ينشد نادي تشيلسي الإنجليزي الذي يقدم أداء متوازنا هذا الموسم أن يستفيد من خبرته الأوروبية عندما يواجه ضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني على ملعب "ستامفورد بريدج" في لندن الأربعاء ضمن منافسات إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
وكان الفريقان قد تعادلا دون أهداف في مباراة الذهاب الأسبوع الماضي في مدريد، مما يعني أن تأهل بطل النسخة قبل الماضية مشروط بانتصاره بأي نتيجة، علما أن تكرار نتيجة الذهاب سيجر اللقاء للتمديد.
وكعادته فرض البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي أسلوبه على المباراة الأولى، بإغلاق جميع المنافذ على أتلتيكو واللعب بتحفظ كبير لم يؤثر عليه خروج التشيكي بيتر تشيك وجون تيري من الملعب بسبب الإصابة.
ويأمل مدرب ريال مدريد الإسباني السابق أن يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، حيث أن التأهل للنهائي سيمنحه فرصة الفوز بلقب الأبطال للمرة الثالثة ومع فريق ثالث بعد بورتو وإنتر ميلان الإيطالي، بالإضافة إلى الصعود لملاقاة ريال مدريد الذي تأهل الثلاثاء على حساب بايرن بعد الفوز عليه برباعية، وكذلك لخفت بريق الأرجنتيني دييغو سيميوني مدرب متصدر الدوري الإسباني والذي بدأت بعض الصحف تصنفه أمام "السبيشال وان".
وسيكون الوضع مغايرا كليا اليوم لما كانت عليه المواجهة الأولى التي لعبها تشيلسي بعد الخسارة من سندرلاند (1-2)، حيث يدخل الفريق موقعته الحاسمة معززا بعودة تيري وازدياد فرص مشاركة تشيك (كان تشيلسي قد أعلن أنهما سيغيبان لنهاية الموسم للإصابة) بالإضافة إلى هازارد نجم تشيلسي الأول.
كما أن معنويات ثاني ترتيب الدوري الممتاز مرتفعة جدا إثر الانتصار على ليفربول المتصدر في ملعب "أنفيلد" بهدفين نظيفين الأحد الماضي بغياب معظم نجوم تشيلسي.
ويفتقد البلوز لفرانك لامبارد وجون أوبي ميكل بسبب الإيقاف، فيما يغيب غابي عن أتلتيكو لذات السبب.
من جهة أخرى فإن أتلتيكو يملك حظوظا لا يستهان بها ليكون الطرف الإسباني الثاني في النهائي، خاصة أنه يعيش أبهى أيامه باقترابه كثيرا من حسم لقب الدوري بانتصاره على فالنسيا بهدف نظيف الأحد الماضي.
ورفع أتلتيكو رصيده في الصدارة إلى 88 نقطة قبل ثلاث مراحل من النهاية، وهو يتقدم بـ4 نقاط عن برشلونة بطل الموسم الماضي، و6 نقاط أمام ريال مدريد الثالث (يملك مباراة مؤجلة).
ويعتمد أتلتيكو على سرعته في التحول من الدفاع إلى الهجوم التي من الممكن أن يستفيد منها إذا ما قرر لاعبو تشيلسي الاندفاع للخطوط الأمامية بحسب ما توقع هدافه دييغو كوستا، إلا أن ما يعيب أداءه غياب التركيز عن خطه الدفاعي في بعض فترات المباريات.
ويملك أتلتيكو المهاجم الهداف الذي يستطيع قلب المعطيات من أشباه الفرص بوجود كوستا الذي سجل 27 هدفا لفريقه في الدوري، وهو ما يفتقده تشيلسي في ظل عدم ثبات أداء إيتو (قد يلعب) أو السنغالي ديمبا با أو رمز أتلتيكو السابق الإسباني فرناندو توريس.
وتميل الكفة قليلا لصالح المضيف في خط الوسط بوجود اللاعبين السريعين وأصحاب المهارات العالية كالبرازيليين أوسكار وويليان وهازارد، أمام راؤول غارسيا وكوكي وأردا توران الذين يعتمدون على الأداء المندفع وتركيزهم العالي.
أخيرا فإن التفاصيل الصغيرة قد تلعب دورا مهما جدا في حسم المباراة المتكافئة، ومع أن الأرض والجمهور في مصلحة تشيلسي, لكن أتلتيكو الذي لم يخسر ولا مباراة في دوري الأبطال هذا الموسم يلعب بفرصتي التعادل الإيجابي أو الفوز للتأهل، ومما لا شك فيه أن تسجيل هدف مبكر لأي من الفريقين سيمنح عشاق الكرة الجميلة الفرصة الكاملة مشاهدة مباراة مغايرة للمواجهة الأولى.