قائد الطوفان قائد الطوفان

تهاجم حماس وتساند السلطة

هل أصبح اليسار "شاهد ما شافش حاجة"؟

اليسار يبحث عن مصالحه
اليسار يبحث عن مصالحه

غزة- محمد أبو قمر

ظهرت مواقف فصائل اليسار المساندة للسلطة وحركة فتح جلية عند انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح، وترحيبها باجتماع المجلس الوطني لاستكمال أعضاء اللجنة التنفيذية، في حين رأت عدة فصائل أخرى في ذلك الاجتماع التفافا على اتفاق تفعيل منظمة التحرير.

وفي الوقت الذي تقول فيه فصائل اليسار أنها تنتهج المقاومة، إلا أن مساندتها لما يدور في أروقة السلطة يسجل تناقضا لمواقفها، فهل اكتفت تلك الفصائل بأن تكون"شاهد زور" ؟.

تأييد السلطة

المراقبون على الساحة الفلسطينية رأوا أن فصائل اليسار باتت حبيسة الأموال التي تخصصها لها السلطة ومنظمة التحرير، وفي حال فكروا في الانتقاد فان الأموال ستنقطع عنهم، ولن يجدوا من يعيلهم.

ويعتقد الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح أن موقف اليسار الفلسطيني مساند لعملية الاستسلام ومؤيد للسلطة والأمريكان، وقال:"اليسار يقول شيئا ويفعل آخر أي"يغمز شمال ويلف يمين".

فيما يقول الدكتور عصام عدوان المتخصص بشئون الفصائل الفلسطينية أن صوت اليسار الفلسطيني خافت وهلامي، ولا يمارس الدور الكافي في سبيل تفعيل منظمة التحرير، وذلك يدل على خطوة انتهازية يضيفها اليسار لسجله الماضي.

وبحسب عدوان فان فصائل اليسار تكتفي باليسير من منظمة التحرير في سبيل ألا تقف مواقف وطنية جادة.

ووضع عدوان الانتقادات التي يسوقها اليسار ضد حماس وإدارتها للقطاع بشكل مستمر في سياق المناكفة لكنها بدرجة أقل من التي تنتهجها حركة فتح حيث يحاول إبراز حماس بأنها غير عادلة، في حين يكون خجولا عندما يتحدث عما يدور في الضفة المحتلة.

وكان عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية النائب جميل المجدلاوي قد انتقد موقف حكومتي رام الله وغزة اتجاه مقاومة الاحتلال، مشدداً بقوله"المقاومة ممنوعة هنا وهناك، الفارق أن هناك (في الضفة) دايتون الذي يجب أن يعمل كل شعبنا على طرده من أرضنا، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، أما هنا في غزة فإنهم يرددون إدانتهم لدايتون وسياسته، ولكنهم ينفذون في غزة ردود أفعال لما يقرره دايتون في الضفة".

وأوضح عدوان أن فصائل اليسار تفعل ذلك لحماية نفسها في الضفة المحتلة.

ولم يجد قاسم فرقا بين اليسار في الداخل والخارج حيث أنه يحكمهم نفس مبدأ المصلحة الذاتية، ففي حال كانت مصلحتهم مع فتح فسيتبعونها، وفي حال كانت مع حماس فسيلهثون وراءها.

ويشدد عدوان على أن يسار الداخل والخارج يحملون نفس المواقف ويكملون دور بعضهم بعضا، وأضاف:"يسار الخارج يغطي على يسار الداخل".

انعقاد الوطني

وما أن اختتمت أعمال المؤتمر السادس لحركة فتح حتى دعا محمود عباس لانعقاد المجلس الوطني لاستكمال أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حينها سارع اليسار للانضمام والمشاركة، وتأييد مواقف حركة فتح.

وأفرزت الانتخابات فوز أحمد قريع وحنان عشراوي بمقعدين في اللجنة التنفيذية بعد أن تنافس عليهما أربعة مرشحين.

وتوافق أعضاء المجلس الوطني أثناء الاجتماع الذي عقد في رام الله على كل من صائب عريقات وأحمد مجدلاني وصالح رأفت وحنا عميرة ليكونوا أعضاء في اللجنة التنفيذية للمنظمة.

وبالنظر الى أعضاء اللجنة التنفيذية التي تضم محمود عباس وصائب عريقات وفاروق القدومي وأحمد قريع وتيسير خالد وعبد الرحيم ملوح وعلي إسحق وأبو إسماعيل وحنا عميرة وصالح رأفت وياسر عبد ربه وأسعد عبد الرحمن ورياض الخضري وغسان الشكعة ومحمد زهدي النشاشيبي وزكريا الآغا وحنان عشراوي وأحمد مجدلاني، يكون نصيب اليسار زهيدا، إلا أن المراقبين يعتقدون أنهم يفضل الرضا بذلك على ألا تحدث انتخابات جديدة وتفعيلها لتشمل جميع الفصائل، حينها سيكون اليسار خارج الحلبة نظرا لانخفاض شعبيته وانفضاض الجماهير عنه.

ويعتقد المهندس إسماعيل الأشقر رئيس لجنة الداخلية والأمن في المجلس التشريعي أن خسارة اليسار من منبعها لم تعط درسا لبعض المتشدقين باليسار الذي أثبت فشله على الساحة الفلسطينية، حيث أنهم لم يحصلوا في الانتخابات التشريعية سوى على 3 % وهذا هو حجمهم الحقيقي في الشارع الفلسطيني.

وتابع: "اليسار عبارة عن ملحق لسياسة أبو مازن والسياسة الأمريكية في المنطقة، لأنهم ارتبطوا ماديا وسياسيا بالعديد من القضايا بمشاريع بعيدة عن منهاجهم ومنطلقاتهم التي نشئوا عليها"، واعتبر أن اليسار متشتت ومتقلب ويفتقر لرصيد بالشارع ولا يعول عليه كثيرا بعد أن تخلى عن منطلقاته والتحق بمشاريع كان يرفضوها عبر عشرات السنين.

وفي السياق ذاته حمل المجدلاوي محمود عباس وقيادة حركتي "فتح" و"حماس" مسؤولية تعطيل البدء ببناء وإصلاح المؤسسة الفلسطينية عبر انقلاب الطرفين على ما تم انجازه في الحوار الوطني الشامل في القاهرة، وشروعهما في حوار ثنائي أصرت عليه "حماس" واستجابت له"فتح" كما قال.

واتهم المجدلاوي قيادتي حركتي "فتح" و"حماس" وحكومتيهما في الضفة وغزة بامتهان كرامة المواطن الفلسطيني عبر سياسة الاعتقالات والملاحقات والمنع من السفر، حيث رأى الاشقر قال أن بعض الشخصيات السياسية امتهنت الكذب والتظليل وتزوير الحقائق بشكل ممنهج.

وأوضح الأشقر في تصريح خاص "بالرسالة نت" أن تلك القيادات التي اعتادت الكذب منذ عشرات السنين لم تعد تفرق بين الحق والباطل وما ينفع الشعب ويضره، ووصفهم بالدجالين المنافقين الذين امتهنوا وظيفة رخيصة بمهاجمة الحقيقة وحركة حماس عندما بان زيفهم وفشلهم.

وشدد الأشقر على أن حماس ما فتئت تحافظ على حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني وقدمت قادتها شهداء وأصبحت رمزا لكل أحرار العالم، وتابع: "بقايا اليسار لا ينظرون لحماس إلا من زاوية حقدهم، والأحرى بهم أن يخرسوا ويخجلوا على أنفسهم، وأن يبحثوا عن مكان يليق بهم".

 

البث المباشر