تسمّر المشاهدون مساء الأحد الماضي أمام شاشة التلفاز، في انتظار برنامج العاشرة مساء على قناة "دريم 2" المصرية الذي يستضيف القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، للرد على اتهامات عباس الأخيرة له خلال اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح قبل أيام.
وأخيرًا بعد طول انتظار.. ظهر دحلان ليرد على الاتهامات الموجهة له، يسب على هذا ويتهكم على ذاك دون اكتراث لأحد، وكأنه يتحدث من موقع قوة ومدعوم من طرف قوي يؤيده في كل ما يقوله ويفعله.
بدأ دحلان "اللقاء المنتظر" بشن هجوم لاذع على رئيس السلطة محمود عباس، ردًا على اتهاماته الأخيرة ضده بالتورط في أعمال قتل وسرقة، ناعتا عباس بـالكذب والخيانة والسرقة والعمالة والجنون.
الاتهام والرد
وكان رئيس السلطة محمود عباس قد اتهم القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان بالوقوف وراء اغتيال القيادي في حماس الشهيد صلاح شحادة, كما اتهمه بالمشاركة في اغتيال الراحل ياسر عرفات.
ورد دحلان على ذلك الاتهام بالقول: " إن كان يعلم بخيانتي فلماذا لم يحكم عليّ بالإعدام في وقتها؟!"
واستعد للمثول أمام القضاء للحساب في قضيتين، إن أثبت أنه سرق من المال العام، أو أكد تورطه بعمليات قتل للفلسطينيين".
ونفى عباس في خطابه أن يكون قد أرسل وساطات من أي جهة كانت لإعادة دحلان إلى فتح، موضحًا أنه تم فصله بلا رجعة، وعلق دحلان على ذلك: "أقترح لجنة لتفحص كفاءة أبو مازن العقلية والنفسية(..) وأنا كمواطن فلسطيني لا أقبل أن يكون رئيس دولتي عاهة".
وسخر دحلان في سياق آخر، من شكوى عباس الدائمة بمواجهة ضغوط "إسرائيلية" ودولية عليه قائلًا: "إن ما يجري الآن من جولات المفاوضات هي كذبة كبرى وهي لتطييب خواطر للإسرائيليين وأن أبو مازن يخرج برحلة ترفيهية"، وتساءل "هل يعتبر منع مرافقه من السفر ضغوط؟!.. بلا كلام فاضي"، وفق قوله.
دحلان وخلال حديثه حاول أن يضفي نوع من الكوميديا على لقائه بانتقاء ألفاظ وعبارات هزلية لم تخلُ من السب والشتم وكيل الاتهامات لجميع الأطراف "المعادية له" –من وجهة نظره-.
"مسرحيات هزلية"
روّاد مواقع التواصل الاجتماعي "الفلسطينيين" كانوا في انتظار اللقاء "على أحر من الجمر" ليسمعوا ويشاهدوا رد دحلان "الناري" على عباس، من باب الشماتة والتهكم أو حتى التسلية على المهازل المتبادلة بين الطرفين.
وخلال عرض اللقاء، انتشرت المنشورات والصور الكاريكاتورية الساخرة والشامتة بسرعة غير مسبوقة بين "الفيسبوكيين".
الشاب محمود العفيفي يعلق على اللقاء قائلًا: "مــا يجري للأسف هو مسرحية قذرة بكل الأوصاف، لن أقول أبطالها بل سأقول حثالتها شخصيتان يعيداننا ألف سنة للوراء. كفى كفى كفى".
أما الشاب يوسف الحمارنة فيقول متهكما: " الكل يتابع لقاء دحلان وأنا الوحيد أتابع لعبة تنس بين فيدرير وجوكوفيتش، عارفين ليش لأنني متأكد أن الاثنين أوسخ من بعض (...)يقرفكم مليتو البلد".
الصحفي توفيق حميد بدوره، يرى أن التعليق المنطقي عـلى خـطاب دحلان بـعيدا عـمـا ورد فيه مـن اتهامـات، هو "فـضيحة على المكشوف للقضية الفلسطينية".
ويضيف حميد "فـضحتونا بالمسرحيات المتلفزة أمام العالم".
فيما يقول الصحفي محمد العرابيد بسخرية: "دحلان يتحدث عن الوطنية ووجوب الانتماء للوطن!.. يذكرني بالقذافي عندما كان يتحدث عن الكفاح المسلح".
وهناك من فاته اللقاء بسبب انقطاع التيار الكهربائي في غزة، ولكن بعد مشاهدة الملخص كان له رأيه، ويقول يزن أبو سلمية حول ذلك: "صحيح راح عليا الخطاب الدحلاني.. بس طلع في فراغ عاطفي كبير .. وكلام فاضي وأبو مازن خبص أكتر منك لسا !"
وتعجب أبو سليمة من قول دحلان بأنه في ضيافة دولة الإمارات ولا يشغل أي منصب سياسي هناك قائلا: "أهم شيء أنه طلع ضيف في الإمارات !".
ما يجري الآن بين عباس ودحلان يذكرنا ببرامج "التوك شو" الهزلية المصرية ولكنها هذه المرة بصناعة فلسطينية بين شخصيتين تدّعيان الوطنية وكل منهما يكيل الاتهامات إلى الآخر.
وبرامج "التوك شو" هي عبارة عن برامج حوارية انتشرت خلال السنوات الماضية خاصة على الفضائيات المصرية، ومؤخرًا أصبح منها كوميدية تسخر من الأوضاع بمصر، وهي تهتم بالمشاكل والأحداث اليومية الجارية في مصر بصفة خاصة والعالم العربي بصفه عامة.