"إسرائيل" تحذر من نووي إيران

المدينة الفاضلة بين "ديمونا" و "بوشهر"

غزة-محمد بلّور-الرسالة نت

ترى هل أضحت "ديمونا" المدينة الفاضلة التي تحدث عنها أفلاطون, وغدت "بوشهر" تبثّ الرعب في أوصال العالم ؟!.

في "تل أبيب" يريدون قضم الكعكة عن آخرها بكسب معظم الآراء الغربية في مسألة إيران الماضية قدماً في برنامجها النووي.

منذ سنتين و"إسرائيل" تلبس ثياب الواعظ الحريص على مستقبل أطفال المنطقة من الخطر الإيراني مجنّدة بذلك الرأي الدولي ومهتمةً أكثر بالموقف الأمريكي.

ويغمض الموقف الأمريكي والأوروبي عينه عن قدرات "إسرائيل" النووية ومفاعلها في "ديمونا" بينما يحذر تكرارا من الخطر النووي الإيراني ومفاعل "بوشهر" وأخواتها.

وتتفق كل من الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل" في موقفهما من وضع حد للسلاح النووي الإيراني وإن بدت الأخيرة متشجعة أكثر لضربة عسكرية قريبة.

ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة قريبا ويلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما لبحث الملف الإيراني وأهمية اتخاذ موقف قوي.

اختلافات

الأجواء بين "إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية صافية معظم أيام السنة باستثناء بعض السحب الصيفية التي لا تفسد للود قضية.

أمريكا تفضّل اللجوء لفرض عقوبات اقتصادية وسياسية أكثر صرامة قبل الولوج في الخيار العسكري و"إسرائيل" تفضل الهجوم المسنود أمريكياً وأوروبيا.

ويرى سعيد زيداني أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والباحث في الشئون "الإسرائيلية" أن أمريكا تحاول تصعيد العقوبات الاقتصادية والسياسية وتفادي الطابع العسكري في التعامل مع طهران.

وقال إن "إسرائيل" تدرك أنها تتعرض لخطر أكبر من غيرها من ناحية إيران وتحرّض أوروبا وأمريكا قبل تمكن إيران من امتلاك القنبلة النووية بعد شهور.

ولن تجرؤ قوات الاحتلال على توجيه ضربة عسكرية لإيران بمفردها خشية تورّطها في حرب لا يعرف مآلها.

أما محمد مصلح الباحث في الشئون "الإسرائيلية" فيرى أن أمريكا لديها معلومات استخبارية تؤكد أن ضرب إيران لن يحل الإشكال بل ستبرز معه صعوبات.

وأضاف: "زيارة نتنياهو لأوباما هدفها  الحصول على دعم صريح من أمريكا لموقف إسرائيل بينما ستواصل الأخيرة عمليات تصفية علماء المشروع النووي الإيراني".

أما هاني البسوس المتخصص في الشئون "الإسرائيلية" فيقرأ اللقاء المرتقب بين نتنياهو وأوباما بأنه في إطار تنسيق المواقف السياسية والعسكرية ضد إيران.

وقال إن الخلاف نحو الخيار العسكري يطال أيضا روسيا والصين اللتان تحذران من انفجار الموقف إذا ضربت إيران عسكريا.

عقوبات

وتستخدم "إسرائيل" كافة أوراقها الضاغطة في الولايات المتحدة الأمريكية بدءً من "اللوبي الصهيوني" وليس إنتهاء بأعضاء الكونجرس الموالين لها للتأثير على أوباما.

وعن ذلك يضيف المحلل مصلح: "بدأت إسرائيل تفعيل ماكينتها الإعلامية لطرح قضايا تؤثر على الرأي العام الأمريكي ويبدو أن كلا من نتنياهو وأوباما يحتاجان لبعضهما البعض" .

وتميل أمريكا لتضييق الخناق أكثر على إيران اقتصاديا وسياسيا بزيادة العقوبات كأولوية في المرحلة الحالية.

وأشار أن الحاجة المتبادلة تدفع الطرفين لإدارة الأزمة بخصوص إيران فأوباما بحاجة "للوبي الصهيوني" لدعم سياسته وكسب الانتخابات القادمة ونتنياهو بحاجة لدعم موازنة المساعدات العسكرية المقبلة .

وبين حالة التروي الأمريكية المحسوبة والحماس "الإسرائيلي" يقول المحلل البسوس أن اشتعال الحرب تحمل مجازفة قد تودي بحياة الآلاف وتذهب بـ"إسرائيل" نحو الجحيم.

الغموض الإيراني

"كالقط يسقط واقفا على قدميه", هكذا تحاول أن تكون إيران فهي متحفّزة دوما لا تريد السقوط بسهولة ما يجعل موقفها يراوح الغموض والترقب.

ويرى المحلل زيداني أن إيران حسب رؤية المحللين حتى الآن لم تصنع قنبلة نووية.

وأضاف: "ستتأثر اقتصاديا إن فرضت العقوبات وهامش المناورة أمامها سيضيق فهي تنفذ سياسة الغموض البناء ولم تصنع حتى الآن قنبلة نووية ولكنها تحاول إخافة من حولها".

أما المحلل البسوس فيرى أن إيران لا تريد استباق الأحداث للحفاظ على معنوياتها وقوتها بينما تتأهب لأبعد حدود.

وتابع:" طهران تحاول تفادي أي ضربة مفاجئة واستباقية والتنبؤ بأي عملية عسكرية ومع ذلك تبدو بأنها تسهّل الأمور أمام كافة البعثات والمؤسسات الدولية في التفتيش".

وتعيش "إسرائيل" في الشهور الأخيرة أزمة الخوف من الوجود لا الأمن وحده فالأصدقاء القدامى يغادرون والخصوم تزداد مخالبهم قسوة.

البث المباشر