"غزة والضفة وطن واحد، اليوم انتهى الانقسام الفلسطيني، حماس وفتح إخوة "، علت نداءات الفلسطيني محمود رزق بتلك العبارات أزقة شوارع الضفة المحتلة مع توزيع الحلويات على المارة احتفالًا بنهاية الانقسام بين حركتي فتح وحماس وسط تعجب كبير منهم.
لم تكن هذه كذبة نيسان أو حلم عابر لم يتحقق بعد، بل كانت إحدى حلقات البرنامج الكوميدي "بالشكلوب"، الذي يتناول في حلقاته مشاكل المجتمع الفلسطيني بطريقةٍ عكس الواقع المرير وإظهاره بشكل مثالي.
مدينة أفلاطون "الفاضلة" التي دعا إليها ونظّر لها في حياته، تلك المدينة المثالية والخالية من المشاكل والعيوب وكل ما فيها جميل، حاول البرنامج الكوميدي أن يجسدها من خلال حلقاته بتخيل المستحيل قد جرى على أرض الواقع "الفلسطيني" ولكن العكس هو الصحيح.
ولم يقتصر البرنامج على المشهد الفلسطيني بل ارتبط بالأحداث الإقليمية والعالمية, فليس غريبا أن يأخذك إلى أبعد من الخيال وكأنك تعيش في إحدى الدول العظمى ولكن الحقيقة "الخبر بالشكلوب".
بطل البرنامج الشاب محمود رزق القاطن في الضفة المحتلة يقول لـ"الرسالة نت" إن البرنامج يعرض ملفات اجتماعية وسياسية داخل فلسطين، معتبرًا وصولهم للمسئولين ولشرائح المجتمع كافة إنجاز عظيم.
مهندسا عمليات البرنامج عبد الرحمن ظاهر ومحمود رزق شابان من الضفة المحتلة، يأملان أن يغير برنامجهم من واقع المعاناة وصعوبة الحياة إلى الأفضل، خاصة بالقضايا الوطنية والمجتمعية الفلسطينية.
ويرى القائمون على البرنامج أنه دعوة لمواجهة مشاكل المشاهد بنفسه، حيث إن خير سبيل للقضاء على المشكلة النظر المباشر إليها وعدم الهروب لعالم الخيال.
ورغم الصعوبات التي أعاقت البرنامج أمنيا واجتماعيًا إلا أن رزق أكد أن الشرطة برام الله قامت بدورها بصورة جيدة وما حدث خلال تصوير إحدى الحلقات "سوء تفاهم لا غير".
ويسعى البرنامج لتقديم مشاكل الفلسطينيين خارج فلسطين، ويمثل تطلعات الشباب بالوصول لواقع أفضل، كما عبر عن ذلك رزق بقوله إن "مشكلة الانقسام الداخلي أضحت سياسية واجتماعية بحتة نحن بحاجة لوقفها".
مخرج البرنامج عبد الرحمن ظاهر يقول لـ"الرسالة نت" إن هدفهم تحفيز المشاهد للتفكير بالمشاكل المحيطة حتى يصل بنفسه إلى الحل، "وبطريقة عرض ساخرة وجديدة لتحقق مآربها".
"مشكلتنا الأساسية، نتغزل بالدول العظمى وبحبهم للإنسان والإنسانية، وننسى مواجهة أنفسنا بالحقيقة، ومحاولة تصحيح مسار العقل العربي وعلينا تحقيق ذلك"، يضيف ظاهر.
وأوضح ظاهر أن الشرطة الفلسطينية بالضفة رفضت تسهيل مهامهم في تصوير البرنامج بالبداية، وتعرض فريقهم للاعتقال لمرتين "بذريعة إحداث فوضى في الأماكن العامة"، مشيرًا إلى أنهم بصدد استكمال باقي الحلقات بعد الاتفاق مع الشرطة.
ولقي البرنامج قبولًا وانتشارا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأضحت كلمة بالشكلوب تعبيرًا عن السخرية والتهكم من القضايا المختلفة التي يناقشها ناشطون عبر المواقع الاجتماعية.
ويبقى أمل الشارع الفلسطيني متعلقًا بقشة إنهاء الانقسام وحل المكشلات الاجتماعية التي عرضها فنانون فلسطينيون تعبيرًا عن سخطهم باستمرارها في المجتمع الفلسطيني.
