في ذكرى انطلاقتها الـ25

حماس لا تحكم المدينة الفاضلة !

قيادات حماس في الانطلاقة الـ 25
قيادات حماس في الانطلاقة الـ 25

غزة - محمد بلّور- الرسالة نت

من ترك حماس وحيدة في الحكومة قبل ست سنوات "تخلع أشواكها بيديها" لم يتوقع أن تشبّ عن الطوق سريعاً وتدير الدفّة.

أفلاطون نفسه يدرك أن "المدينة الفاضلة" من بنات أمنياته أكثر من إمكانيات البشر، فكيف بحماس التي عملت وسط الحصار ؟!

تبدو حماس وهي تتولى زمام الأمور في المؤسسات الحكومية بعد 6 سنوات أكثر نضجاً وتكيّفاً مع أجواء اللعبة .

أداء 6 سنوات

الناشطون في الفصائل الوطنية الفلسطينية لم يسعهم مؤخراً إلا أن يرفعوا القبعة تحيّة لصاحبة الصون في الحكومة والمقاومة .

ما عدّه كثيرون سابقاً تغريداً بعيداً عن السرب، سحب السرب نفسه نحو تجربته في المقاومة والتقدم في مؤسسات الحكومة.

يمتدح المحلل السياسي أسعد أبو شرخ أداء الحكومة الفلسطينية رغم ما واجهته من عقبات وثباتها على حقوق الشعب الفلسطيني .

ويضيف: "أثبتت في دفاعها عن حقوق الشعب وثباتها وصمودها في حرب 2008 و2012 أنها حكومة متماسكة راسخة لم تهتز تحلت برباطة جأش فالتف الناس حولها" .

ويعدد انجازات الحكومة الفلسطينية خاصةً في غزة على المستوى الزراعي الذي أسس استراتيجيته وزير الزراعة السابق محمد الأغا والتقدم في وزارة التعليم وبعض خدمات الشئون الاجتماعية  والصحة .

ويبدي أبو شرخ إعجابه بتحسين الحكومة أحوال الطرق، متمنياً أن تكون أكثر التصاقاً بالشعب وأن تخفف الضرائب وتزيد من رقابتها على المنتجات.

ويدعو الحكومة في غزة إلى فرض قوانين لوضع حد لبعض الملابس الأجنبية المستوردة التي تحمل صوراً وشعارات منافية للعادات الاجتماعية والإسلام وكذلك البعد عن تسمية المؤسسات والشوارع بغير العربية.

أما المحلل السياسي طلال عوكل فيجد صعوبة في تقييم كامل تجربة الحكومة التي تتزعمها حماس في ظل الانقسام .

ويضيف:" أداؤها كان جيداً على المستوى الأمني، فهناك استقرار، لكن تبعات الانقسام أثرت على الرقابة الشراكة السياسية والنواحي الاجتماعية ناهيك عن وجود مشكلة البطالة والفقر" .

رؤية المحلل السياسي مصطفى الصواف تختلف عن سابقيه فهو يرى أن تحسن أداء الحكومة برئاسة حماس كان أفضل في السنوات الأخيرة عن الأولى.

ويضيف: "كان في البداية أخطاء لكنها غير منهجية وتصدر من أفراد وليست بقرار ولا قانون وحاولت الحكومة استدراكها فمن يعمل يخطئ وقد نجحت في إدارة شئون قطاع غزة" .

استقلالية المواقف

وعملت الحكومة برئاسة حماس في غزة كمن يبحر ضد التيار، وتعالى الموج من حولها؛ لكنها صمدت حتى وصلت الشاطئ .

وشكلت حالة الاستنزاف السياسي ومحاولة عزلها من خصومها واتهامها بالإرهاب، حائلاً دون تقدمها بشكل طبيعي في السنوات الأولى.

واضطرت حماس أن تحمل العبء حزمة واحدة على كتفيها فيما رفضت أطياف العمل الوطني الصعود لقاربها خشية الفشل .

واختلف المراقبون في تحليلهم لمواقف حماس هل تداخلت مؤسساتها الحركية مع الحكومية أم لا ! .

ويرى المحلل الصواف أن حماس استفادت من تجربة حركة فتح التي ذابت في مؤسسات السلطة وتعلمت الدرس فحاولت الفصل بين المؤسسة الحركية والحكومية .

أما المحلل أبو شرخ فيؤكد أن الانقسام عمّقته أمريكا وإسرائيل اللتان خيرتا رئيس السلطة عباس بينهما وبين حماس فتركت حماس تحمل هم الحكومة كلها .

ويضيف: "كانت الحكومة غالباً أقرب لحماس ولم تستوعب مستقلين أو شخصيات أخرى وهنا عليها مراجعة ذلك خاصة أن كل الشعب وقف معها في معكرتها الأخيرة ضد الاحتلال".

حماس والعالم

وفيما دافعت حماس عن لونها في الحكومة بدعوة الكثيرين لمشاركتها المسئولية ورفضهم خشية الإخفاق وتبدّل الأحوال وجدت نفسها أمام عزلة دولية صعبة الاختراق.

ويؤكد المحلل الصواف أن حماس كانت معروفة لدى العالم بأنها إرهابية لكن أداء حكومتها المقاوم مؤخراً غيّر من هذه الصورة .

ويضيف: "نلاحظ إقبال مسئولين على الالتقاء بقادة الحكومة وحماس مؤخراً كما زارت هي أوروبا وشرحت قضيتها ولو عاشت أي حكومة ما عاشته من حصار وعزلة لما صمدت" .

أما المحلل عوكل فيشدد على أن نظرة المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية تركز أكثر على المفاوضات والصراع مع إسرائيل .

ويرى أن العالم الغربي معظمه يصف حماس بالإرهابية بينما تهتم مؤسساته الكبيرة كالبنك الدولي بمعايير لا علاقة لها بدور حماس الداخلي .

ويؤكد أن المؤسسات الإنسانية والتضامنية الدولية تعاملت بطريقة أفضل مع الحكومة بغزة التي تعاني جرائم حرب وحصار حسب رؤيتها .

ويتابع: "نشطوا في كسر الحصار وتقديم الدعم وأكثر ما لفت انتباههم أن الحكومة وفرت الأمن وقد أكدت حماس أنها شكلت حكومة مسئولة".

وتزيد الاعتداءات الإسرائيلية من تحديات الحكومة بغزة على التكيّف مع حاجات المجتمع ونهجها السياسي الذي دفع ثمناً باهظاً لإعادة القضية الفلسطينية للمربع الحقيقي في الصراع مع إسرائيل .

البث المباشر