توقع مسؤول العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أسامة حمدان تشكيل الحكومة الفلسطينية وإجراء الانتخابات، قبل نهاية العام الحالي".
وقال حمدان في حوار أجرته معه صحيفة الغد الأردنية إن "الأرضية باتت مهيأة بعد تشكيل لجنة الانتخابات المركزية وتحديث سجلات الناخبين، والتوافق على تشكيل الحكومة والتداول في بعض الأسماء، فضلا عن الإجراءات المتخذة مؤخرا في غزة، ومنها عودة عدد من كوادر "فتح" للقطاع، باعتبارها استعدادات مهمة في سياق المضي في المصالحة".
وأكَّد "حرص "حماس" على المصالحة، باعتبارها الأصل لوحدة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن "حفظ الوحدة في إطار وطني عام يتطلب وضع التباينات في حيز الإسهام بالعمل الوطني وليس في إطار الصراع السياسي".
"شعور أحد الطرفين بالقوة أو الضعف لن يؤدي إلى تحقيق المصالحة
"
وزاد مسؤول العلاقات الدولية لحماس بالقول: "إنَّ المشكلة الحقيقية تكمن في التعامل مع المصالحة كلعبة سياسية داخلية أو بديل، وهنا ستكون الضحية"، مضيفاً "إذا كانت هناك أي شكوك بدرجة ما عند الطرف الآخر بشأن جدية "حماس" للمصالحة قد تبدو طبيعية بعد سبع سنوات من الانقسام، ولكنها غير مبررة لافتقادها للشواهد".
ورأى أن "المحك العملي يتمثل في بدء التنفيذ، إذ يجب أن تلقى الخطوات التي قامت بها "حماس" مؤخرا قبولا وصدى إيجابيا، وسط وجود قطاع معتبر من كوادر "فتح" ينظرون إلى جديتها واهتمام حماس بتحقيق المصالحة".
وأضاف "شعور أحد الطرفين بالقوة أو الضعف لن يؤدي إلى تحقيق المصالحة؛ لأن الضعيف لن يذهب إلى مصالحة لن يفرض فيها شروطه وقد يضطر إلى القبول بما لا يرتضيه، بينما لن يقدم القوي عليها لأنه يشعر بعدم حاجته إليها".
"انضمام السلطة إلى 15 مؤسسة دولية خطوة جيدة لكنها جاءت متأخرة
"
وتابع: "لا يمكن أن تكون "حماس" مسؤولة عن أي عثرة نحو التوجه للمصالحة؛ لأن المسؤولية تطال الجميع، بما يتوجب تحقيقها في إطار الرؤية الوطنية الشاملة، حتى وإن كان هناك تنازل، فهو على الصعيد الداخلي الوطني لا يعد خسارة وإنما مكسب، بخلاف التنازل للعدو".
وحول القرار الفلسطيني بالانضمام إلى 15 مؤسسة دولية، اعتبر حمدان أنها "خطوة جيدة، جاءت متأخرة، من منطلق اعتقاد "حماس" بضرورة تحقيق جملة من المكاسب السياسية، ومراكمة الانجازات".
وقال: "الحركة دعمت خطوة الذهاب الفلسطيني إلى الأمم المتحدة في العام 2012، واعتبرت أن ما تحقق حينها، بنيل فلسطين صفة "دولة مراقب" غير عضو بالمنظمة الدولية "انتصار سياسي مضافاً إلى الانتصار الميداني ضد الاحتلال".
ودعا إلى "عدم الخضوع للتهديد أو فقدان الهوية، ومواجهة العدو بالمقاومة المسلحة، ومواصلة تعزيز القوة حتى تحقيق التحرير والعودة، وبدون ذلك فإن كل أشكال الممارسة السياسية تصبح مجرد حالة من الصالونات السياسية".
"المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية "ستصل إلى طريق مسدود
"
وقال:" إنَّ المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية "ستصل إلى طريق مسدود"، داعيا "وزير الخارجية الأميركي جون كيري للانسحاب من الوساطة، بتنفيذ تهديده الذي تراجع عنه فوراً".
وأوضح أن "كيري لم يفعل أي شيء لصالح الفلسطينيين، وإنما ممارسة الضغط عليهم"، معتبرا أن "انسحابه من عملية التسوية لن يشكل خسارة أو خطرا على الفلسطينيين، وإنما يبعث رسالة بأن الوساطة لم تكن متوازنة، فيما يعد انكشاف فشل التسوية مكسبا للقضية الفلسطينية".
ولفت إلى أن "الخداع الذي مورس طوال السنوات الماضية أوهم العالم بإمكانية بلوغ التسوية، بينما سمح للكيان الإسرائيلي تنفيذ برامجه في الاستيطان والطرد وتجميل وجهه القبيح في العلاقات الدولية وإسقاط قرارات دولية مهمة".