قفصٌ أسود اللون كظلماته, يحتضن أسرى مكبلي الأيدي, ومعصوبي الأعين, يرفعون شارات النصر, وورقة خُط عليها " مي_وملح" , ويحيط بهم أفراد من الجيش (الإسرائيلي), يكادون يمنعون الهواء أن يتسرب إليهم.
وعلى حين غرة يتعرض القفص للهجوم, ويهرب الحراس, ويُحرر الأسرى جميعًا, وتعلو أصوات التكبير في المكان, بهذا المشهد بدأ أشبال مخيمات "مشاعل التحرير" فعالياتهم دعمًا وتضامنًا مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الإحتلال ( الإسرائيلي ) .
لينتقلوا بعدها لرفع علم فلسطين على خارطة الوطن التي نقش عليها حروف كل محافظاته, مرددين شعار مخيماتهم "احنا مشاعل التحرير.. احنا استعدينا للنفير .. للأقصى والأسرى جايين" .
محمد عوض قال في كلمة عن حركة حماس: "أبناؤنا يحملون رايات التحرير, لنعلن أن الكبار لن يتنازلوا عن أرض فلسطين مطلقًا ", مؤكدًا دعم حركته الكامل لخطوات الأسرى التصعيدية في وجه سياسة الإذلال التي تتخذها مصلحة السجون (الإسرائيلية) بحقهم.
وتنظم حركة حماس هذه المخيمات في الإجازة الصيفية من كل عام, ويشارك فيها آلالاف من أبناء قطاع غزة, يتلقون خلالها نشاطات متنوعة.
وأوضح عوض أن الأسرى يخوضون معركة شرسة وصفها بمعركة " الإرادة والحياة", يقاومون الاحتلال فيها بصلابتهم وطول نفسهم على الرغم من كل المخاطر.
عشرات المواطنين اصطفوا على جانبي الطريق وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة, ومنهم من وجد نفسه يشارك الأشبال هتافاتهم.
الأسير المحرر أحمد العثامنة وقف مبتهجًا بهذه الروح العالية التي يتمتع بها أبناء قطاع غزة, وحضور قضية الأسرى حتى في أوقات إجازتهم الصيفية التي فيها لحظات مرحهم .
وأكد العثامنة في حديثه لـ"الرسالة نت" :" في إضراب الكرامة كنت أسترق سماع أخبار قطاع غزة وأهمها فعاليات دعم الأسرى", مطالبًا بالوقوف بجانب ذوي الأسرى وخاصةً في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها الأسرى المضربين عن الطعام .
وأخذ العثامنة يستذكر كيفية تلقيه أخبار تلك الفعاليات خلال فترة اعتقاله قائلًا: "هذه الفعاليات لها وزنها الكبير لدى الأسرى وخاصة الذي يخوضون إضرابًا عن الطعام " .
صور قادة الحركة الأسيرة رفعت فوق رؤوس فرق جنود الكشافة التي حضرت في عرضٍ مهيب, ومن ضمنها صورٌ للقائد عبد الله البرغوثي وعباس السيد, وإبراهيم حامد, ومروان البرغوثي, في رسالةٍ تأييد لصمودهم.