قائمة الموقع

قادة الفصائل :"الياسين" مدرسة عنوانها الوحدة

2014-03-23T15:15:11+02:00
الشيخ المؤسس لحركة حماس الشهيد أحمد ياسين (الأرشيف)
الرسالة نت – مها شهوان

قبل عشرة أعوام رحل جسده المشلول عن عمر يناهز الرابعة والستين، بعدما خطط ورسم طريق الجهاد بجسد غزَته الأمراض المزمنة، لكن عقله بقي يدير حركة المقاومة الإسلامية حماس التي أنشأها للنيل من المحتل "الاسرائيلي".

في الثاني والعشرين من مارس 2004 صعدت روح الشيخ أحمد ياسين إلى السماء بعدما طالته صواريخ الاحتلال وأردته شهيدا بعد خروجه من صلاة الفجر .

لم تنته سيرة الياسين الجهادية بعد استشهاده، فما زالت تسير على نهجها فصائل المقاومة الفلسطينية كونه لم يفرّق بين أحد منهم ومدهم بالعتاد العسكري والمالي لمقاومة الاحتلال "الإسرائيلي" سواء في الضفة المحتلة أو قطاع غزة.

مدرسة الياسين الجهادية تعلمت منها فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي ذكرى رحيله تذكروه بمواقف وطنية قدمها لهم من أجل القضية الفلسطينية التي اجتمعوا عليها رغم اختلافهم الفكري.

مسيرة الكفاح

"الرسالة نت" تواصلت في ذكرى الياسين مع قادة بعض الفصائل الفلسطينية، فأكد جميعهم أن حركة حماس من بعده زادت عزيمة وتماسكا وأرهبت العدو في عقر داره وواصلت مسيرته الجهادية فحررت الأسرى ونفذت العمليات الاستشهادية.

أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الاسلامي يقول :" لا يمكن نسيان الرجل القعيد الذي عاش من أجل القضية الفلسطينية التي لم تغب عن خياله وفعله على الارض ولو لحظة".

ويضيف المدلل: "ما فعله الياسين معجزة أكدت لـ "إسرائيل" أن شعبه لم ينس قضيته وسعى لإزاحة العدو عن أرضه حيث شكل الخلايا العسكرية لضرب الاحتلال حتى أيقن الأخير بأن الشعب الفلسطيني لن تنكسر ارادته".

ومن المواقف التي حفرت بذاكرة المدلل عن الياسين تحدث بأنه كان يحمل شعار "الوحدة والجهاد" رغم الخلافات الفكرية مع الفصائل إلا أنه كان دوما يردد "لا يمكن التخلي عن فصائل المقاومة مهما كان الخلاف".

أما طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، وصف الياسين بأنه أهم ركائز ورموز الحركة السياسية الفلسطينية، فقد أعطى للقضية الفلسطينية مكانتها الاسلامية والعربية والدولية .

وأشار إلى أن الياسين آمن بفكر المقاومة وشكل كل عوامل الدعم لحركة حماس لإنشاء جناحها المسلح "كتائب القسام" ، موضحا أن موقفه كان شوكة في حلق الاحتلال رغم حالته الصحية إلا أنه تحدى سجانه وتمسك بمواقفه داخل السجون.

ويفتقد أبو ظريفة الياسين في ذكراه العاشرة قائلا "نفتقد شهيدنا في مسيرة الكفاح الذي شكل ضمانا لاستمرار الوجود الفلسطيني، لكنه رحل وبقيت تقاليده وافكاره يسير عليها كل المناضلين".

وتذكر موقفا له حينما زاره قبل استشهاده بأيام قليلة حاملا رسالة من القائد نايف حواتمة فقد استقبلهم بتقدير واشتياق رغم الاختلاف الفكري ، وأخبرهم بأنه رغم الخلاف إلا أنه حريص على الوحدة والمقاومة.

ووفق القيادي أبو ظريفة، فإن الشيخ حينما أفرج عنه من السجن آخر مرة لوح للأسرى قائلا "لن ننساكم"، لافتا إلى أنه ترك الكثير من القضايا الخالدة لازال القادة يسيرون على خطاها.

وبكلمات حماسية عن الياسين تحدث خالد أبو هلال الأمين العام لحركة الأحرار الفلسطينية أنه بعد عشرة أعوام من استشهاده لا زالت فصائل المقاومة كافة تغرس الإيمان في قلوب الأشبال.

وهنأ أبو هلال، الإمام الشيخ بالبناء الذي زاد قوة بعد رحيله "وكأن الدماء عززت الحركة التي عمّدت طريقها بعشرات القادة الشهداء".

وروى أبو هلال بأن الشيخ كان حريصا على فصائل المقاومة فقد كان يمد كتائب شهداء الأقصى –الجناح العسكري لحركة فتح- وقتما كانت تعاني الجفاف بالمال فقد أرسل لهم المعونات المالية والعسكرية ولبقية الفصائل أيضا حيث كان رسوله حينها القائد الشهيد أحمد الجعبري.

وقال مخلصا ما يشعره تجاه الشيخ:" الياسين لم يكن لحماس بل للشعب والفصائل الفلسطينية كافة".

لم يرحل من الشهيد أحمد ياسين سوى جسده فأعماله ومخططاته لا زالت تنتهجها حماس وفصائل المقاومة لمواجهة الاحتلال حتى تحرير الأرض.

اخبار ذات صلة