وسام عفيفه
بينما يستنفر الشعب الفلسطيني والأمة لمواجهة تهويد القدس تنشغل فتح هذه الأيام في مواجهة "حمسنة الأرحام".
كلنا يفهم ويعي المقصود الخطير "بتهويد القدس", لكن الخطر الطارئ الذي تحذر منه فتح - بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي- هو آخر صيحة في عالم العته والهبل.
ففي تصريح نادر للمسؤول الفتحاوي و"أرطبون الإعلام"، كشف جمال نزال عضو المجلس الثوري للحركة عن موضوع غاية في الحساسية, يتصل بالسياسة المخفية لحركة حماس والمنطلقة -حسب وصفه من حسابات ديموغرافية خفية - لا يوجد بشأنها وعي تحصيني لدى الحركة الديمقراطية في المجتمع الفلسطيني.
فقد وصف نزال، في حديث خاص لوكالة فلسطين برس الفتحاوية" الخطة بأنها خطة ’حمسنة الأرحام’! ويتضمن الاكتشاف الخطير, دعوة حماس للإكثار من خطبة بنات الفتحاويين, والجمع بين الزوجات, وعدم تزويج شباب فتح من حمساويات, لتجنب خسارتهن! وحذر نزال من الإفراط في التسامح تجاه التحديات المستقبلية التي تواجه المجتمع الفلسطيني ككل على هذا الصعيد.
الآن فهمت لماذا قررت فتح أن تأتي بهذا الخبير الإعلامي من ألمانيا عقب خسارتها في الانتخابات التشريعية, ليعيد للحركة ديمومتها ويستنهضها من كبوتها.
الرجل ليس فقط خبيرا إعلاميا, بل "داية " و"خاطبة" ضليع في أمور الزواج والحمل والميلاد السياسي.
ويبدو أن أرحام أمهات كوادر فتح عجزت أن تنجب مثل هذا النزال, المتخصص في الشئون الحمساوية, لدرجة يعتقد من يتابع تصريحاته أن له ثأر شخصي مع الحركة.
نزال ومن على شاكلته, يمثلون ظاهرة جديدة في الساحة الفتحاوية, يمكن تسميتها: تسييس الهبل" فهم "يسوقون الهبل على الشيطنة"، مثال يذكرني بمقولة القائد الفتحاوي الراحل صلاح خلف- ابو اياد – "أخشى أن تصبح الخيانة وجهة نظر". . "ألطم" يا أبو إياد, صارت الخيانة، والتفاهة, والروشنة, والغباوة، سياسات مقرة وليست وجهة نظر فقط.
على نفس الموال تغني وكالة معا "المستغلة", فقد حذرت على لسان رئيس تحريرها، عبر تحليل يفيض عبقرية, وحكمة تحت عنوان "انتفاضة جديدة- ليس الآن" من مغبة الانتفاض للأقصى.
الوكالة خرجت علينا باكتشاف أن من الخطيئة نشوب انتفاضة ثالثة, وساقت عدة مبررات كي تصل إلى النتيجة التالية، وهي مربط الفرس.
"معا " ترى ان البديل هو المضي فورا ودعم خطة فياض إعلان دولة فلسطينية عبر منابر الأمم المتحدة وحشد اعترافات العالم بها.
"الوكالة" التي تعمل لصالح فياض أصبحت بمثابة "كوافير ومكياج إعلامي" لخطة فياض وحكومته, لكن على رأي المثل الشعبي " ايش تعمل الماشطة فى الوجه العكر".
أمام الغضب الشعبي في القدس وغزة, والقهر في الضفة ردا على مشروع الخراب, تلتقي المصلحة الصهيونية في قمع انتفاضة ثالثة مع المصلحة السلطوية في رام الله.
القاسم المشترك .. في القدس المحتلة يأمل اليهود إقامة هيكلهم المزعوم بعد أن تمكنوا من بناء كنيس الخراب.
في المقاطعة يأملون في إقامة هيكل "أسموه دولة" بعدما تمكنوا من بناء الفلسطيني الجديد بمساعدة "دايتون".
الصدح بأصوات التكبير من حناجر الغاضبين في القدس, وغزة والعواصم العربية.. وأنين المقهورين في الضفة، يثبت ان نظرية الداية "نزال" و"الماشطة" "معا" فاشلة.. فاشلة.