ظهر مصطلح حرب النجوم في الثمانينيات خلال الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي، واشتهر بعد مبادرة الدفاع الاستراتيجي الذي أعلنه رونالد ريغان سنة 1983.
لكن شهرة الاسم تعدت مشروع ريغان بعد ظهور سلسلة أفلام الخيال العلمي، حيث بدأت القصة مع فيلم حرب النجوم، الذي أصبح ظاهرة ثقافية عالمية، تضم سبعة أجزاء إلى جانب مسلسلات تلفزيونية، ومجموعة واسعة من الكتب والمجلات الهزلية، وألعاب الفيديو، ضمن إطار خيالي يحدث في "زمن سحيق جدا وفي مجرة بعيدة، بعيدة جدا".
لكن حرب النجوم القريبة، قريبة جدا، هي حرب فلسطينية واقعية ليست خيالية، وهي حلقة جديدة من مسلسل مرشح أن يخطف الأنظار خلال الموسم، في حال مضت المصالحة قدما، ووصلنا إلى مرحلة إعادة هيكلة ودمج الأجهزة الأمنية، مع الازدياد المطرد في ترفيعات، وترقيات وتفريغات، الرتب العسكرية منذ إنشاء السلطة، وحتى الانقسام الذي أنجب أيضا نسورا وسيوفا جديدة في الضفة وغزة.
المصالحة جاءت لكي تحل انقساما سياسيا وفصائليا، لكنها ستواجه تحديات إدارية وتنظيمية خصوصا في المواقع والرتب، حيث يتهيأ أصحاب النجوم العسكرية "المستنكفين" للعودة بنجوم جديدة، بعدما أفل نجمهم لأكثر من سبع سنوات، فيما يتمترس " أصحاب النجوم" الحاليين خلف مواقعهم بالاحتماء بالنسور العسكرية، ما يثير شكلا جديدا من حرب النجوم، على قاعدة البقاء للكتف التي تحمل أكثر.
وفي ظل توجهات لدى مختلف الأطراف نحو حلول توافقية في المواقع والرتب، وفي ظل عدم وجود إحصائيات واضحة حول أعداد الرتب العسكرية العليا في الضفة والقطاع، قد نتفاجأ بهيكلية عسكرية ظريفة، تجعلنا نتساوى في عدد الرتب العسكرية العليا مع دول بجيوش وأجهزة أمنية كبيرة.
وعليه من المتوقع يطرأ انخفاض كبير على أصحاب "الشرايط " ابتداء من الجندي مرورا برقيب، ورقيب أول، ولن يقبل أصحاب "الشفرات" من مساعد ومساعد إلا الانتقال إلى صفوف النجومية، ما يزيد الطلب على رتب: ملازم، وملازم أول، ونقيب، فيما سيحلق النسر على أكتاف المئات ممن سينضوون حديثا تحت رتبة "رائد"، وسيكون الصراع محموما لإضافة بريق النجوم إلى جانب النسور، في المراتب العليا من مقدم وعقيد وعميد، وصولا إلى "أبو سيفين ونسر" من الألوية.
عليه قد لا يجد وزير الداخلية القادم أعدادا كافية من القوى التنفيذية في الشارع من المرور والتدخل السريع، وغيرها، مما يضطر أصحاب النجوم باللمعان على مفترق الطرق لتنظيم حركة السير لعدم كفاية العناصر.
فلنشاهد معا فيلم حرب النجوم بنسخته الفلسطينية.