهزة السلطة في 96 ونستذكر قصف العدو مقرها لمرتين، وهذه دلالة على خطورة هذا الصوت الذي كانت تمثله الرسالة".
وأوضح أن الاحتلال جعل مقر الصحيفة أحد أهدافه لأنه يستشعر خطرها، وأن هذا الضرب جاء لإسكاتها، مضيفاً:" لكن بحمد الله كانت الرسالة بأولويتها ومكانتها كانت تخرج في كل وقت من محنتها أقوى مما كانت عليه قبل هذه المحنة وان كان من شكر فإننا نقدمه لأولئك الرجال العاملون فيها والذين أصروا على إعلاء صوتهم".
**بعد ترميمه
من جانبه، أكد المهندس إسماعيل الأشقر رئيس مجلس إدارة الصحيفة على أن افتتاح مقر الصحيفة من جديد بعد ترميمه جراء القصف الصهيوني الذي تعرضت له دليل على صمود "الرسالة" ومواصلة مشوارها الإعلامي.
وقال الأشقر:"كانت الصحيفة رسالة كل الأحرار والوطنيين، وحملت الهم والوجع الفلسطيني وتخطت الحدود لتحمل هم العالم العربي والإسلامي(..) إنها الرسالة التي وقفت شامخة أمام التحديات والخطوب وأمام خفافيش الظلام الذين حاولوا مراراً وتكراراً عرقلة مسيرتها والاعتداء على العاملين فيها".
وأشار إلى أن الرسالة التي ولدت قبل أربعة عشر عاماً غدت منبراً وحيداً في بحر الظلمات ليصدح بالحق ويتحدي ظلم القريب وقسوته وبطش المحتل وإرهابه دفاعاً عن الحقوق والثوابت للشعب الفلسطيني الذي عانى لأكثر من 6 عقود.
وبين الأشقر أن الاستهداف الصهيوني للصحيفة والقصف والتدمير الذي تعرضت له أكثر من مرة محاولة منه لكسر القلم وتخويف عامليه، خاب وطاش سهمه وأن الرسالة بقيت شامخةً وبقي صوتها حرا ً يصل لكل الأحرار.
وختم حديثه:" إنها الرسالة صناعتكم أيها الرجال بامتياز وصناعة من حمل الهم والوجع للشعب الفلسطيني، لذلك لا تقلقوا على ما صنعتم فستبقي الرسالة بالعاملين فيها عند حسن ظنكم".
**المعركة الإعلامية أشد
من جهته، أوضح د.صلاح البردويل رئيس الدائرة الإعلامية في حركة حماس أن الحركة أدركت بعد إتفاق أوسلو مباشرة أن المعركة الإعلامية ستكون أشد من المعركة الأمنية بإعتبار أن الذين صنعوا أوسلو صنعوه وهم يعلمون عدم شرعيته وأنه تفريط في حقوق الوطن وأرادوا التغطية على هذه الجريمة من خلال الضغط على صحيفة الرسالة.
وتابع قوله:" الرسالة عانت كثيراً من خلال طمس معالم هذا المشروع التصفوي للقضية الفلسطينية بدعم كبير جداً لإعلامهم، وأدركت حماس حجم الخطر وخططت منذ عام 1994 لإنشاء صحيفة الوطن، التي عانت الكثير والمؤسسين فيها هم الذين واصلوا
الطريق في الرسالة فيما بعد وهذا الجهد الكبير واللحظات الأولي للعمل كانت كبيرة وصعبة عبر الملاحقات والتهديدات والاعتقالات".
وبين البردويل أنه رغم المحن الصعبة التي واجهتها الصحيفة استمرت وحرصت في سياستها أن تكون متوازنة، ودأبت على انتقاء المصطلحات التي لا تثير الخصم، مشيراً إلى أنها أرادت البقاء ولو بالقليل ونجحت فترة طويلة واستطاعت أن تجرأ المواطن العادي وأن تدافع عنه.
وأضاف القيادي في "حماس":" لكن الصحيفة وبقوة بأس رجالها والعقيدة التي يحملونها في داخلهم وحجم المشروع الذي يدافعون عنه تحملوا كل الصعاب في المواجهة واستطاعوا أن يستمروا ووفروا صوت إعلامي غير عادي وكانت الصحيفة الوحيدة التي تكون على مكتب الرئيس عرفات ويقرأها".
وختم حديثه قائلاً:"لا ننسي الإخوة الذين أسسوا هذه الصحيفة ورعوها كالأستاذ يحيي موسى وغازي حمد ومصطفي الصواف(..) إذا تحدثنا عن هؤلاء نتحدث عن المؤسسين المرافقين للأخ غازى حمد، وكل هؤلاء نتذكرهم في كل لحظة ولا ننساهم وعندما نكرمهم نكرم الحقيقة والرسالة الخالدة التي تتبناها حركة حماس".
** أرخت للأعوام السابقة
من جانب آخر، قال النائب الدكتور يحيي موسى:"هذا المجهود ما كان له أن ينطلق ولا أن يرى النور دون جهود الإخوة الإعلاميين في الصحيفة"، موضحاً أن الرسالة أرخت بشكل واضح للأعوام السابقة، وكانت لها رؤية في بداية تأسيس الصحيفة تتمثل في حماية المجتمع الفلسطيني من آلة السلطة الإعلامية حينها.
وأضاف: "كانت فلسفتنا واضحة كيف نوعي هذا المجتمع، و عندما اعترف بعض قيادات السلطة بنجاح الرسالة والدور الكبير الذي لعبته الصحيفة التي انطلقت من عمق الحقوق والثوابت الفلسطينية والأرض والمقدسات التي أردنا أن نحافظ عليها ولتكون الرسالة أمينة على هذه الحضارة الفلسطينية الأصيلة".
وأشار في ختام حديثه أنه كان لكلمة الحق التي رعتها الرسالة ودافعت جنود دافعوا هم أيضاً عنها رغم ما تعرضوا له، مستطرداً:" كنا في كل يوم تصدر فيه الرسالة ننتظر أساليب جديدة قد نتعرض لها من مضايقات واعتقال أو ملاحقات أو إغلاق وسرقة للمحتويات".