أيقنَت أن مخاطبة العالم باللغة الموجودة في القارات الخمس ستكون ذات أهميةٍ بالغة ولها أثرٌ كبير، فأحبّت أن تكون صاحبة السبق في المبادرة لإنشاء أول قناةٍ تنطق باللغة الإنجليزية من فلسطين إلى العالم.
الشابة نور الحرازين (24 عامًا) من مدينة غزة، والتي حصلت على شهادة "التوفل" الدولية في اللغة الإنجليزية قبل أن تُكمل عامها السادس عشر، تطمح لإنشاء قناةً هي الأولى من نوعها فلسطينيًا.
وتقول نور لـ "الرسالة نت": "إن عوامل كثيرة ساهمت في إتقاني اللغة الانجليزية بلكنتيها البريطانية والأمريكية، أولها حبي لهذه اللغة وإصراري على تعلمها وإتقانها، وكثيرٌ ممن أتحاور معهم يظنون أنني ولدت في دول أوروبا".
وتضيف: "لم أزر أي دولة أوروبية، لكن محادثاتي واختلاطي بأوساط الأصدقاء من الدول الأوروبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في تقوية لغتي الانجليزية وتصحيح أخطائي اللغوية والإملائية".
صورة حقيقية
ازدياد أعداد المعجبين بصفحتها الإخبارية، دفعها للاتجاه نحو تطبيق حُلمها الأكبر بإنشاء قناةٍ تنطق باللغة الإنجليزية، تنقل الصورة الحقيقية لفلسطين ومعاناة أهلها جراء الاحتلال (الإسرائيلي) واشتداد الحصار المفروض على غزة منذ سنوات.
وتتابع نور: "من خلال متابعتي وجدت أن معظم القنوات الغربية تنقل الصورة بشكل مشوه وتُظهر بأن الاحتلال دائمًا صاحب الحق، لذا قررت بدء مشروعي الخاص بإنشاء قناة ناطقة باللغة الانجليزية تنقل الحقيقة".
تمثلت أولى خطواتها العملية لتحقيق الفكرة بإنشاء صفحة عبر شبكة الانترنت لجمع التبرعات بهدف دعم مشروعها، أوضحت خلالها التفاصيل والهدف والرؤية والغرض من تأسيس هذه القناة.
وترى أن فكرة المشروع لاقت اهتمامًا واعجابًا كبيرين من كل من اطلع عليها، خاصة ممن يتابعها من الدول الأوروبية والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يدفعها للإصرار أكثر على تحقيقها على أرض الواقع.
ومشروع نور عبارة عن قناة إخبارية تخاطب الغرب بحقيقة ما يحدث في فلسطين، واعتمد على طاقم متكامل من أفضل المصورين والمترجمين والمحررين والمنتجين، وجميعهم من فئة الشباب.
وتؤكد أن فلسطين بحاجة لبناء اقتصادها الذي يحرص الاحتلال على تدميره دوماً، إضافةً إلى تثقيف الغرب بحقيقة القضية وحشد عدد أكبر من مسانديها حول العالم.
وتُدرك الشابة الفلسطينية أن تطبيق فكرتها ليس سهلًا، فعزمت البدء بمشروعها من خلال إنتاج عددٍ من التقارير ونشرها عبر قناتها على يوتيوب، وتبدأ معها حراكها الفعلي نحو تجهيز قناةٍ تبث عبر الأقمار الصناعية.
عمليًا لا علميًا
لم تدرس نور العمل الصحفي، ولم تتلق أي تدريباتٍ كثيرة في مجال العمل الإعلامي، إلا أن قوة لغتها سمحت لها بالعمل والإبداع فيه، مرتكزةً على خبرتها التي اكتسبتها منذ أن كانت في سن الـ 18.
وتضيف مبتسمةً: "إتقاني لعملي كمراسلة في عدد من القنوات والمواقع أمرٌ أعتز به، وأعتز بكوني صحفيةً على أساس خبرتي العملية أكثر من العلمية".
وتستذكر نور أولى أعمالها الإعلامية قائلةً: "عملت مترجمة ومنسقة لزيارة مفوضية السياسة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون الأولى لغزة بعد عدوان 2008، بالتعاون مع شركة إعلامية اختصت بتغطية الأخبار لصالح الاتحاد الأوروبي في ذلك الوقت".
وتوالت العروض بعدها على الحرازين، فعملت مترجمة ومراسلة إخبارية لعدد من المشاريع الأجنبية الإعلامية في غزة، كما عملت مخرجة لأفلام وثائقية بالإنجليزية حتى سنحت لها الفرصة بالعمل التلفزيوني.