قائمة الموقع

عائلة أبو الهيجا.. جُرح بخنجر التنسيق الأمني

2014-03-22T16:24:30+02:00
الشهيد حمزة أبو الهيجا (الأرشيف)
رام الله - الرسالة نت

حمل محياه خرائط من كلام حين زار عائلته لآخر مرة قبل أيام، كان يحمل سلاحه وكامل عتاده ولا يغيب ذكر الشهادة عن لسانه كأنه يتعمد وداعهم.

غاب بعدها وبقيت صورته في ذهن العائلة، لم تغادرها لحظة واحدة إلى أن عاد لها شهيدًا، بعد أن اخترقت جسده رصاصات الاحتلال الباردة.

حكاية حمزة واحدة من خيوط ألم كثيرة تجرعتها عائلة أبو الهيجا في مخيم جنين الذي قهر المحتل بصموده قبل أكثر من عشرة أعوام، وما زال شوكة في حلق كل قادته، ومنذ 13 عاما بدأت حكايتها مع التضحية والثبات.

بكلمات حملت قهرا وصبرا في آن معا تحدث عاصم شقيق الشهيد حمزة أبو الهيجا لـ"الرسالة نت" حول مشوار العائلة المليء بالمصاعب، ولكنه لم يغفل حمد الله تعالى على الابتلاءات التي وضعها فيها منتظرة الأجر الكبير والفرج بعد الضيق.

ويقول عاصم: "حين اقتحمت قوات الاحتلال المخيم علمنا أن حمزة كان موجودًا في البيت المحاصر مع رفاقه (..)، وكنا نتابع الأخبار إلى أن وصلنا خبر استشهاده".

ويشير عاصم إلى أن حمزة هو الابن الأصغر بين الذكور، إذ لا يتجاوز العشرين ربيعا من العمر، لكنه كان صلب المواقف لا يقبل الظلم، ورفض الاستسلام رغم الحياة المليئة بالمطاردات التي عاشها خلال الفترة الأخيرة.

ويتابع: "العائلة معتادة على التضحية منذ أعوام طويلة، واعتقال الوالد وإصابته والحكم الجائر بحقه ما هو إلا جزء مما قدمته العائلة (..)، ولن ينجح الاحتلال في رهانه على انهيارنا".

أما الرسالة الأخيرة فرفض عاصم أن يوجهها إلى الاحتلال كونه العدو الذي لا يخاطب إلا بفوهات البنادق؛ ولكنه وجه رسالته إلى

وفضّل عاصم أن يوجه رسالته الأخيرة إلى أبناء حركة فتح والسلطة الذين رضوا على أنفسهم أن يكونوا وكلاء للاحتلال عبر التنسيق الأمني، ومطاردة حمزة واقتحام منزله أكثر من 20 مرة.

نموذج المقاومة

عائلة أبو الهيجا لم تقدّم التضحيات فحسب، لكنها تجرعت ويلات التنسيق الأمني بأوسع أشكاله حين اقتحمت السلطة منازلها وتعرض أبناؤها للاعتقال، فيما جاء مرض الوالدة ليكون مكملا لمعاناتهم.

ويقول الوزير السابق وصفي قبها لـ"الرسالة نت" إن عائلة أبو الهيجا نموذج العائلة الفلسطينية المجاهدة، فالوالد محكوم بالسجن المؤبد تسع مرات و25 عاما بعد أن فقد ذراعه في معركة مخيم جنين، والشابان عبد السلام وعماد أسيران في سجون الاحتلال.

ويضيف: "قبل يومين أدخلت الأم المستشفى بسبب المرض الذي تعاني منه، والآن ودعت نجلها حمزة شهيدا وهي الأسيرة المحررة وابنتها وجميع أبنائها كذلك، ومنهم لايزال يقبع خلف القضبان".

ويعتبر قبها أن عائلة أبو الهيجا نموذج يجب أن يحتذى به، من خلال هذه التضحيات التي تعكس حب الوطن وحريته والحرص على كرامته.

اخبار ذات صلة