قائد الطوفان قائد الطوفان

نيجيريا..موجة جديدة من المذابح

الرسالة- محرر الشئون الدولية

بعد أقل من عشرة أيام من عودة الرئيس النيجيري عمر يارادوا من رحلة العلاج الطويلة التي قضاها في السعودية تجددت مطلع الأسبوع أعمال العنف والقتل في محيط جوس عاصمة ولاية بلاتو، كان معظم ضحاياها مسيحيون من قبيلة بيروم. وبحسب مصادر مطلعة فإن الموجة الجديدة تأتي كرد فعل على المجزرة التي ارتكبها المسيحيون بحق المسلمين في شهر يناير الماضي. هذه المذبحة الجديدة لا يمكن فصلها عن الصراع الطويل الذي تشهده هذه المنطقة منذ سنوات، كما لا يمكن فصله عن أزمة السلطة التي تعاني منها البلاد والصراع بين الرئيس المسلم ونائبه المسيحي على الصلاحيات والنفوذ.

وأعلن الرئيس النيجيري بالوكالة جوناثان جودلاك بعد وقوع المذبحة حالة الطوارئ في وسط البلاد بعد مواجهات طائفية دامية أسفرت عن مقتل المئات قرب مدينة جوس عاصمة بولاية بلاتو في وسط نيجيريا. ووضع قوات الامن في حالة تأهب قصوى في محاولة لمنع وقوع هجمات انتقامية في الولايات المجاورة.

وأقال جودلاك مستشار الأمن القومي على خلفية تلك الأحداث. وكانت الشرطة قد ذكرت في وقت سابق أنها استعادت الأمن والهدوء في ثلاث قرى بوسط البلاد، كما قال متحدث باسم الشرطة إنه تم اعتقال أكثر من تسعين شخصا على صلة بأحداث العنف.

** ردود الفعل

وفي إطار ردود الفعل على المجزرة دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الاثنين الى ضبط النفس وقالت ان على الحكومة النيجيرية ان "تتحرك بحيث يتم تسليم الفاعلين الى القضاء". كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأطراف في نيجيريا إلى التحلي "بأكبر قدر من ضبط النفس" وقال "اشعر بقلق عميق لوقوع أعمال عنف دينية جديدة مع خسائر مروعة في الأرواح البشرية". وأعرب الفاتيكان عن "ألمه وقلقه لأعمال العنف المروعة". إلا أن المتحدث باسمه الأب فيديريكو لومباردي رفض ان يصنف أعمال العنف تلك نزاعا دينيا."وذكر لومباردي بموقف أسقف ابوجا المونسنيور جون اونايكان الذي قال "انهم لا يتقاتلون بسبب الدين، بل من اجل مطالب اجتماعية واقتصادية وقبلية وثقافية". وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان باريس "تدين بحزم أعمال العنف الخطيرة التي ضربت مجموعات القرويين في جنوب مدينة جوس".

وتظاهر عشرات الطلبة اليوم في جوس كبرى مدن ولاية بلاتو مرددين "لا للإبادة" و"نريد السلام في ولاية بلاتو". وأكدت منظمة الصليب الأحمر الدولي إن أعدادا كبيرة من السكان فروا من المنطقة عقب وقوع تلك العمليات.ولم يتضح على الفور السبب الذي أدى إلى هذا الهجوم . ويقول محللون ان الهجوم جاء فيما يبدو ردا على الاشتباكات التي وقعت بين المسلمين والمسيحيين في يناير/ كانون الثاني الماضي، وأودت بحياة المئات وتشريد آلاف آخرين. ووقعت هذه الصدامات بين مسلحين بالبنادق والسكاكين والمناجل في جوس التي تقع في مفترق الطرق بين الشمال النيجيري المسلم والجنوب الذي تقطنه أغلبية مسيحية.

صراع هوية

وأكد مسئول بالصليب الأحمر ان مكانين آخرين قريبين على الأقل تعرضا لهجوم بالقرب من المنطقة. وقال ناجون إن المهاجمين كانوا يتحدثون الهاوسا وفولاني، وهما من لغات الشمال المسلم. ليس لدينا ثقة في السلطات لأن الهجمات تواصلت ثلاث ساعات ولم يحضر أي شرطي.

يذكر أن جوس تقع في شريط سياحي خصب هو محل تنازع بين القبائل، على الحدود بين الجنوب ذي الغالبية المسيحية والشمال ذي الغالبية المسلمة.

وتقول مصادر مطلعة إن هذه الاشتباكات تأتي في الوقت الذي يحاول فيه غودلاك، المنحدر من الجنوب، تعزيز سلطاتٍ مؤقتة تسلمها بعد مرض عمر يارادوا الرئيس المنحدر من الشمال، وسط حديث عن صراع بين القائم بأعمال الرئيس وعصبة الرئيس المريض.

هذه الأحداث تأتي في الوقت الذي تشهد نيجيريا صراع على هوية البلاد التي يقطنها غالبية مسلمة لكن الأقلية المسيحية وبمساعدة دول غربية وتكتلات كنسية تسعى الى السيطرة على الحكم ومقدرات البلاد الغنية بالنفط والموارد الطبيعية. 

البث المباشر