"عبق الماضي، ورغيف خبزٍ أحرقت أطرافه النيران، وثورة فلسطين في كوفية موضوعة على كتف إحداهن، وعجوز تلامس غصن زيتونٍ لتزرعه في أرضها، وحكاية شعبٍ تسطره صور لكفاح النساء". هذه عبارة عن لوحات فنية صوّرها هواة وصحافيين، وتم تنظيم معرضٍ لها تحت شعار "هنّ في عيونٍ أخرى".
وفي إحدى زوايا المعرض القائم بفندق "جلامور" على شاطئ بحر غزة، تتأمل الفنانة التشكيلية رفيدة سحويل صورة امرأة تحمل بين ذراعيها أنبوبة غازٍ لتساعد أسرتها بها. تعبّر عن الصورة بالقول " هذه تفاصيل تعيشها المرأة ويغفل عنها المجتمع، فالصورة تتحدث عن شقاء الأم ومجهودها لأجل مجتمعها وبيتها".
ومع تنقلات الفنانة رفيدة بين الصور، وجدت أن " صورة المرأة الفلسطينية الحقيقة واضحة بنضالها وعطائها داخل جدران اللوحات التصويرية، وتبيّن الفروقات بين نساء العالم والمرأة الفلسطينية التي تتميز بخصوصيتها".
ومن بين المشاهدين لمجموعة من اللوحات، تتوقف الطالبة دعاء العلمي أمام كل صورة برهة من الزمن تتغير إيماءات وجهها مع كل لوحة تسقط عينها عليها، وتقول لـ"الرسالة نت"، إن إبراز العنصر النسائي بالمعرض أكثر ما لفت إنتباهي(..) المرأة الفلسطينية قادرة على حمل مسؤولية رجال".
وبجوار لوحتين لسيدة تطرّز بأناملها ثوبًا بشكلٍ تقليدي، تقف المصورة أحلام حسونة، لتؤكد أن "مشاركتها بالمعرض جاءت للتأكيد على حقوق المرأة بالعمل وإثبات ذاتها في المجتمع الفلسطيني". وفق قولها.
لكنّ المصورة "المنقبة" أحلام تقول: "أنا أركز على وجودي بالمجتمع، ومن حقي أن أشارك لطالما أنا مبدعة، والنقاب أعطاني حافزًا قويًا أكثر من الآخرين لإثبات نفسي".
صورتين شاركت بهما أحلام تعبران عن المرأة المهنية، حتى وإن كبرت بالعمر، " فمن حقها أن تعمل بالمجتمع، ويكون لها لمسة، دون أن تفقد حقها بممارسة هواياتها".
بعض الزائرين للمعرض وجدوا به إضاءة لجانب مجهول في المرأة، لا يراه ويشعر به غير النساء ذواتهن، فالفتاة نشوة دحلان، أثار إعجابها تفاصيل الصور المختلفة المتعلقة بالعادات والتقاليد.
وتقول نشوة، " المعرض به الكثير من التفاصيل تعيشها المرأة، يتنوّع بالصور المعروضة في أماكن الريف والمدن ومعاناة الشعب الفلسطيني، ويبرز شقاء المرأة ومجهودها".
فكرة تسليط الضوء على واقع المرأة الفلسطينية أعطى المصور محمد تمراز، المنسق العام للمعرض، دافعًا لتنظيم معرض يتحدث عن إيجابياتها وحياتها وإنسانيتها والصعاب التي تمر بها.
فضم المعرض 50 لوحة مصورة لـ 13 مصوّر ومصورة، تختلف زواياها والمعاناة التي تجسدها.
جمعية المتحدين الثقافية برئاسة موسى أبو زايد، بدورها قررت أن تحتضن المعرض تحت جناحها، فجمّعت المصورين، وقررت عرض أعمالهم المتعلقة بالمرأة في "شهر المرأة" آذار.