قائد الطوفان قائد الطوفان

"المدهون" قصة نجاح فلسطينية في ماليزيا

 د. وسام المدهون -35 عامًا
د. وسام المدهون -35 عامًا

الرسالة نت-عبدالرحمن الخالدي

لا يزال العقل الفلسطيني يثبت أهليته وجدارته، ضاربًا بعرض الحائط كل ما يواجهه من عراقيل وصِعاب، وما تشهده المنطقة من أزمات متتالية، داخليةٍ كانت أم خارجية.

لم يكتفِ د. وسام المدهون -35 عامًا- بإثبات ذلك محليًا، فأصرّ أن تكون له بصمته الخاصة التي يُعرف بها خارج حدود الوطن المسلوب.

بعد أن وُلد في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، تدرّج بسلّم الحياة التعليمية، وصولاً لدراسة البكالوريوس بالهندسة المدنية في الجامعة الإسلامية، وانتهاءً باستكمال تعليمه العالي في ربوع جنوب شرق آسيا.

بحلول عام 2004 انضم المدهون لصفوف طلبة الماجستير بجامعة العلوم الماليزية، فبدأ بتعلم اللغة الماليزية، حتى أتقنها خلال مرحلة دراسة الدكتوراه ما بين 2008-2011م.

وما أن عاد إلى مسقط رأسه حتى احتضنته الجامعة الإسلامية بغزة، ليعمل أستاذًا مساعدًا في قسم البيئة وعلوم الأرض، ومسؤولا للعلاقات الخارجية مع منطقة جنوب شرق آسيا بدائرة العلاقات الخارجية بالجامعة.

يتحدت المدهون فخورًا: "كوّنت علاقات بين الجامعة الإسلامية ومؤسسات وجامعات ماليزيا وكوريا الجنوبية وغيرها، فعُقدت أنشطة مشتركة تنوعت ما بين منح للماجستير والدكتوراة ومشاريع مساعدة للطلاب، إضافة للمؤتمرات وورش العمل والمحاضرات المشتركة".

إبداع بحثي

خلال فترة دراسته، ترشح -ابن بلدة المجدل المحتلة- ليكون ممثلا للطلبة الأجانب بكلية الهندسة بجامعة العلوم الماليزية، ومسؤولا عن اتحاد الطلبة الأجانب فيها لعام كامل بعد فوزه بالانتخابات، ومستشارًا لذات الاتحاد لعامٍ آخر.

اُختير مؤخرًا كقصة نُجاح لخريجي جامعة العلوم الماليزية، في المسابقة التي نظمتها وزارة التعليم الماليزية لاختيار أفضل الجامعات الماليزية البحثية ودعمها، في العاصمة الماليزية كوالالمبور.

يضيف المدهون: "معايير المنافسة بين الجامعات اعتمدت على مدى النجاح في إنجازها للبحوث العلمية، وإنتاجها لخريجين أبدعوا على المستوى العلمي والبحثي، إضافة لعلاقتهم الجيدة مع الجامعة".

وحول أهمية هذه الجائزة بالنسبة له، عبّر المدهون عن سروره قائلا: "فخر لي عندما يتم اختياري كقصة نجاح من بين آلاف الطلبة الأجانب الذين يدرسون في جامعات ماليزيا، كما أنه فخر لفلسطين التي توّج اسمها في مهرجان الاعلان عن الجائزة".

إشراف مشترك

ساهم المدهون في الإشراف المشترك على العديد من الأبحاث والدراسات لطلبة الماجستير والدكتوراة في الجامعة الإسلامية، منها ما تم نشره بالشراكة في أكثر من أربعة مجلات عالمية تختص بمجالات البيئة والتنمية المستدامة.

وخلال لقاء "الرسالة نت" بالدكتور المدهون، تلقى اتصالا هاتفيًا من وزارة التربية والتعليم بغزة يفيد بفوزه بالمرتبة الأولى في جائزة البحث العلمي التي نظمتها الوزارة مؤخرًا.

وحولها قال: "تقدمنا بدراسة لأحد طلبة الجامعة حول تلوث الهواء في المدارس بغزة وأثره الصحي عليهم، والإشراف عليه بالشراكة بين الجامعتين الإسلامية والماليزية، وبفضل الله ها نحن حصلنا على المرتبة الأولى".

وأوضح أنه تم التقدم بنفس البحث الذي يُشرف عليه في جائزة للبحث العلمي على مستوى جامعة الدول العربية، فيما سيتم الإعلان عن نتائجها قريبًا.

ويؤكد المدهون أنه لن يتوقف عند هذه المرحلة، متابعًا: "ما زلت بحاجة للتطوير الدائم، وسأسعى لمراتب أكاديمية عليا تعود بالنفع عليّ وعلى الجامعة الإسلامية الرائدة بزيادة سمعتها وانتشارها الدولي".

ووجه رسالته للطلبة الفلسطينيين كافة قائلا: "نحن بحاجة ماسة للتمسك بالعلم والقيم والأخلاق، لنضاهي الأمم الأخرى ونساهم في نشر معاناتنا وقضيتنا على المستوى الدولي، والعلم أنجح الوسائل لإيصال رسالتنا وإثبات أننا لسننا أقل من الشعوب الاخرى".

وعبّر المدهون عن فخره بالعمل في الجامعة الإسلامية، واصفًا إياها بأنها من المؤسسات الرائدة في التعليم العالي وبيئة العمل فيها مناسبة ومساعدة لإنجاز أي أعمال، خاتمًا بقوله "أنا محظوظ لعملي بها".

 

البث المباشر