بناء على دعوة خاصة من وزارة شئون المرأة لحضور ورشة عمل حول المأمول لتغيير ثقافة المجتمع نحو المرأة، ومع تكرار التأكيد على ضرورة المشاركة، على اعتبار أن التعاون مع هذه الشريحة المهمة جدا، يجعلنا على الأقل نأمن مكرها، رغم أن الجدول اليومي للفعاليات اليومية مزدحم وتزيد في موسم الصيف مثل الأفراح، ابتداء من المرأة مرورا بالأطفال، والمراهقين، والمسنين، وصولا إلى الفنانين، والصيادين.
مع دخول القاعة كانت أول مفاجأة، عشرات من السيدات ناشطات نسويات، وأستاذات جامعيات، وموظفات، في حين كان يجلس شاب وحيد، في تلك اللحظة تبادر إلى ذهني مقطع من فيلم كوميدي: "لقد وقعت في الفخ".
تعددت الكلمات حول الأبعاد الاجتماعية والإعلامية والشرعية والقانونية، التي تصف وضع المرأة والجهد المطلوب لكسر احتكار الرجال، واستعادة الحقوق، وتغيير صورة المجتمع الذكوري، وعلى اعتبار أنني والزميل الضيوف الوحيدين من الرجال ظهرنا كأننا كما في قصة الأطفال: "أليس في بلاد العجائب".
على أية حال هذه الورشة وغيرها جديرة بالاهتمام لأنها تكشف عن تململ قوة كامنة في المجتمع وخطيرة، منها تتكون: الأم، والزوجة، والموظفة، والصوت الانتخابي المؤثر، وعليه تحاول هذه القوة التقدم لاحتلال مواقع مؤثرة في المجتمع وامتلاك نفوذ يوازي وزنها المجتمعي.
وهكذا بقي الميكروفون يتنقل بين فم وأخرى ونحن مستمعون، وضيوف نمثل عينة أو شاخصا يمكن التصويب نحوه أحيانا.
المهم أخيرا سمحوا لنا بالحديث فتطوع الزميل بمداخلته، لكنه ظهر أمامهن في قفص الاتهام وذنبه أنه ذكر، فقد حاول أن يستدر عطفهن وروح الأمومة فيهن عندما كشف أنه آخر العنقود في أسرته، وفي أكثر من مرة استنجد بأمه كي يرد على أسئلة بدت له صعبة.
ومع مرور الوقت كانت كل متداخلة من الحاضرات تلقي كلمتها ثم تغادر بينما نحن جلوس، ويبدو أنه كان يجب أن ألوح بيدي حتى يسمعوا "طرطقة" أصابعي كما في الفصول الابتدائية كي يسمحوا بمداخلتي لكني لم أفعل، وأخيرا تفضلن علي بالمايك باعتبار أن بعض الأخوات "مستعجلات" لهذا كانت لهن الأولوية، لكني شعرت بخصومة مع المايك ولم يعد في جعبتي حديث، وانسحبت بأدب وقلت أن للحديث بقية، ولكن ليس أمام الفاضلات، واستبدلت هذا العمود بالمايك، حتى لا انبش عش الدبابير.
المهم النتائج وتوصياتي التي خرجت بها للرجال، فيما يتعلق بالورش والمنتديات النسوية من هذا النوع:
- ضرورة معرفة أوزان وحصص المشاركين بين الإناث والذكور.
- معرفة البرنامج وتوزيع الأدوار مسبقا، وهل أنت جزء من المشاركة أم تكملة عدد وديكور.
- والنصيحة الأخيرة، اصطحب معك ميكروفونا ولا تنتظر الدور وقل كلمتك حتى يسمعوها وإلا ستغني لوحدك بعد أن يغادر أهل العرس.