ساعات قليلة وستتحدد إجابة السؤال المعتاد الذي تردد على ألسنة الفلسطينيين على مدار السنوات الست الأخيرة .. "هل ستتم المصالحة هذه المرة؟".
السؤال يكثر طرحه عند كل لقاء يجمع حركتي فتح وحماس، وقد طرح اليوم في ظل الحديث عن زيارة وفد فتحاوي برئاسة عزام الأحمد إلى غزة قادمًا من الضفة المحتلة، للقاء حماس والاتفاق على تحقيق المصالحة.
حالة من التفاؤل استشرت بين أوساط المواطنين قبيل وصول الوفد، وشاركهم فيها مختصون ومحللون بالشأن السياسي، وتوقعوا في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" بوجود مساحة كافية هذه المرة لإنهاء الانقسام، لاسيما أن حماس قدمت تنازلات عن بعض الشروط في المرحلة الحالية.
وأفرجت الحكومة الفلسطينية في غزة عن 10 من المعتقلين الأمنيين المحسوبين على فتح، بالتزامن مع وصول موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس غزة، للمشاركة في لقاءات المصالحة المقررة الثلاثاء.
وأكد رئيس الوزراء اسماعيل هنية في وقت سابق أن المرحلة المقبلة ستكون تنفيذًا لما تم الاتفاق عليه في القاهرة عام 2011 والدوحة 2012 من خلال تشكيل حكومة مستقلة برئاسة محمود عباس تتولى التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية.
ضربة قاضية
المحلل السياسي تيسير محيسن يقول إن هناك أجواءً من التفاؤل تخيم على غزة كون أن المعطيات الأولية من الحركتين تدفع باتجاه ضرورة إحراز تقدُّم على صعيد ملفات المصالحة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى صعوبة إنهاء الانقسام بـ "بضربة قاضية" على حد وصفه.
ويتفق عصام شاور المحلل السياسي من الضفة الغربية مع سابقه، إذ يرى أن حماس متمسكة بتنفيذ المصالحة رزمة واحدة، بينما أهداف فتح متجزئة فهي تسعى إلى تشكيل حكومة وفاق وطني واجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فقط.
وبحسب قوله فإن تصريحات حماس تبين إمكانية تنازلها عن بعض الشروط لإتمام المصالحة، مبينا أنها قد تؤجل تطبيق بعض الملفات تدريجيًا كإصلاح منظمة التحرير والأجهزة الأمنية إلى وقت لاحق.
وعن مدى نجاح الوفد الفتحاوي في تطبيق الاتفاقيات المقترحة يعلق شاور: "سيتم ذلك إذا توصلت حماس إلى صيغة تضمن عدم إعطاء منظمة التحرير حقًا في استمرار المفاوضات إذا جرت الانتخابات".
أما محيسن فيرى أن "الغموض السلبي" –على حد وصفه- يخيّم على تصريحات فتح وحماس، موضحًا أن الأخيرة متمسكة بالتوازي في ملفات المصالحة ، بينما الأولى ترى أن الظروف غير جاهزة للتقدم بجميع الملفات دفعة واحدة.
ملف تسوية
وفي الوقت الذي سيزور فيه وفد فتح غزة بعد انقطاع مستمر ولا يزال، فإن حركته مستمرة في التفاوض مع (إسرائيل)، وهنا يقول محيسن إن "الوقت الذي اختار فيه الوفد زيارة القطاع يعتبر ثمينا خاصة أن ملف المفاوضات يصطدم بعثرات".
ويتفق المحللان على إمكانية استغلال فتح ملف المصالحة من أجل المفاوضات، ويرى شاور أن أبو مازن بحاجة إلى أن يكون ممثلا عن الفلسطينيين في الضفة وغزة، بسبب وسائل الضغط عليه بعد انسداد الآفاق السياسية للمفاوضات.
وجددت حماس على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم الترحيب بزيارة وفد فتح إلى غزة، وقال: "أجرينا الترتيبات اللازمة لاستقبال الوفد الفتحاوي، ولدينا منطلقات وطنية نعمل على وفقها لإنجاز المصالحة وتحقيق الشراكة.
وسيضم الوفد الذي سيرأسه الأحمد، كلا من مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية، وبسام الصالحي أمين عام حزب الشعب، جميل شحادة أمين عام جبهة التحرير العربية، منيب المصري رئيس المنتدى الوطني.