قائمة الموقع

الأسرى المرضى.. الحرية بعيون الشهادة

2014-04-17T05:35:23+03:00
خلال عرض مسرحي في يوم الاسير (أرشيف)
الرسالة نت – بهاء بعلوشة

الإهمال الطبي المتعمد الذي تمارسه إدارة السجون (الإسرائيلية) بحق الأسرى والمعتقلين, عرّض الكثير منهم للموت البطيء، كما أن الضرب والتعذيب والإرهاق النفسي والعصبي أثناء عمليات التحقيق أثّر على أوضاعهم الصحية وجعلهم فريسة سهلة للأمراض الفتاكة.

وكشفت آخر التقارير والإحصائيات بأن أعداد الأسرى المرضى شهدت تصاعدا خطيرا خلال الفترة الأخيرة نتيجة استمرار سياسة الإهمال الطبي التي تعتمدها سلطات الاحتلال, كما بيّنت وجود 120 حالة مرضية صعبة و(18) أسيرا يعانون من مرض السرطان, أشدهم خطورة الأسيران: معتصم رداد ومراد أبو معيلق..

معتصم رداد

الأسير معتصم رداد (31 عاما)، من محافظة طولكرم, اعتقل عام 2006، ويعاني حاليا من السرطان والتهابات الرئة وفقر الدم.

وقال شقيقه عمرو رداد: "إن حالة معتصم تزداد سوءا يوما بعد يوم جراء العمليات التي أجريت له, ورفضه إجراء عملية لاستئصال جزء أخر من الأمعاء".

وأوضح شقيقه، أن معتصم لديه التهابات وأورام سرطانية في الأمعاء مما أدى الى تدهور حالته الصحية واستمرار النزيف, مبينا ان معتصم طلب من المحكمة إحضار طبيب لتشخيص حالته لكن تم تأجيل المحكمة الى موعد لم يحدد بعد.

وطالب رداد جميع الحقوقيين والمؤسسات الدولية بالوقوف ضد محاولة اعدام شقيقه ببطء.

مراد أبو معيلق

أما الأسير مراد أبو معيلق فلم تختلف حالته الصحية عن ردَاد, لا سيما  أنه يعاني أوراما في الأمعاء الدقيقة والغليظة ، والتهابات قاسية جدًا في الجهاز الهضمي، وعلى إثرها لا يستطيع تناول طعامه.

ويقبع أبو معيلق الذي دخل في منتصف عقده الثالث بمستشفى سجن الرملة, وهو من مخيم النصيرات الواقع وسط قطاع غزة, محكوم عليه (22 عامًا) أمضى نصفها في العذاب والظلم.

ويقول والد الأسير مراد لـ"الرسالة نت": "ابني دخل السجن لا يعاني من أي مرض كان، فظهرت عليه ملامح المرض عندما خاض اضرابًا عن الطعام مع زملائه الأسرى مما سبب له تعفن في المعدة".

ويضيف بأنه جرى نقل مراد إلى مستشفى سوروكا حينها وأجريت له عملية الاستئصال من أمعائه, والمصيبة الكبرى أنهم أزالوا الجزء السليم وأبقوا المتعفن داخل أحشائه.

وتعيش عائلة أبو معيلق حالة من القلق والخوف والعذاب في ظل تدهور حالة ابنهم الصحية يومًا تلو الأخر.

وحولة زيارتهم لأبنهم المريض, يتابع والد الأسير ملامح الحسرة التي اعتلت تقاسيم وجهه: "نعاني في زيارته وأحيانا لا يسمحون لنا بالزيارة والاطمئنان عليه، في حينها نلجأ للمحامي الذي يوصل لنا رسائل مراد وحالته الصحية التي تتفاقم بشكل مستمر".

ودعا والد الأسير المريض  المؤسسات الانسانية والحقوقية كافة أن ينظروا إلى ابنه وباقي الأسرى المرضى لإبعادهم عن حافة الموت.

ويعاني آلاف الأسرى منهم عشرين أسيرة  خلف القضبان (الإسرائيلية) أشد أنواع التعذيب, وارتقى في سجون الاحتلال 204 شهيدا فلسطينيا؛ بعضهم تحت وطأة التعذيب، وآخرون نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.

إهمال طبي

رياض الأشقر الباحث في شئون الأسرى والمتحدث الإعلامي باسم مركز فلسطين لدراسات الأسرى  يؤكد أن  غالبية الأسرى يعانون أوضاعًا صعبة نتيجة الإهمال الطبي  المعتمد الذي يمارس من إدارة السجون.

وأشار في حديث لـ"الرسالة نت"، إلى أن الاحتلال (الاسرائيلي) هدفه فرض مزيدًا من معاناة الأسرى القابعين خلف القضبان من اجل التوقف على المطالبة بحقوقهم.

وناشد الأشقر المؤسسات والجمعيات الحقوقية  كافة بالعمل على ادخال لجان طبية للتحقيق في جرائم الاحتلال بحق الأسرى, داعيًا اياهم بالنظر إلى حالتهم لتوفير العلاجات اللازمة لمعالجتهم قبل فوات الأوان.

اخبار ذات صلة