قائمة الموقع

"الأراضي الفلسطينية المحتلة" حاضرة بغزة

2014-03-30T18:39:02+03:00
صورة من المعرض
الرسالة نت- محمد أبو زايدة

رائحة خبز الطابون داخل جدران لوحة رسمها فنان تشكيلي، وأسوار عكا ويافا، وباب العامود، وسهول فلسطين وجبالها، وكذلك الثوب الفلسطيني المطرز بألوانه وأشكاله كافة. وعجوز ثمانيني ينظر إلى بلاد الشام من خلال تنقل نظره عن لوحاتٍ رسمها فنانون فلسطينيون.

في كل مترٍ من المعرض الفني الذي نظمته بلدية غزة بمناسبة يوم الأرض الفلسطيني ، تأخذك الذكريات لحكايات الأجداد عن الأرض والعرض، والكوفية الفلسطينية وطاحونة القمح، وعن مفتاح بيت الدار الذي هجر منها أهلها قسرًا.

تميز المعرض في "قرية الفنون والحرف غرب أرض الكتيبة"، بمشاركة ما يزيد عن 16 فنان تشكيلي، وأكثر من 50 مؤسسة وجمعية نسوية، وأعمارهم تتفاوت ما بين الشباب وكبار السن الذين نقلوا المعاناة التي تعرضوا لها من خلال أعمالهم، وتجاعيد المأساة على وجوههم تؤكد قولهم.

السبعينية أم محمد الغماري، تقف أمام أعمالها التي أبت إلا أن تشارك بها، تلفها عباءتها السوداء، ثم تقول " حبيت أبيّن أعمالي من خلال مشاركتي بالمعرض، خاصة أنه بيوم الأرض".

أعمال أم محمد كانت عبارة عن مطرزات يدوية متقنة، تضيف بالقول " أنا بأحب أحيي التراث من خلال عملي واتقاني إله، وأدلل على تمسكنا بأرضنا وريحة بلادنا".

وعلى يمين العجوز السبعينية تقف الفنانة سهير نصار أمام زاويتها التي أسمتها أنامل، بناءً على ما تصنعه وتتقنه بأيديها من كتابة على مجسمات ولوحات الزجاج.

لا تفارق السعادة قلب سهير كلما شاركت بمعرض يحيي تراث الأجداد، "أنا قدمت لوحاتي لأضع بصمتي وأضيف شيئًا لتراثنا الفلسطيني، وأوصل رسائل أننا شعب متميز بهويته وتراثه، ومتمسك بكل شبر من بلاده".

كتابات الفنانة التشكيلية تكحلت بالتراث الفلسطيني، حيث تراوحت ما بين " يا وطني الرائع يا وطني"، و"الأرض تورّث كاللغة".وغيرها الكثير، حتى خارطة فلسطين رسمتها بحروفٍ على الزجاج، وتمنّت أن تخط بأناملها حروف بلادها على جدران المسجد الأقصى.

وتطوّرت المشاركات لتشمل الفنانة بدرية سكر، التي اتخذت زاوية من المعرض لتظهر أعمالها المتمثلة بإعادة المخلفات الورقية على شكل مجسمات.

بدرية قدمت مفتاح الدار الفلسطينية المحتلة بمجسماتها، وحوّلت الورق إلى لوحات، وكان سبب مشاركتها التعريف بمشروعها وآلية عملها، وتثبيت هوية الأرض بتطوير الأفكار. وفق قولها.

ولم يقتصر المعرض على المشاركين، بل أيضًا كانت زواياه المعلقة عليها لوحات تشكيلية يملؤها الأجداد الذين يسيرون أمامها مستحضرين الماضي بابتسامة تملؤها غصة ألم، وشباب اشتاقوا لبلادهم المسلوبة، فاستنشقوا رائحة هوائها من المعرض.

الشاب العشريني هاشم حمادة، حضر للمعرض ليكتشف أشياء يجهلها عن الأرض الفلسطينية، وكان يقف بجانب كل زاوية من المعرض يأخذ صورة تذكارية علّه يعود إلى مكان الصورة الحقيقي يومًا.

يقول حمادة " تبيّنت أشياء كثيرة لم أكن أعرفها، شاهدت المنحوتات والتراث، ووصلتني رسالة تمسك الكبير والصغير بالأرض(..) وأن الفلكور الفلسطيني ما زال موجودًا".

وللمصورين كلمة بالمعرض. وليد إكّي هاوي تصوير جذبته اللوحات والتقط لها العديد من الصور.

يتحدث إكّي " أعطاني المعرض فكرة عن فنانين فلسطينيين ولوحاتهم، وهذه رسالة تحدي للعالم بأسره".

أما المحاضر في جامعة الأقصى ناصر المجايدة، اصطحب أطفاله الصغار للمعرض بعدما شاهد إعلانًا على "فيس بوك"، وأراد أن يوصل لأولاده حكاية الأجداد من هذا المكان.

يقول المجايدة " المعرض له معاني بأن كل اللوحات من التراث والذاكرة الفلسطينيينة، يتم إحياؤها عند الجيل الجديد".

ولفت إنتباه المحاضر الجامعي ارتباط الفنان بأرضه من خلال استخدام الأسلوب الكلاسيكي بالتعبير عن التراث.

أما السبعيني حامد أبو عمرة، فإكتفى بقوله " إحنا شعب الجبارين، ورغم الحصار صامدين، ولن ننسى فلسطين".

وفي كلمة للبلدية، أوضح مدير عام الشؤون الثقافية والمراكز م. عماد صيام، لـ"الرسالة نت" أن "المعرض أراد إيصال رسالة للإحتلال، أنه مهما طال الزمن لن يضيع حق وراءه مطالب".

ويضيف صيام " أردنا أن يبقى التراث الفلسطيني حاضرًا في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، ونتصدى للغزو الثقافي بإقامة معرض يجسد الهوية الفلسطينية".

ورغم رمزية المعرض، إلا أنه كان عبارة عن "إحياء لذكرى يوم الأرض، الذي سلبت فيه قوات الاحتلال آلاف الدونمات الفلسطينية وطردت أهلها". وفق صيام.

ويحيي الفلسطينيون اليوم الأحد الذكرى الثامنة والثلاثين ليوم الأرض، والذي تعود أحداثه لآذار/مارس عام 1976 بعد أن صادرت (إسرائيل) آلاف الدّونمات من أراضي الفلسطينيين.

بعدسة/ محمود أبو حصيرة

اخبار ذات صلة