أشبال بعمر الزهور، يرتدون قبعة تحمل "مشاعل التحرير"، ورايات بيمينهم ترفرف على أناشيد تردد "والله وصدقوا الوعد"، وفريق الكشافة يضرب بعصاه على الطبل ليرفع صوت خبط الأقدام بالأرض، ويهتف الجميع بشعارات البيعة لقيادة حماس.
كتائب من الأطفال تسير خلف بعضها، وكل كتيبة تحمل اسم صحابي أو قائد، مثل "أبو عبيدة بن الجراح، وسيف الدين قطز، ونور الدين زنكي، وعمرو بن العاص"، وتجمعوا برفقة قادة لحركة حماس أمام بيت نائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، غرب مدينة غزة، ليعلنوا بذلك انطلاق مخيمات "مشاعل التحرير".
الدكتور نسيم ياسين القيادي في حماس، قال " إننا نرد على الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يحتل الأرض، بهذا الجيل الذي نربيه على الجهاد، ليلقن "إسرائيل" درسًا تلو الآخر".
وأوضح أن الحركة تحتفل اليوم بانطلاق المخيمات "لنوصي أبناءنا بالقيم والأخلاق السامية، لأنها تعبر عن تقدم الشعوب".
ولفت ياسين إلى أن الفتية الذين يراهن عليهم في تحرير الأرض، حملوا اسم "مشاعل التحرير" ليكونوا نبراسًا لتحرير الأرض والمقدسات.
وفي كلمته أكد إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أنه لا تغيير على مشروع التحرير والعودة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال "لا تغيير ولا تبديل على استراتيجيات حركة حماس، في الحكومة أو خارجها سنظل دعاة ومربين ونمد أيادينا لبناء الإنسان المسلم القادر على حمل أمانة تحرير الأرض.
وأوضح أن استراتيجية حماس لن تتغير أو تتبدل وتقوم على أساس بناء الإنسان الفلسطيني عقائديًا، وإيمانيًا وجهاديًا "ليحرر فلسطين، والأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي".
وأشار هنية خلال حديثه إلى أن هذه المخيمات هي دليل على الالتزام بمنهج الحركة، وتعتبر الوقفة في المربع المتقدم في بناء جيل قادر على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين.
وبيّن إلى أن انطلاق المخيمات من الشاطئ له دلالاته، لافتًا إلى أن المخيم شكل رافعة للمقاومة والدعوة، وانطلاقة لحركة حماس.
وتابع " قبل أن تعلن انطلاقة حماس رسميًا كان بالشاطئ قادة يجتمعون في بيوتهم، وكان للمخيم شرف انطلاق حركة حماس بقيادة الشيخ أحمد ياسين".
ومع انتهاء كلمة هنية، وقف الجميع وردد كلماته التي لطالما قالها وهو على منصة الحكم في الحكومة الفلسطينية، "لن نعترف بإسرائيل.. لبيك يا أقصى.. لبيك أسرانا".
وتسلّم قيادة الحركة خارطة فلسطين ليعلنوا بذلك انطلاق فعاليات مخيمات "مشاعل التحرير".
(عدسة: محمود أبو حصيرة)