قائد الطوفان قائد الطوفان

خديجة بن قنة: غزة تشعرني بالحياة

خديجة بن قنة (الإعلامية بقناة الجزيرة الفضائية )
خديجة بن قنة (الإعلامية بقناة الجزيرة الفضائية )

غزة- الرسالة نت- محمد أبو زايدة

الفضائيات العربية تصنع العديد من الإعلاميين البارزين، لكنّ إحدى تلك القنوات أظهرت كائنًا ضوئيًا، باسم خديجة بن قنة، تحمل داخلها حبًا للحقيقة، وتنشرها من خلال أحبالها الصوتية، ولم تحتج للتبرج لتكون نجمة في سماء الإعلام، فأصرّت على إرتداء الحجاب بأعرق الفضائيات العربية "الجزيرة"، وكان رأي إدارتها "ما يهمنا العقل والثقافة أولًا".

مع كل خطوة نجاحٍ تصل إليها خديجة، ترى أمام عينيها صورة فلسطين، تقول " كنت أتنافس مع زملائي بتغطية القضية الفلسطينية على فضائية الجزيرة".

تتحدث بن قنة عن نفسها في سطور على إذاعة الرسالة الإلكترونية مع الصحفية رولا أبو هاشم في برنامج "ممكن نتعرف"، وتقول: " ولدت في بلد المليون شهيد بالجزائر عام 1965، وتخرجت من معهد الإعلام بجامعة الجزائر قسم الإذاعة والتلفزة، ثم التحقت بمعهد اللوفر لتكويين الصحفيين المحترفين في باريس".

"بدأت العمل في ميدان الإعلام عام 1986 في الإذاعة الجزائرية، ثم العمل بالتلفزيون الجزائري كمذيعة لنشرات الأخبار والتغطيات الخارجية، وشاركت في تغطيتي لحرب الخليج الأولى".

استمر تدرّج بن قنة في العمل الإعلامي بين الإذاعات حتى أكسبها خبرة زاخرة أوصلتها إلى العمل بقناة الجزيرة الفضائية، وكان لها الشرف بأن تكون من الجيل المؤسس للفضائية، وما تزال على رأس عملها.

انضمت خديجة لطاقم الجزيرة بعد ولادة القناة بـ 5 أشهر، وكانت سنة 1997، تضيف " كان موضوع القناة الرئيسي في بداياتها هو القضية الفلسطينية، ما أكسبها جمهورًا واسعًا".

القضية الفلسطينية كانت هي القضية المركزية للمنطقة العربية، الأمر الذي شجّع قناة الجزيرة على تسليط الضوء عليها عالميًا من خلال قناتها.

حب فلسطين أعطى دفعة لخديجة بأن تزور أهلها لذا طلبت من إدارتها أن يعطوها فرصة التغطية فيها.

وتتابع "حالفني الحظ بأن أزور غزة قبل سبعة أشهر، ودامت زيارتي يومًا واحدًا فقط، وكان وجودي بالقطاع مهمًا بالنسبة لي، لأنني أشعر بالحياة من خلال السير على شاطئها وساحلها".

رغم استمرار عمل بن قنة لـ 18 عامًا أمام شاشة التلفزة، إلا أن حنينها يأخذها للعمل الإذاعي، فتعبّر عن شدة حبها له بالقول " نقل فؤادك حيث شئت من الهوى. فما الحب إلا للحبيب الأول (..) مدرستي وحبي الأول هو الإذاعة".

لم يكن هذا الشعور فقط نوعًا من الرتابة، بقدر خصوصية العمل الإذاعي، فتردف بالقول " الإذاعة تعطيك إحساسًا أنك في البيت، خارج عن عيون الكاميرا والناس".

وأما عن المادة الإذاعية فتقول " أشعر أن الثقة بالمادة الإذاعية مادة رصينة تخاطب العقل، لأنها خالية من بهرجة الصورة وديكورها".

دائمًا ما تكون الحروب والأحداث الساخنة مشتعلة في العالم، فتوضح بن قنة أن هذه الأحداث " تساهم في صناعة إعلامي ناجح، لأن طبيعتها تعطي للتغطية أهميتها".

ارتداء الحجاب

وأما عن ارتداء بن قنة للحجاب، فإكتست أهميته من كونها التجربة الأولى التي تظهر بها مذيعة عبر شاشات التلفزة للفضاء العربي.

تقول "لم يكن مسموحًا للإعلاميات العربيات إرتداء الحجاب على الشاشة، فكانت أهمية الحدث حينذاك بارتداء أول إعلامية الحجاب في قناة عربية معروفة".

" كان التردد بارتداء الحجاب تفرضه طبيعة العمل والظهور على الشاشة، وردود فعل الجمهور وماذا سيقول الناس، وكانت هذه الأسئلة بالنسبة لي جوهرية وتشكل هاجسًا عندما ارتديت الحجاب".

تتابع " اقتنعت بالأمر، واستعديت لأداء فريضة الحج، وكنت في معركة داخلية مع نفسي إلى أن استجمعت شجاعتي وأخذت القرار الذي اعتبرته حاسمًا بالنسبة لي، وهو إرتداء الحجاب".

وصل الأمر لإدارة قناة الجزيرة، فعقبت على الموضوع بأن الأشكال والملابس والمظر لا يهمها، ولكن أفكار وثقافة المذيع هي التصنيف الأول بالأهمية.

لم يكن الأمر بالسهولة المتخيلة أن ترتدي مذيعة الحجاب، فقد تواردت ردود الفعل العالمية، منهم من اتهمها أنها متطرفة، كونها في قناة كانت تبث أشرطة لأسامة بن لادن.

وفي نهاية حديثها عبّرت عن امتنانها لجمهورها قائلة " حب الناس أثمن شيء بالوجود". ووجّهت الشكر لأحمد رضوان العامل في مؤسسة الرسالة للإعلام، على دعمه لها تقنيًا وتكنولوجيًا.

البث المباشر