قائمة الموقع

في يوم الأرض.. ماذا تبقى منها؟!

2014-03-30T07:38:52+03:00
مواطن فلسطيني يكتب على الجدار الفاصل (أرشيف)
رام الله- الرسالة نت

لا تكاد الأسوار والجدران والحواجز تفارق مترا واحدا من أراضي الضفة المحتلة التي تحولت من قطعة جغرافية متماسكة إلى تجمعات سكانية تفصلها المستوطنات، وليس الجدار إلا ثقلا آخر يربض على صدر أهاليها وينهش هو الآخر المزيد من أراضيها في منظومة متكاملة من السرقة والاستيلاء.

ويجب ألا يفارق الخجل من الأرض من يحيي هذه الذكرى وهو من ساهم في ضياعها، فلم تبق هناك أرض ولم تعد البيارات ولا الحقول ولا المزارع تزينها، كله ضاع منذ عام 1976 وحتى الآن ولا تزال يد الاستيطان تتغلغل في ربوعها.

حقائق مؤلمة

نسبة قليلة فقط في الضفة المحتلة هي وحدها ما تبقى للفلسطينيين من الأرض التي ورثوها، فالاحتلال برع في أساليب الطرد والاستيلاء والمصادرة خلال ستة عقود ويزيد.

ويقول الخبير في شئون الاستيطان بالضفة عبد الهادي حنتش لـ"الرسالة نت" إن يوم الأرض حين حدث عام 1976 كان دفاعا عن الأرض والوجود والوطن وحياة الإنسان.

ويضيف حنتش: "الآن تمر الذكرى 38 والأرض تنتهك بصورة يومية وبشكل مدروس من قبل الاحتلال الذي لا يدخر أي جهد في مصادرة الأراضي وتهويدها، وتهجير الشعب من الأرض المقدسة التي ورثها عن آبائه وأجداده".

ويبين بأن الاحتلال يحاول طرد المواطن الأصلي الذي خلق على هذه الأرض ولم يبق أي شيء يذكر من الأراضي المحتلة عام 1967 والتي تقوم عليها مشاريع الاستيطان بصورة يومية منها ما يعلن عنها يوميا في وسائل الإعلام "الإسرائيلية" ومنها ما يسمى بالاستيطان الهادئ وهو الذي يمر دون إعلان ويشجعه الاحتلال ماديا ومعنويا ويحميه بكل قوة.

ويضيف:" لم يبق إلا أقل من 35% من مساحة الوطن الفلسطيني لم تمسها يد الاحتلال، لكنها ستشهد الأيام المقبلة تآكلا بسبب المضي المستمر في مخططات الاستيطان".

وبالنسبة لأعداد المستوطنين فقد تضاعفت 39 مرة منذ حادثة يوم الأرض إلى الآن؛ وبحسب حنتش فإن عددهم وصل إلى 582 ألف مستوطن؛ 300 ألف منهم في الضفة و200 ألف في القدس.

ويتابع: "بينما لم يكونوا يتجاوزون آلافا معدودة في عقد السبعينيات"، لافتا إلى أن تركيز الاحتلال على القدس بشكل كبير، ناتج عن أن المخطط هو تقسيم الضفة إلى قسمين شمالي وجنوبي.

معركة البقاء

وفي ذكرى يوم الأرض يعود شريط من الذكريات إلى أهالي الضفة الذين تناقصت أراضيهم أمام أعينهم وفي وضح النهار يوما بعد يوم دون أن يستطيعوا تحريك ساكنا، ولو أرادوا لكانت أجهزة الاحتلال والسلطة بالمرصاد.

ويستذكر الحاج الثمانيني أبو عيد عطا من قرية البرج جنوب الخليل ما حل بأرضه التي ورثها عن أجداده؛ ففي عام 1948 صادر( إسرائيل) نصفها أي ما يزيد على 100 دونم بحجة وقوعها على حدود الضفة.

ويقول لـ"الرسالة نت" إن الاحتلال عاد وصادر أكثر من 20 دونما مما تبقى من أرضه عام 1990 لغرض شق شارع استيطاني وإنشاء إحدى المستوطنات القريبة، مبينا أنه تمت مصادرة أكثر من 30 دونما لصالح إنشاء الجدار العنصري عام 2003.

وليست حال الحاج عطا إلا واحدة من مئات الحالات المؤلمة التي يعيشها الفلسطينيون في الضفة، وهذا ما يمر على أذهانهم وخواطرهم كلما ذكر اسم يوم الأرض.

بدوره يقول الباحث في شؤون الاستيطان عبد السلام عواد لـ"الرسالة نت" إنه إذا قارننا ما حدث بيوم الأرض من مصادرة لأراضي قرية سخنين وجزء من أراضي 1948 وبين ما يحدث الآن نرى أن هذه مجزرة بأراضي الضفة تفوق حادثة يوم الأرض.

ويرى عواد بأن هذا النهج مستمر منذ يوم الأرض وبعده، حيث ما يزيد على 90% من أراضي الضفة لا يستفيد منها المواطنون، فما يزيد على 60% أو أكثر مصنفة على أنها أراضي "ج" الخاضعة لسيطرة الاحتلال.

ويتابع: "كل يوم هو يوم أرض بالنسبة للمواطن في الضفة، فالاستيطان مستمر والمصادرة مستمرة وذكرى الأرض قبل 38 سنة لم يتوقف بعده الاعتداء على الأرض الفلسطينية".

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00