قائمة الموقع

مقال: خذوا فالها من أطفالها

2014-05-05T06:36:48+03:00
رئيس التحرير أ. وسام عفيفة
بقلم/ رئيس التحرير أ. وسام عفيفة

خلال إعداد برنامج "للكبار فقط"، من إنتاج قناة جفرا على الانترنت وصف أطفال غزة ببراءتهم الواقع الفلسطيني، وأزمة نظامه السياسي، كما بدوا متأثرين بنتائج الانقسام، وكشفت إجابات بعضهم عن نظرتهم لمفهوم الديموقراطية.

ولأن كلام الكبار على لسان الصغار يبدو أقرب للتندر والفكاهة، فلم نتفاجأ عندما سألناهم عن اسم الرئيس الفلسطيني فأجابوا: أبو مازن - محمود عباس - إسماعيل هنية، أبو عمار، وبعضهم شطح في إجابته ليكشف أن الرئيس هو مرسي، لذا يتحتم على الكبار أن يستخلصوا العبرة من هذا الاستطلاع البريء للرأي.

الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين 10 -5 أعوام قدموا حلولا بشأن الحصار، وحل أزمة البطالة والتراجع الاقتصادي، ورغم أن أفكارهم أمنيات وشطحات، إلا أنها في علم الإدارة يمكن تخريجها كما نسمع من الخبراء: "التفكير خارج الصندوق".

وعندما حاولنا إقناعهم بضرورة التعاطي بروح ديموقراطية في حال تولى أحدهم منصب الرئيس لم يستسيغوا فكرة التنحي أو النزول عند رغبة الشعب، لقد تحدثوا بواقعية لدرجة أن بعضهم هدد أن "يطخ" الناس إذا ما قرروا عزله من كرسي الحكم، في حين استخدم آخرون سياسة الاحتواء عندما أجاب أحدهم بأنه سيوزع الشيبس على الجماهير حتى يمتص غضبهم.

وفي كل الأحوال تكشف حلقة برنامج "للكبار فقط" والحلقات القادمة التي سوف تتناول قضايا وطنية معقدة عن التربية السياسية لدى للأطفال، ونمط التفكير لدى قيادات ورؤساء ووزراء المستقبل، كما أنهم يقدمون مؤشرات نحو هذا الإطار السياسي أو ذاك، وحجم التأييد والتفاعل مع البرامج السياسية، ومدى شعبية الرئيس أو المسئول أو الحزب، لأنه إذا لم يعرفك أطفال فلسطين فسينطبق عليك المثل الشعبي: "على بال مين يلي بترقص في العتمة".

أنصح من يهتمون ويستعدون للمناصب الوزارية والرئاسية أن يوجهوا جزءا من حملاتهم الإعلامية نحو الأطفال، ولا ضير لو أغروهم ببعض الشيبس والمصاص ومسدسات الدمدم وبواريد المياه، أعلم أنكم لن تكسبوا من الأطفال أصواتا انتخابية أو نفوذا حزبيا، أو دعما ماليا، لكنكم تستطيعون أن تحتلوا خيالهم وألعابهم، لأنهم عندما يلعبون عسكر وحرامية يمكن أن تجد اسمك رئيسا للعسكر بدل أن تكون كبير الحرامية، وأن ينتحلوا شخصيتك بصفتك بطلا وفدائيا في ألعاب "الطخ" وقتال الحواري، أو يلقوا القبض عليك بصفتك جاسوسا وخائنا.

لهذا قالوها زمان "خذوا فالها من أطفالها".

 

اخبار ذات صلة