واصلت أجهزة أمن السلطة حملة ملاحقاتها لأنصار حركة حماس في مختلف محافظات الضفة المحتلّة، رغم مرور 28 يوما على توقيع اتفاق المصالحة، وسط ادّعاء قادة الأجهزة الأمنية بعدم وصول أيّ أمر بوقف الاعتقال السياسي، فاعتقلت ثلاثة واستدعت تسعة آخرين.
واعتقل الاحتلال أبرز مطلوب له في الضفة المحتلة بعد ساعات من محاولة فاشلة لاعتقاله نفذتها الأجهزة في مخيم جنين.
ففي محافظة سلفيت، اعتقلت مخابرات السلطة المسنّ محمد مصطفى شتات (55 عاماً) من بلدة بديا بالمحافظة، بعد استدعائه للمقابلة.
يشار إلى أنّ شتات أسير محرر من سجون الاحتلال أمضى فيها 11 عاماً، ومعتقل سياسي سابق لدى اجهزة أمن السلطة.
جهاز المخابرات العامة في محافظة قلقيلية اعتقلت الأسير المحرر محمد أبو عصب (33 عاماً) صباح أمس الاثنين، علماً أنه تعرض سابقا للاعتقال السياسي لعدة مرات في سجون أجهزة أمن السلطة، عانى فيها من التعذيب الشديد.
وفي محافظة نابلس، اعتقلت أجهزة أمن السلطة الأسير المحرر ماهر صلاح شقيق الشهيد مراد صلاح بعد مداهمة منزله في المدينة.
وشنّ جهاز الأمن الوقائي في رام الله والبيرة، حملة استدعاءات واسعة في صفوف أنصار حماس بالمحافظة، عرف منهم ستة من أنصار الحركة.
واقتحم جهاز الأمن الوقائي في مدينة بيتونيا منزل القيادي السابق في الكتلة الاسلامية بجامعة بيرزيت سعيد قصراوي، ومنزل شقيقه الشيخ ناصر قصرواي وفتشها تفتيشاً دقيقاً، قبل أن يسلّمهما بلاغيْ استدعاء بمقابلته في مقرّه.
وضمن الحملة التي استهدفت النشطاء في بيتونيا، استدعى وقائي رام الله الشاب سائد محمد أبو البهاء، علما أنه أسير محرر من سجون الاحتلال، ومعتقل سياسي سابق لدى أجهزة أمن السلطة.
وفي بيتونيا أيضا، اقتحم الأمن الوقائي ليلة أمس منزل الطالب بالكلية العصرية أحمد هريش، ونفّذ حملة تفتيش واسعة في الحيّ، في محاولة فاشلة لاعتقال أحمد الذي تمكّن من الافلات من الوحدة المداهِمة، فيما تركوا له عند أهله بلاغ استدعاء لمقابلتهم اليوم الثلاثاء (20/5).
وفي بلدة عطارة شمال رام الله، اقتحم جهاز الأمن الوقائي أمس الاثنين منزل المبعد سابقا إلى مرج الزهور الأستاذ محمد قطيري (أبو أنس)، وفتّشه وصادر جهاز الحاسوب الخاص به، قبل أن يسلّمه بلاغ استدعاء لمقابلة الجهاز اليوم (20/5).
أمّا في بلدة قبيا غربي المحافظة، فاستدعى الوقائي الشاب علاء عيسى، الذي أعلن رفض الاستدعاء، معلّقاً "مش رايح في ظل المصالحة".
واستدعى جهاز المخابرات العامة في محافظة طوباس، الطالب في جامعة القدس المفتوحة عبد الرحمن أبو شقير (34 عاماً) من سكان مخيم الفارعة، لمراجعة مقر الجهاز يوم الثلاثاء القادم.
بدوره، أعلن الشاب أبو شقير رفضه الاستجابة لبلاغ الاستدعاء، والامتناع عن الذهاب لمقابلة الأمن الوقائي.
وفي تدوينة له عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، أشار أبو شقير إلى أن دورية من جهاز المخابرات حضرت إلى بيته في المخيم، وأظهرت له صورة الاستدعاء، وطلبت منه التوقيع عليه، دون أن تسلمه إياه؛ خشيةً من تصوير الطلب ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يشار إلى أن أبو شقير معتقل سابق لدى أجهزة أمن السلطة، تعرض خلالها للتعذيب الشديد في سجن أريحا، الذي مكث فيه أكثر من عام ونصف.
وفي ذات الشأن، يواصل الأمن الوقائي في طوباس اعتقال الشاب مشرف وليد أبو عرة من بلدة عقابا لليوم الرابع على التوالي، في حين جدّد استدعاء الأسير المحرّر أسامة صوافطة، والمحامي أحمد دراغمة، الذي قررت نقابته الذهاب معه للمقابلة، وأن يكون التحقيق بوجود ممثّلي نقابة المحامين.
واستمراراً لسياسة الباب الدوار القائم على التنسيق الأمني بين أجهزة أمن السلطة وقوات الاحتلال، اعتقلت الأخيرة في وقت متأخر من الليلة الماضية المقاوم قيس مازن السعدي (22 عامًا) بعد محاصرته والاشتباك معه، قبل نفاذ مخزونه من الذخيرة في مخيم جنين.
ويُعدّ السعدي من أبرز المطلوبين لسلطات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة، التي اقتحمت المخيم أكثر من مرة في محاولات فاشلة لاعتقاله، كان آخرها ليلة أمس عندما تمّ اقتحام المخيم بقوات مشتركة من مختلف الأجهزة الأمنية، وبأكثر من 8 سيارات عسكرية، دارت خلالها اشتباكات مع المواطنين أدّت في النهاية لانسحاب الأجهزة دون إمساكها بالمطارد السعدي.
من جهة أخرى، كثّفت مخابرات الاحتلال "الإسرائيلي" حملات الاستدعاء بحق طلبة الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل.
واقتحمت قوة "إسرائيلية" خاصة ليلة أمس منزل الطالب في جامعة الخليل عدي كوازبة من بلدة سعير وسلمته بلاغا لمقابلة جهاز الشاباك في منطقة مجمّع عتصيون "الإسرائيلي"، بينما استدعت أمس الطالب صهيب أبو جارور والطالب أحمد الجنيدي في ذات المنطقة، علما أنهم كلهم معتقلون سابقا في سجون أجهزة أمن السلطة، وأفرج عنهم قبل فترة وجيزة.