قائمة الموقع

بعد عامين..عائلة الشيخ ريان لا تفارق من تبقى منها

2010-12-27T16:44:00+02:00

غزة - خلود نصار (الرسالة نت)

"لا أشعر بالحزن والمرارة بقدر ما أشعر بالذهول و المفاجأة، حين أكتشف أنه قد مرّ على استشهادهم عامان! " هي كلمات بدأ بها براء ريان حديثه عن والده الشهيد القائد نزار ريان و أفراد عائلته الأربعة عشر في الذكرى الثانية لاستشهادهم الذين قضوا شهداء جراء قصف منزلهم الواقع في مدينة جباليا شمال قطاع غزة خلال الحرب الاخيرة على القطاع أواخر ديسمبر2008. 

براء هو أحد أبناء الدكتور نزار الأربعة الذين مازالوا على قيد الحياة و الذي ذكر أن  عائلته لا تفارقه أبدا في أيام ذكرى الحرب أو غيرها و يقول " لواعج الشوق حاضرة فعائلتي لا تفارقني في أي يوم وقد كتبت مقالة في أول عيد، كان عنوانها: اليوم نبكيكم، وكلّ يوم! "

و يضيف براء: "حين تحضر ذكرى الحرب أتذكر الأيام الأخيرة من حياة أبي رحمه الله، وهي أيام الحرب الستة الأولى، أتذكر كل لحظة من تلك الأيام، لم يكن رحمة الله عليه يوفر لحظة منها بغير جهاد يبذله في سبيل الله, واكد ان الساعات الاخيرة من حياته قضاها  يشد على أيدي المواطن , يمر على أعراس الشهداء، و يطوف على المحلات التجارية والسوق تثبيتا للناس ودعوة لهم لمواصلة الحياة والإصرار عليها، وكذلك يخطب في المساجد و يحرض المصلين على الصبر والصمود، و لم يكن ليدع جنازة من جنازات الشهداء في مخيم جباليا إلا وكان على رأسها رغم ما كان محيطا به من خطر، و يقول :" أتذكر عبارات والدي في تلك الأيام، وترديده لعبارته الشهيرة: "والله نحن راضون.. نموت و تحيا الأمة".

ملامح من الحزن ارتسمت على وجه ريان وهو يستذكر عائلته التي لم ينسها وقال للرسالة "لا يفتر لساني ولا يمل قلبي! أقول في نفسي: هل يا ترى سأظل على هذه الحال، أتراني سأتذكر أهلي بهذه الحرارة بعد مرور سنين!", مضيفا: "قد يتعايش الإنسان مع فقد يده أو رجله، لكنه لا يستطيع التعود على ذلك أبدًا!"

و يشير ريان المحاضر في قسم الحديث بكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية إلى أن  حدث استشهاد والده رسم مستقبله و مستقبل إخوانه الأحياء بالكامل، فكما يذكر أنهم قبل استشهاد والدهم كان ينظر إليهم بعين المسئولية والرقابة كونهم أبناء عالم وقائد كبير، و لكن بعد استشهاده زادت مسؤولياتهم لأنهم  يحملون إرثًا ثقيلا، وجب عليهم الحفاظ عليه .

   و يضيف :"على الصعيد الاجتماعي أصبحنا خلفاء للعائلة  في كل علاقاتهم، فنصل أهليهم، عملا بالحديث الصحيح: "إن من البر أن يصل الرجل ودّ أبيه"."

******** أسماء تجددت

و يذكر ريان أنه تمنى لو أن عائلته كانت معه لتشاركه أفراحه حينما انجبت له زوجته توأما، وقد أسماهما باسم والدته وكبرى أخواته الشهيدات، فيتابع : "كان والدي رحمه الله وسائر الأهل يشتهون أن يروا في العائلة توأمًا، فكنت أحب جدا أن يراهما جداهما "

و كذلك حين رزق أخوه محمد أول أولاده الذكور، وقد سماه نزارًا، وكذلك أخوه بلال و أخته ولاء حين رزقا مولودتين سمياهما باسم والدتهما الشهيدة.

و بعد لحظات من الصمت يذكر فيها والدته قائلا :" كل كلمة في فضل الأم وبيان حاجة الإنسان إليها زائدة لا طعم لها! وقد اختصر الوالد ذلك كله في كلمة له حين قال: "وهل يعوض المرء عن أمه بشيء!"."

و عن أشد المواقف التي افتقد فيها ريان والدته يذكر اللحظات التي جلس فيها على منصة مناقشة رسالة الماجستير، متمنيا لو كانت والدته حاضرة ليحقق لها ما تمنت طوال السنين.

و عن إعادة بناء منزل والده والمكتبة التي كان يحويها والتي كانت مأوى لطلبة وطلاب الجامعات يقول:" لم نبن المنزل بعد ولا المكتبة لكن بكل تأكيد نرى إحياء معالم البيت الذي شهد المجزرة، وإعادة المكتبة أول أولوياتنا، وأهم مشاريعنا، وأكبر أحلامنا، وننتظر –ومعنا كل العوائل التي قصفت بيوتها بفارغ الصبر تحرك عجلة الإعمار، وإعطاء الأمر أهميته ومكانته."

  

  

 

 

 

 

 

 

اخبار ذات صلة