تعصف بالأمة العربية هذه الأيام أزمة قد تعكر المزاج العام، وتهدد النسيج الفني، في ظل مخاوف من امتداد آثارها السلبية إلى الإقليم.
ورغم أن مركز الأزمة في قناة MBC إلا أن جماهير عريضة من المحيط إلى الخليج تراقب بقلق نتائج الوساطات والقرارات الأخيرة التي سوف يتحدد على ضوئها مصير "الكيف والانبساط العربي".
الأزمة المتفجرة بين المطرب اللبناني راغب علامة والمطربة الإماراتية أحلام تهدد بتراجع الاهتمام بقضايا سياسية ومصيرية تمر بها المنطقة في ظل إصرار كل من النجمين على عدم المشاركة معا في برنامج "أراب آيدول" الذي تديره القناة السعودية.
خبر انسحاب راغب من اللجنة قبل انطلاق الموسم الثالث انتشر كالنار في الهشيم في العالم العربي، بينما أكدت مصادر مقربة من أحلام أن "الملكة" دفعت البند الجزائي للـ"MBC" وقيمته 50 مليون دولار أميركي، لقاء الاستغناء عن وجود علامة في اللجنة، وبحسب المعلومات أصبحت هي الآمر الناهي في لجنة برنامج "أراب آيدول".
ومع استمرار الوساطات من شخصيات سعودية في إدارة القناة، ربما تطغى الأزمة على الاهتمام بمتابعة الحرب في سورية التي تطحن البشر والحجر، كما أن قادة الانقلاب في مصر يستغلون الانشغال الإعلامي لزيادة الحملات القمعية ضد رافضي الانقلاب وربما يتم تمرير أحكام الإعدام الصادرة بحق المئات من المصريين.
فلسطينيا، تدفع هذه التطورات على الساحة الفنية القيادة الفلسطينية دراسة الموقف جيدا قبل اتخاذ قرارات تتسم بالتحدي مثل الانضمام إلى 15 معاهدة ولجنة في الأمم المتحدة، لان المظلة العربية مخرومة، مما يمنح (إسرائيل) فرصة الاستفراد بالقضية الفلسطينية.
الانشغال العربي لا يتوقف عند "اراب آيدول", فالهموم الأخرى للقادة الكبار تحتل حيزا من جدول أعمالهم, فعلى سبيل المثال نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا حول ما أسمتها "وظيفة غريبة بعض الشيء" لصالح حاكم إمارة دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خاصة بـ60 فتاة من إيطاليا.
ومن أبرز المواصفات المطلوبة أن تكون المتقدمة أنثى بين الـ18 والـ28 من العمر، وأن تكون جذابة، وعصرية، ومن البندقية الإيطالية، وتتحدث الإنجليزية، وتمتلك قدرات تسويقية لا تحصى.
وستحصل الفائزات بهذه الوظيفة، على ما يساوي 140 دولارا في اليوم، وفرصة الانضمام للشيخ محمد بن راشد في جولته الأوروبية الشهر المقبل، والسفر بطائرة خاصة، والإقامة في أفخر الفنادق.
ومهمات الوظيفة تتمثل في مساعدة زوجات وبنات حاكم دبي في التسوق، واختيار أزيائهن، والتأكد من ارتدائهن أزياء تناسب النشاطات التي يشاركن فيها.
السيد الرئيس أبو مازن، أزمة أحلام وراغب والـ 60 إيطالية أهم من الـ 15معاهدة ومؤسسة دولية، لهذا أنصحك بتمديد المفاوضات، إلى ما بعد انتهاء برنامج " أراب آيدول"، وربما نحقق انتصارا في الغناء مثلما حققناه الموسم الماضي.